حرب صليبية برعاية الكنيسة

الكاتب : خالد مصطفى
التاريخ : ٧ ٢٠١٥ م

المشاهدات : 2632


حرب صليبية برعاية الكنيسة

بعد أن نقلت روسيا كميات ضخمة من الأسلحة والعتاد الحديث إلى سوريا لدعم نظام بشار الأسد بعد الهزائم المتتالية لقواته أمام الثوار ورغم نفيها الدائم لوجود جنود تابعين لها على الأرض إلا أن مواقع التواصل الاجتماعي فضحت الأمر ونقلته عنها وسائل الإعلام الغربية..

وظهر بوضوح أن روسيا تخطط لأمر ما في سوريا يتجاوز الدعم المعروف بالأسلحة والصواريخ والطائرات المتطورة.. وأكد ذلك الانتصارات المتتالية للثوار وفشل مليشيات الأسد والحرس الثوري الإيراني وعناصر حزب الله في تحقيق أي تقدم خلال الاشهر القليلة الماضية..

إن التدخل الروسي المباشر في سوريا يشير إلى حقيقة سعى النظام إلى نفيها لفترة طويلة ألا وهي أنه أوشك على السقوط وانه يسعى للتوصل لأفضل الحلول الوسطى مع الثوار أو يسعى إلى إقامة دولة نصيرية طائفية في منطقة الساحل ويريد من روسيا حمايتها لأنه يخشى ألا يستطيع الحفاظ عليها أمام إصرار الثوار على إسقاطه..التدخل الروسي كالعادة امتطى الذريعة المثلى هذه الأيام وهي "محاربة الإرهاب" من أجل تبرير دخوله الحرب في سوريا إلى جانب نظام بشار الأسد الذي قتل مئات الآلاف من شعبه خلال السنوات الخمس الأخيرة باعتراف المنظمات والحكومات الغربية التي ترفع أيضا راية "محاربة الإرهاب" والتي وصفت بشار بالطاغية والسفاح...

العجيب أن رد فعل الغرب على هذا التدخل السافر من روسيا وما تبعه من غارات همجية كان غاية في الضعف بل صدرت تصريحات من هنا وهناك تشير إلى وجود تنسيق بين روسيا والغرب بشأن هذه الهجمات.. الأعجب أن روسيا بدأت غاراتها الجوية في سوريا بحمص وهي أبعد ما تكون عن سيطرة داعش, وأكد الرئيس الروسي بوتين أنه لا يفرق بين معارضة "معتدلة" و"متطرفة" وأنها كلها مستهدفة من جانبه يعني ما قيل عن "داعش" هو مجرد ذر رماد في الأعين, وهو ما يؤكد أن روسيا لا تحارب داعش ولكنها تحارب الثوار الذين كبدوا مليشيات الأسد خسائر كبيرة وانتزعوا العديد من المناطق من أيديهم...

روسيا تحركت هذه المرة تحت الراية الصليبية التي عرفها الغرب من قبل لكي يحتل بلاد المسلمين وينهب ثرواتهم حيث أعربت الكنيسة الأرثوذكسية في روسيا عن دعمها قرار موسكو شنّ غارات جوية في سوريا, ووصفت هذا التدخل بـ"المعركة المقدسة" وهي نفس التصريحات التي رددتها الكنيسة في الغرب عندما شنت حروبها الصليبية, ورغم التبريرات التي يحاول الغرب الآن تسويقها بشأن هذه الحروب إلا أنه تجاهل تماما ما صدر عن الكنيسة الروسية ولم يعتبره "إرهابا" و"تطرفا" واستخداما للدين كما يحدث دوما مع المسلمين عندما يدافعون عن أرضهم أما روسيا التي تحارب المسلمين على أراضيهم باسم الكنيسة فهي "تمتلك مبرراتها وينبغي التشاور والتنسيق معها", كما يزعم الغرب..

لقد تراجع الغرب أمام روسيا في أوكرانيا كما تراجع أمام إيران في سوريا وفي لبنان وفي اليمن وهو ما أعطى مساحة كبيرة للوبي المجوسي الصليبي أن يشن حربا قذرة ضد الشعب السوري والذي اتضحت معالمه في عدد القتلى من المدنيين الذين سقطوا في أوائل أيام القصف الروسي...إن روسيا لم تتعلم درس أفغانستان وكما كانت أفغانستان سببا في تفكك الإمبراطورية السوفيتية من قبل ستكون سوريا سببا في انهيار روسيا  اليوم.

 

 

المسلم

المصادر: