لـ تُدمر سوريا كلها بـ "بشرها"... و لكن "تدمر" لاااا !!؟؟

الكاتب : زين مصطفى
التاريخ : ١٧ ٢٠١٥ م

المشاهدات : 2677


لـ تُدمر سوريا كلها بـ

مجزرة في مدينة دوما راح ضحيتها 5 أطفال وعدد من الجرحى جراء قصف الأحياء السكنية بصاروخ أرض أرض ، مجزرة كفرعويد بريف إدلب حسب أخر إحصائية أكثر من 26 شهيداً وعشرات الجرحى بينهم حالات خطيرة جراء غارات جوية على منازل المدنيين، ومجزرة أخرى في مدينة سراقب نفذتها طائرات الأسد الحربية حيث استهدفت المدنيين سقط جرائها 8 شهداء وعدد من الجرحى وما تزال فرق الإنقاذ تحاول انتشال الناجين من تحت الأنقاض.

بالأمس 100 شهيد في مجزرة في منبج، عشرات الشهداء و الجرحى في قصف على المساجد في ادلب ، 22 حالة اختناق بغاز الكلور جراء استهداف ريف جسر الشغور بغاز الكلور . عذراً إنها أخبار اعتيادية و أقل من عادية ، ولأنتقل إلى الخبر الذي هز العالم بأسره ، قض مضاجع الأمم و الدول المتحضرة ، أرعب المجتمعات المخملية المعنية بالرقي و الحضارات وتمازج التاريخ ، إنها "تدمر" و آثارها فإن زنوبيا و تاريخها في خطر.

وكيف لا فهذا هو إرث سوريا، إرث الحضارة البشرية، إرث للأجيال القادمة ... هذه الحجارة المرصوفة منذ آلاف السنين يجب أن تبقى لو فني الجميع، و لو لم يبق أي وارث أو مورث، المهم أن تبقى .

كيف لا ينتفض المجتمع المخملي على هذه الهمجية القادمة، وتستهدف التاريخ، تستهدف الحضارة، أمم متحدة، دول حضارية، نظام (الأسد) المخملي المهذب و المثقف، معارضة سورية راقية، تؤمن بالحفاظ على سوريا الحجر و لو فني البشر.

تدمر التي يتسابق الجميع من يبكي أكثر عليها ، باتت فارغة من كل ما هو ثمين و بات تحت يد نظام الأسد، تدمر الأثرية ليست إلا أطلالاً، و لكن تدمير سوريا هو الأساس ، يهدفون إلى الحفاظ على الحضارة الحجرية دون الاكتراث بتدمير الحضارة الحالية، و الروح البشرية لسوريا .

عندما يتم القتل المستمر الممنهج و المستمر و المتواصل للسوريين في كل مكان ، فلا حاجة لنا بكل آثار الدنيا ، وليست "تدمر" في عينها ، بل كل شيء لا يساوي أي قيمة أمام أطفال ونساء وشيوخ و رجال سوريا، و لو كان أغلى مكان لأي دين أو مذهب، ابتداءً من الكعبة و انتهاءً بحائط المبكى.

سوريا هي الانسان الذي يقتل و يجتهد الجميع للتعامي عنه، و الركض وراء الحجارة، كل ما يحدث ليس له دليل و لكن أن يوجد خطر على "تدمر" فهذا شيء غير محمول يسترعي من الجميع الانتفاض في وجهه ، أما استخدام الكلور و الأسلحة الكيميائية فإنه لا دليل على ذلك، و إن وجد دليل فيجب أن نتباحث في شأنه!.

ليس دفاعاً عن داعش و أفعالها المدانة و لا خلاف على هذا الأمر ، و إنما مهاجمة لكل متكاذب على الحضارة و متعامي عن موت شعب بأكمله .

فلتدمر تدمر و يبقى السوري الحي... و لا شيء يجاوز أهمية دمعة طفل سوريا مهما عظم في أعين الجميع ، فإنه في أعيننا صغير أمام مستقبل أاطفال .

و أجمل ما سمعت حول الآثار و ردات الفعل أنه يجب علينا أن نصبغ شهداءنا بلون ذهبي علّنا نجد من يتباكى علينا...!؟

 

 

 

شبكة شام

 

المصادر: