وزير دفاع بشار الأسد في طهران للاعتذار ...وطلب الاحتلال ... وتأطيره ووضع ترتيباته

الكاتب : زهير سالم
التاريخ : ٢٩ ٢٠١٥ م

المشاهدات : 3089


وزير دفاع بشار الأسد في طهران للاعتذار ...وطلب الاحتلال ... وتأطيره ووضع ترتيباته

على وجه السرعة، وبعد الانهيارات العسكرية المتتابعة التي منيت بها عصابة الأسد، وصل أمس الثلاثاء نائب القائد العام للجيش والقوات المسلحة، وزير الدفاع فهد جاسم الفريج إلى طهران..
الرسالة المختصرة التي أداها الوزير (السني) في حضرة نظيره الإيراني حسين دهقان: نحن نعتذر... أنجدونا.


وكان عنوان هذا الاعتذار (لولا الدعم الإيراني ما استطاع الجيش السوري تحقيق الانتصارات) وهي العبارة التي أثارت منذ بداية تردادها الامتعاض ثم الاعتراض ثم النزاع والذي تطور مرات إلى حد التلاسن والعراك والاقتتال،بين ضباط الاحتلال الإيراني وبين عسكريين سوريين ما زالوا يحتفظون من كرامتهم الوطنية بنزع عرق.
لقد مَرَدَ ملالي طهران ولبنان أيضا منذ 2012 على تكرار عبارة (لولا دورنا في سورية لما بقي الأسد)، وظل بشار الأسد وعصابته يستقبلون العبارات بالامتعاض الصامت طويلا، وما أن تفجر الغضب على ألسنة بعض الصغار مثل رستم غزالي حتى كان للأمر تداعيات خطيرة ، يعرفها الإيرانيون ويعرفها بشار الأسد ونعرفها نحن أيضا، والتي دفعت الوزير الأسدي أن يُهرع إلى طهران يعتذر عن سفاهة الصغار رستم غزالة وأمثاله الذين لم يشكروا نعمة المنعم الإيراني...
وفي ظل الاعتذار المعلن، والاعتراف الصريح بمنّة الإيراني على بشار الأسد وعصابته، كانت الزيارة المريبة، والأحاديث شديدة الخطورة عن الثمن الذي ذهب حامل الوزر الأسدي يقتضيه من طهران. فتحدثت الأنباء المعلنة عن تعزيز التنسيق والتعاون وخاصة في مواجهة الإرهاب والتحديات المشتركة في المنطقة. ورددت الأنباء المسربة عن مخطط متكامل لإعادة انتشار عسكري وسياسي في سورية بالغ الخطورة ناصع الدلالة.
الأنباء المسربة من قبل مقربين من صانع القرار الإيراني منهم أمير موسوي تحدثت عن انسحاب القوى العسكرية الأسدية من دمشق وجبهتها على الجولان ، للتفرغ لقمع الشعب السوري، وتسليم المنطقة عسكرياً لما يسمى زوراً (كتائب المقاومة الإسلامية) أي الحرس الثوري الإيراني. لتتوازى عملية الاحتلال العسكري الإيراني للعاصمة السورية مع انتقال وصف (بالمؤقت) للإدارة السياسية للدولة السورية  من دمشق إلى طرطوس أو اللاذقية ، منعاً للازدواج والحساسية فيما يبدو...
إن محاولة تأطير مشهد استدعاء (قوى احتلال إيرانية) لسورية بالحديث عن عدوان إسرائيل مزعوم أو متوقع هي محاولة بائسة ويائسة بكل المعايير . وسواء صح ما نقل عن قصف إسرائيلي لقواعد صواريخ سورية أراد منفذوها الزج بها في حملتهم الانتخابية ، أو لم تصح كما أكدت وكالة السي ان ان الأمريكية؛ فإن الموقف الوطني يقتضي إعطاء الأولوية للدفاع عن الوطن وليس  التوكيل بحماية الوطن والتفرغ لقتل المواطنين...
هذه الأخبار الرسمية المعلنة منها والمسربة مما لا يجوز أن يمر على الثورة السورية ، ولا على قياداتها السياسية ، ولا على دول الإقليم والعالم دون أن تواجه بما تستحق من جهد للتصدي لعملية تمريرها ، وللإحاطة بتداعياتها...
وهي أنباء خطيرة لا ينفع معها الشجب والإنكار والتنديد. هذه مؤامرة على سورية استقلالها ووحدة أرضها وتستحق جهدا وطنيا وعربيا لإحباطها وإبطال مفاعيلها.
إن من أخطر الجنايات التي جناها  المجتمع الدولي على سورية الدولة والشعب ، هوالإبقاء على الشرعية الشكلية لبشار الأسد التي ما زالت تخوله الحق الباطل في تمثيل السوريين وفي التوقيع باسم الدولة السورية، وعقد الاتفاقات وتوقيع المعاهدات والصفقات باسمها..
إن الحقيقة الأقرب  التي يجب أن يعرفها الإيرانيون ، الذين ما زالوا خلال أربع سنوات، شركاء بشار الأسد في الجريمة، وهم قد رأوا منه ما نعرف ويعرفون؛ أن كل الذي يمكنهم أن يفعلوه في إقدامهم على احتلال سورية هو إطالة عمر المجرم والجريمة أياما او بضعة شهور . إن الفرصة التي أتاحتها لهم المحطة القائمة تستحق تفكيرا أعمق على مستوى تاريخي ومستقبلي، فغرور اللحظة لن يغير من صيرورة المعركة شيئا. ستزيد الاستجابة المغرورة حجم الجريمة، وسترفع عدد الضحايا، وستعمق هوة العداوة والبغضاء، وسيكونون الأولين في تحمل المسئولية عن كل ذلك ، والشركاء في دفع الثمن التاريخي لما ذاقوا ويذوقون ...
((إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ)
 

 

مركز الشرق العربي

المصادر: