الأسد ينازل الغوطة.. الائتلاف ينازل السياسة

الكاتب : زين مصطفى
التاريخ : ٢٦ ٢٠١٥ م

المشاهدات : 2784


الأسد ينازل الغوطة.. الائتلاف ينازل السياسة

"إذا أردت أن تميّع قضية مهمة.. فشكل لجنة تحقيق" هي قاعدة ذهبية عمل عليها حزب البعث، وأتقنها نظام الأسد على مدى جميع المراحل، و مرت كل المجازر مرور الكرام، و اليوم نشاهد ذات الأسلوب ولكن بلبوس "معارضاتي".

على مدى الأسبوع الفائت الأشد دموية على الإطلاق، والذي تعرضت خلاله الغوطة الشرقية عموماً، و"دوما" على وجه الخصوص، لعملية تفوق الإبادة، بل هي إنهاء كل وجود لبشر أو حجر أو شجر، فالمطلوب أن تكون الغوطة أرضاً ممهدة، تصلح لزراعة "القمح" كما تعهد رفعت الأسد حماة في بداية ثمانينيات القرن المنصرم.

ليس وحده العالم دخل مرحلة الجمود والتغافل، بل يشاركه بهذه الحملة من يتنسبون إلى المعارضة السياسية، وكأن الغوطة وما يحدث فيها، بحاجة لمؤتمر صحفي تنديدي، ومن ثم تشكيل لجنة تحقيق، والوعد برفعها للمحكمة الدولية، في كذبة نعيشها منذ أربع سنين، فلا محكمة تشكلت و لاتقرير رُفع، لا نتيجة تم الوصول إليها، اللهم بعض الثغاء الحملاني.

سعيت للوصول إلى تصريح يتعلق بالجهود الدبلوماسية التي تخوضها المعارضة السياسية و على رأسها الائتلاف، للذود عن الغوطة المبادة، لكن لم أصل لنتيجة، وكل ما هنالك أن لجنة التحقيق تشكلت، والأمر انتهى.

ومن الممكن أن شهر أيلول، المبارك سياسياً، دفع بالمعارضة للصمت كيفياً أو بشكل مجبرة عليه، حتى لاتختلط ورقة المواعيد والمؤتمرات التي ستعقد في بلدان عدة من العالم بحثاً عن الحل السياسي، أما بالنسبة للمتواجدين على الأرض ويموتون في كل لحظة، هم فرق عملة أو مسودة لأوراق الاتفاق الذي تعمل أمريكا وروسيا على تطبيقه، بوجود للأسد شاء من شاء وأبى من أبى، والحل للقبول في القتل بأشد عنف ممكن، والظهور بمظهر المنتصر، والجلوس على طاولة تكون فيها الشخص الذي لايعترض عليه أحد.

وفي العموم ليس هناك تعويل على المعارضة التي فقدت كل أوراق القبول الشعبي، وحتى الدولي، فالذي يصمت ولايحرك ساكناً على مقتل المئات خلال أيام، ويكتفي ببيانات التنديد، لن يكون له أي احترام من أي طرف وحتى من روسيا التي وصفت صراحة "صديقة الشعب السوري على مر التاريخ" وانتقدت ضمناً بأن "المرحلة التاريخية قد تغيرت" لتحتاج لقارئ فنجان ليفهم أنه انتقد روسيا، بلد السوخوي والميغ والفراغي وبلد كل القذائف ومسببات الموت السورية...

 


شبكة شام
 

المصادر: