سألوني عن جبهة النصرة -13-

الكاتب : مجاهد مأمون ديرانية
التاريخ : ٩ ٢٠١٥ م

المشاهدات : 2979


 سألوني عن جبهة النصرة -13-

الأمر العاشر الذي نطالب به جبهة النصرة هو حسم موقفها من عدوّ الثورة الكبير، نطالبها بموقف واضح مطّرد ثابت من عصابة داعش.

ولا يَقُلْ لنا أحد: لقد قاتل أبو مارية الدواعشَ في الشرقية، وقاتلت النصرةُ في حوران لواءَ شهداء اليرموك الداعشي، وأطلق الجولاني على الدواعش لقب "الخوارج" في لقائه مع الجزيرة. لدفع هذا اللبس طالبتُ بثبات الموقف واطّراده، فإن الشواهد ناطقات، وهي تقول أن النصرة قاتلت داعش في بعض المناطق وامتنعت عن قتالها في مناطق أخرى وقاتلت معها في مناطق ثالثة، وأنها غضَّت الطرفَ عن جرائمها أحياناً وتعاونت معها في بعض الأحيان، وما جريمةُ مخيم اليرموك عنا ببعيد، وهي طامّة كبرى لم تتبرأ منها النصرة إلى اليوم.

لذلك نقول: من حقنا أن نخاف من النصرة لأننا نرى أن موقفها من داعش متذبذب وأن منهجها أقرب إلى منهج داعش من سائر المناهج التي تحملها الفصائلُ والقوى الثورية. وليس هذا كلامنا، بل هو كلام شرعيي النصرة، ومنه ما ثبت عن أبي خديجة الأردني شرعي الغوطة السابق الذي قال: "نحن والدولة الإسلامية (!) عقيدتنا واحدة ومنهجنا واحد، ويقتصر خلافنا معهم على التطبيق والسياسة الشرعية"!

من حقنا أن نخاف من النصرة لأن أميرها اعتبر ذات يوم أن خلافها مع داعش هو خلاف "يقع بين الإخوة في البيت الواحد" (هذه كلماته بحذافيرها)، ولأنه ردّ على البغدادي غداةَ إعلان الدولة بكثير من المديح والتملّق مُقِرّاً -بلا أي لَبْس- بأن جبهة النصرة هي فرع من دولة العراق. ولأنه قال -حسب الشهادة المسجلة لأبي عبد العزيز القطري رحمه الله- إنه سينضوي تحت راية البغدادي إذا أمره بذلك شيخُه الظواهري، ولأنه ركب سيارته أكثر من مرة وهَمّ بالذهاب إلى البغدادي لمبايعته كما شهد بذلك بعض رفاقه في الجبهة، ولولا أنهم منعوه ورَدّوه لكانت النصرة اليوم جزءاً من داعش كما يقولون!

من حقنا أن نخاف لأن الجولاني اعترف ببيعته للظواهري وبأنه يتلقى منه الأوامر والتعليمات، والظواهري ما زال يرى داعش جماعة مجاهدة، حتى إنه صرّح قبل أقل من شهرين بأنه لو كان في سوريا أو العراق لتعاون مع داعش ضد التحالف، ودعا قبل أيام إلى التعاون والوحدة بين القاعدة وداعش لمحاربة روسيا وأمريكا، ثم أرسل "مبعوثه الخاص" المدعو سيف العدل لإجراء المصالحة بين الجماعتين.

هذا التذبذب العجيب لا يخوّف عامة السوريين من جبهة النصرة فحسب، بل إنه يربك أيضاً عناصر النصرة نفسها ويحرج أنصارها، الذين باتوا يُمْسون على خصومة النصرة مع داعش ويُصْبحون على يد الظواهري الممدودة لها بالصلح والتعاون!

من حقنا أن نطالب جبهة النصرة بإعلان موقف واضح حاسم من تذبذب القاعدة مع داعش، موقف مبدئي يوضح لأهل الشام: هل الفريقان "جماعة واحدة" كما قال الظواهري في كلمته المشهورة التي أذاعها أوائل أيار 2014؟ هل توافق جبهةُ النصرة الظواهريَّ (الذي تدين له بالولاء) على أن داعش جماعة جهادية ينبغي التعاون معها، بل الاتحاد بها؟ من حقنا أن نطالب جبهة النصرة بالتبرّؤ من الفصيل الذي يحمل اسمَها في جنوب دمشق، ونطالبها بدعوة الفصائل إلى قتاله وكفّ شره أسوةً بقتال داعش وكفّ شرها في كل مكان.

والأهم من كل ما سبق: من حقنا أن نطالب جبهة النصرة بإعلانٍ واضح صريح لا لَبْس فيه، بأنها لن تسلك مسلك داعش ولن تؤسّس إمارة على الأرض السورية في أي حال من الأحوال.

 

 سألوني عن جبهة النصرة -12-
سألوني عن جبهة النصرة -11-
سألوني عن جبهة النصرة -10- ملحق
سألوني عن جبهة النصرة -10-
سألوني عن جبهة النصرة -9-
سألوني عن جبهة النصرة -8-
سألوني عن جبهة النصرة -7-
سألوني عن جبهة النصرة -6-
سألوني عن جبهة النصرة -5-
سألوني عن جبهة النصرة -4-
سألوني عن جبهة النصرة -3-
سألوني عن جبهة النصرة (1،2)

 

الزلزال السوري

 

المصادر: