أعجوبة تدمر

الكاتب : إبراهيم حمامي
التاريخ : ٢٣ ٢٠١٥ م

المشاهدات : 8560


أعجوبة تدمر

يقول الراوي يا سادة يا كرام:

إن "الخليفة" - الذي نصب نفسه بنفسه في غفلة من الزمان - حرّك جحافل جنده من مدينة يقال لها الرقة بأرض الشام وعبر مئات الكيلو مترات في الصحراء ليُهاجم "النصيرية" في مدينة يقال لها تدمر أيضاً بأرض الشام...

بأريحية تامة وبسيارات مكشوفة تحمل الرايات تحركت الأرتال والجحافل...
وببركات "الخليفة" لم تقصفها لا طائرات التحالف "الصليبي" ولا طائرات النظام "النصيري"...

وصلت قوات "الخليفة" إلى تدمر...

دخلت تدمر بكل سلاسة ويُسر في 16/05/2015...

مخازن الأسلحة والذخيرة لم يمسسها سوء وتُركت للسائل والمحروم...
لم يأخذها "النصيريون" ولم يدمروها...

تركوها صدقة لله تعالى، ربما...

جند الخلافة هتفوا وهللوا وكبروا...

عبؤوا الأسلحة والغنائم في سيارات الدفع الرباعي...

نقلوها إلى الرقة وأيضاً عبر صحراء مكشوفة تجوبها طائرات "صليبية" و"نصيرية" أُعميت أبصارها عن أرتال ورايات وهتافات "جند الخلافة" المحفوفين ببركات "الخليفة"...

لم يتركوا شيئاً...

أخذوا وقتهم وبأمن وأمان من البراميل المتفجرة التي تتساقط على كل شبر في أرض الشام، إلا عليهم!

إنها البركات أيها الحاسدون!

24 ساعة لم "يحز" رأس "نصيري" واحد ممن كانوا هناك...

ثم وكما دخل "جند الخلافة" تدمر بسلاسة وأمان غادروها بمثل ما دخلوا به...

بعد 24 ساعة فقط وفي 17/05/2015 انسحب "جند الخليفة" في رتل صغير لا يكاد يرى بالعين المجردة قوامه 80 سيارة فقط لا غير!

عاد "النصيريون" لتدمر واستلموها كما تركوها...

اللهم بدون سلاح وعتاد...

أيام من الهدوء والوئام...

خلالها أفرغ السجن الرهيب وأجليت العائلات "النصيرية"...

ثم دخل "جند الخلافة" تدمر من جديد في 20/05/2015...

قالوا إنهم قتلوا المئات من النصيرية...

قالوا إنهم أطلقوا سراح الآلاف من سجن تدمر سيء الصيت والسمعة...
هتف الناس وابتهجوا...

السجن الرهيب تحرر منه السجناء...

لو لم تفعل "الدولة" غير ذلك لكفاها...

ثم كانت أعجوبة تدمر ومعجزتها...

الدولة وجند الخلافة أعلنوا أن السجن أُفرغ قبل أيام...

وأن "النصيرية" انسحبوا قبل أيام...

وأنه لا معارك ولا قتلى ولا سجناء محررين...

ولذلك لا صور لقتلى أو سجناء...

بل بعض الآليات المدمرة...

والأهم لا براميل متفجرة على رؤوسهم ولا غارات "صليبية" أو "نصيرية"...
وكله ببركات "الخليفة" أطال الله عمره ولا كسر له شوكة!!

أبعد تلك الأعجوبة أعجوبة؟

يسيرون ببركته مئات الكيلومترات في صحراء مكشوفة ولا تطلق عليهم رصاصة؟ بركاته!!

لا يرصدهم طير ولا تقصفهم طائرة... ببركاته!!

يدخلون ويخرجون ويدخلون من جديد بلا قتال أو عناء؟ بركاته!!

تترك الأسلحة والذخائر ولا تُدمّر كما في معسكر المسطومة وغيره، هناك لا توجد بركاته!!

لا قتلى ولا سجناء وليمت بغيظهم الأدعياء! أيضاً ببركاته...!!

لا يهم ما يقوله الآخرون، ولا يهم أنه لا صور ولا أشرطة ولا أدلة ولا هم يحزنون... المهم بركاته...

ويبدأ سكين الخليفة الحاد بجز رؤوس المرتدين والبداية بسبعة عشر من عشيرة الشعيطات وغيرها في أول يوم لهم هناك...

وتسيل الدماء تطبيقاً لفهم الخليفة وجنده الخاص لدينهم "فصل لربك وانحر"...

ليبلغ عدد القرابين المقدمة "للخليفة المقدام" 49 شخصاً منذ 13 مايو(أيار)، تاريخ بداية "غزوته"على مدينتي السخنة وتدمر وريفيهما، منهم 9 أطفال دون سن الـ 18، و5 سيدات، كلهم "مرتدون" أينعت رقابهم لسيف الخليفة الصارم...

يا سادة يا كرام...

هذه الأعجوبة ليست خيالاً أو وهماً...

وليست من حكايات ألف ليلة وليلة وشهرزاد والكلام المباح...

إنه قصة حقيقية واقعية...

ما زالت فصولها ترتسم...

وما زال البعض يصدقها ويهتف بلا تفكير...

باقية وتتمدد...

وللقصة والأعجوبة بقية!

 

 

موقع الكاتب د. إبراهيم حمامي

المصادر: