يا غبي... السبب طاغية الشام وليس المجر؟!

الكاتب : أحمد موفق زيدان
التاريخ : ٣ ٢٠١٥ م

المشاهدات : 3232


يا غبي... السبب طاغية الشام وليس المجر؟!

فجأة تحرك الضمير الغربي وتحركت معه آلته الإعلامية الرهيبة ليس انتصاراً للشام المباركة وثورتها وإنما انتصار في الحقيقة والواقع لطاغية الشام، فكان كل صمتها عن مجازر الشام لسنوات التي تسببت في أكثر من نصف مليون شهيد ومليون جريح ومعوق وملايين المهجرين، لم يكتف الإعلام الغربي بذلك ولكنه تواطأ كثيرا مع الطاغية الأسدي وداعميه في إيران وروسيا، بالتركيز على من وصفهم بالإرهابيين وداعش وغيرهم تجنباً للمساس بالبقرة الأسدية المقدسة، لعل ذلك يُريح ضميره إن كان ثمة ضمير لعدم اهتمامه بالثورة الشامية والمجازر اللحظية التي تجري تحت سمع العالم وبصره..

صحى الضمير الغربي فجأة على جثة طفل على أحد الشواطئ التركية، ولم يدر أن جثثهم هي التي ماتت من قبل في الغوطة وكل مكان سقط فيه برميل متفجر طائفي أو صاروخ سكود أو قذيفة مدفع، فقد نجح الطائفيون وداعموهم على مدى سنوات على تحويل وتحريف الرأي العام العالمي وكأن مشكلة السوريين أصبحت طفلاً يغرق على شواطئ البحار وليست قصة ملايين البشر مهددة بالانقراض في ظل استخدام كل الأسلحة التدميرية الشاملة بحقه، مع رفض أميركي للسماح بوصول صاروخ واحد مضاد للطيران من أجل وقف آلة القتل الرهيبة بحق المسلمين في سورية..

فجأة لُبّست المجر شخصية بشار الأسد وكأن رفضها دخول اللاجيئن السوريين إلى أراضيها هو سبب معاناة السوريين، وللأسف تبع الساسة الغرب هذه الموجة ليعلنوا عن ترحيبهم باللاجئين ودعوا إلى عقد مؤتمرات وقمم لبحث أزمة اللاجئين، بينما تعاموا تماماً على السبب الرئيسي لكل هذا الإجرام، فهم على استعداد لترحيل شعب بكامله على أن يبقى الأسد، والشعار الذي طرحته العصابة البرميلية منذ اليوم الأول الأسد أو لا أحد هو شعار يرفعه العالم كله اليوم، الذي قبل بترحيل الشعب السوري عن بلده مقابل أن يبقى الأسد..

يعلم الشعب السوري تماماً أن المسؤول عن قتل هذا الطفل و عن ذبح السوريين منذ اليوم الأول وحتى الآن هو الفيتو الأميركي على تسليح الثورة السورية، للدفاع عن نفسها، وبالتالي هو المسؤول عن موت هذا الطفل ومجازر سورية كلها..

المؤامرة كبيرة، وأخطر ما فيها السعي لتحويل أهل السنة بالشام لأقلية، ولكن وعد الرسول عليه الصلاة والسلام بكفالة الشام، وبانتصار أهلها هو السلوى لأهل الشام والمسلمين المتضامنين معهم..

 

 

المسلم

المصادر: