من أخلاقنا في الجهاد: (وَإِذْ يَعِدُكُمُ ٱللَّهُ إِحْدَى ٱلطَّآئِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ)

الكاتب : رابطة خطباء الشام
التاريخ : ٢١ ٢٠١٥ م

المشاهدات : 2991


 من أخلاقنا في الجهاد: (وَإِذْ يَعِدُكُمُ ٱللَّهُ إِحْدَى ٱلطَّآئِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ)

مقدمة:

قال تعالى:( لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِيهِمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَمَنْ يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ)( الممتحنة 6)

إن رسول الله صلى الله عليه وسلم القدوة في شتى ميادين الحياة، ومنها العسكرية، فقد كانت حياته العسكرية دروساً للقادة والمجاهدين إلى هذا اليوم وإلى قيام الساعة؛ تلك الدروس التي إن اتبعها المجاهدون نجحوا كما نجح رسول الله صلى الله عليه وسلم.

و والله لن تفلح هذه الأمة إلا إذا سارت على نهج نبيها الذي استطاع أن يبني للإسلام دولة من فُتَاتٍ متناثرٍ في مدة لا تساوي في حساب الزمن شيئاً على الإطلاق.

فحريٌ بالمجاهدين من هذه الأمة وبالمسلمين عامة أن يدرسوا غزواته عليه الصلاة والسلام وأن يستلهموا منها الدروس والعبر.

عناصر الخطبة:

1-  الشجاعة والصدق عند اللقاء
2-  (مِنكُم مَّن يُرِيدُ ٱلدُّنْيَا وَمِنكُم مَّن يُرِيدُ ٱلْءَاخِرَةَ) تقديم الجهاد على الغنائم.
3-  التحذير من الغلول في الغنائم.

 

-------------------------------------------------------------
1- الشجاعة والصدق عند اللقاء:
قال الله تعالى:(أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) (التوبة:13)

وقال الله تعالى:(إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) (آل عمران 175)

وقال الله تعالى:(مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا) (الأحزاب 23)

وقال الله تعالى:(أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ)( الفتح 29)

وقال الله تعالى:(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) (المائدة 54)
- عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير، احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز، وإن أصابك شيء فلا تقل؛ "لو أني فعلت كان كذا وكذا"، ولكن قل؛ "قدر الله وما شاء فعل"، فإن "لو" تفتح عمل الشيطان) )(رواه مسلم:2664)
- وعن أنس رضي الله عنه، قال: (عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحْسَنَ النَّاسِ، وَكَانَ أَجْوَدَ النَّاسِ، وَكَانَ أَشْجَعَ النَّاسِ )
( وَلَقَدْ فَزِعَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَانْطَلَقَ نَاسٌ قِبَلَ الصَّوْتِ، فَتَلَقَّاهُمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَاجِعًا، وَقَدْ سَبَقَهُمْ إِلَى الصَّوْتِ، وَهُوَ عَلَى فَرَسٍ لِأَبِي طَلْحَةَ عُرْيٍ، فِي عُنُقِهِ السَّيْفُ وَهُوَ يَقُولُ: «لَمْ تُرَاعُوا، لَمْ تُرَاعُوا» قَالَ: «وَجَدْنَاهُ بَحْرًا، أَوْ إِنَّهُ لَبَحْرٌ» قَالَ: وَكَانَ فَرَسًا يُبَطَّأُ ) (أخرجه البخاري ومسلم، واللفظ لمسلم.)
وجدناه بحرا: أي وجدنا الفرس واسع الجري.
- وعن ابن عمر رضي الله عنهما أنه كان في غزوة مؤتة، قال: (فالتمسنا جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه فوجدناه في القتلى، فوجدنا بما أقبل من جسده بضعا وتسعين بين ضربة ورمية وطعنة)، وفي رواية: (فعددت به خمسين بين طعنة وضربة ليس منها شيء في دبره) - يعني: ظهره (رواه البخاري:4261)
- وعن أبي بكر بن أبي موسى الأشعري قال: (سمعت أبي رضي الله عنه وهو بحضرة العدو يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن أبواب الجنة تحت ظلال السيوف"، فقام رجل رث الهيئة فقال: يا أبا موسى أأنت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول هذا؟ قال: نعم، فرجع إلى أصحابه فقال: أقرأ عليكم السلام، ثم كسر جفن سيفه فألقاه، ثم مشى بسيفه إلى العدو فضرب به حتى قتل) (رواه مسلم:1902)
رث الهيئة:خلق الثياب.
وجفن سيفه:غلافه.
- وعن أنس رضي الله عنه، قال: (غاب عمي أنس بن النضر رضي الله عنه عن قتال بدر فقال: يا رسول الله غبت عن أول قتال قاتلت المشركين، لئن الله أشهدني قتال المشركين ليرين الله ما أصنع، فلما كان يوم أحد انكشف المسلمون فقال: اللهم إني أعتذر إليك مما صنع هؤلاء - يعني أصحابه - وأبرأ إليك مما صنع هؤلاء - يعني المشركين - ثم تقدم، فاستقبله سعد بن معاذ فقال: يا سعد بن معاذ الجنة ورب النضر إني أجد ريحها من دون أحد، فقال سعد: فما استطعت يا رسول الله ما صنع)، قال أنس: (فوجدنا به بضعا وثمانين ضربة بالسيف أو طعنة برمح أو رمية بسهم، ووجدناه قد قتل ومثل به المشركون، فما عرفه أحد إلا أخته ببنانه)، قال أنس: (كنا نرى - أو نظن - أن هذه الآية نزلت فيه وفي أشباهه؛ (مِّنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌۭ صَدَقُوا۟ مَا عَـٰهَدُوا۟ ٱللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُۥ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا۟ تَبْدِيلًۭا )(رواه البخاري:2805)
- وعن أنس رضي الله عنه: (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ سيفا يوم أحد فقال: "من يأخذ مني هذا؟"، فبسطوا أيديهم كل إنسان منهم يقول: أنا أنا، قال: "فمن يأخذه بحقه؟!"، قال: فأحجم القوم، فقال سماك بن خرشة - أبو دجانة -: أنا آخذه بحقه، قال: فأخذه ففلق به هام المشركين) (رواه مسلم:2470)
فأحجم القوم:أي تأخروا وكفوا.
وقوله: ففلق به هام المشركين: أي شق رؤوسهم.
- وعن قيس بن أبي حازم قال: سمعت خالد بن الوليد يقول: (لقد انقطعت في يدي يوم مؤتة تسعة أسياف، فما بقي في يدي إلا صفيحة يمانية) (رواه البخاري:4265)
والصفيحة:السيف العريض.
- وعنه قال: قال خالد بن الوليد: (ما ليلة تهدى إلى بيتي فيها عروس أنا لها محب، وأبشر فيه بغلام، بأحب إلي من ليلة شديدة الجليد في سرية من المهاجرين، أصبح بها العدو)(رواه أبو يعلى:7185، قال في المجمع: ورجاله رجال الصحيح.)
- عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (شر ما في الرجل شح هالع وجبن خالع)(رواه أبو داود:2511 ،وغيره، وصححه الألباني).
والخالع:هو الذي يخلع القلب لشدة تمكنه منه ويمنعه عن الإقدام.

2- (مِنكُم مَّن يُرِيدُ ٱلدُّنْيَا وَمِنكُم مَّن يُرِيدُ ٱلْءَاخِرَةَ) تقديم الجهاد على الغنائم:

إنّ بعض المقاتلين يكون همّه من القتال إدراك الغنائم، وهذا في الحقيقة دَخَلٌ في النية، فإنما النية هي: الجهاد والقتال حتى النصر أو الشهادة، فإن حصلت الغنيمة تبعاً فبها ونعمت.
قال تعالى : ( وَإِذْ يَعِدُكُمُ ٱللَّهُ إِحْدَى ٱلطَّآئِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ ٱلشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ وَيُرِيدُ ٱللَّهُ أَن يُحِقَّ ٱلْحَقَّ بِكَلِمَـٰتِهِۦ وَيَقْطَعَ دَابِرَ ٱلْكَـٰفِرِينَ )(الأنفال:7)
وإسراع بعض المقاتلين لجمع الغنائم قد يؤدي إلى ثغرة في الصف يطمع فيها العدو، وقد حصل شيء من ذلك مع المجاهدين مما كان سبباً في استشهاد بعضهم.
إنّ الرماة لما تركوا مواقعهم في غزوة أحد ونزلوا يجمعون الغنائم كانوا سبباً في الهزيمة، واسمع كيف وصفهم الله تعالى وانظر إلى خطورة هذا الوصف:
قال ابن عباس رضي الله عنه: (لما هَزَمَ اللهُ المشركينَ يوم أُحد قال الرماة: أدركوا الناس ونبيَّ الله لا يسبقوكم إلى الغنائم فتكون لهم دونكم ، وقال بعضُهم: لا نريم – أي لن نبرح أماكننا – حتى يأذن لنا النبي، فنزلت:( مِنكُم مَّن يُرِيدُ ٱلدُّنْيَا وَمِنكُم مَّن يُرِيدُ ٱلْءَاخِرَةَ)( آل عمران:152).
فوصف من نزلوا لجمع الغنائم بأنهم يريدون الدنيا، ووصف الآخرين بأنهم يريدون الآخرة، قال ابن مسعود رضي الله عنه: (ما كنت أرى أحداً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد الدنياحتى نزلت فينا يوم أحد، وذكر الآية).(السيرة النبوية للصلابي: 509)

والآية هي قوله تعالى: (وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ) (آل عمران:152)
2- التحذير من الغَلول في الغنائم:

- قال الله تعالى: (وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ) (آل عمران:161)
- عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: (كان على ثَقَلِ رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل يقال له: كِرْكِرَةُ، فمات، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "هو في النار"، فذهبوا ينظرون إليه فوجدوا عباءة قد غلها) (رواه البخاري: 3074)
والثقل: هو الغنيمة.
- وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: حدثني عمر رضي الله عنه، قال: (لما كان يوم خيبر أقبل نفر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: فلان شهيد، وفلان شهيد، وفلان شهيد، حتى مرّوا على رجل فقالوا: فلان شهيد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كلا إني رأيته في النار في بردة غلّها" - أو عباءة غلها - ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا ابن الخطاب اذهب فناد في الناس؛ إنه لا يدخل الجنة إلا المؤمنون") (رواه مسلم:114)
- وعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: (قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم فذكر الغُلُولَ فعظمه وعظّم أمره حتى قال: (لا أَلْفَيَنَّ أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته بعير له رغاء، فيقول: يا رسول الله أغثني، فأقول: لا أملك لك شيئا، قد أبلغتك، لا ألفينّ أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته فرس له حمحمة، فيقول: يا رسول الله أغثني، فأقول: لا أملك لك شيئا قد أبلغتك، لا ألفين أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته شاة لها ثغاء، يقول: يا رسول الله أغثني، فأقول: لا أملك لك شيئا قد أبلغتك لا ألفين أحدكم يجيئ يوم القيامة على رقبته نفس لها صياح، يقول: يا رسول الله أغثني، فأقول: لا أملك لك شيئا قد أبلغتك، لا ألفين أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته رقاع تخفق، فيقول: يا رسول الله أغثني، فأقول: لا أملك لك شيئا قد أبلغتك، لا ألفين أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته صامت، فيقول: يا رسول الله أغثني، فأقول: لا أملك لك شيئا قد أبلغتك) (رواه البخاري ومسلم واللفظ له).
لا ألفين:أي لا أجدن.
والرغاء:هو صوت الإبل وذوات الخف.
والحمحمة:هو صوت الفرس.
والثغاء:هو صوت الغنم.
والنفس:ما يغله من الرقيق، من إمرأة أوصبي.
والرقاع:جمع رقعة وهو ما تحفظ فيه الحقوق وقيل الثياب.
وتخفق:أي تتحرك وتضطرب.
والصامت:الذهب والفضة، وقيل: ما لا روح فيه من أصناف المال.
والمعنى إن كل شيء يغله الغال يجيء يوم القيامة حاملا له ليفتضح به على رؤوس الأشهاد سواء كان هذا المغلول حيوانا أو إنسانا أو ثيابا أو ذهبا وفضة.
وهذا تفسير وبيان لقوله تعالى (وَمَا كَانَ لِنَبِىٍّ أَن يَغُلَّ ۚ وَمَن يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ ٱلْقِيَـٰمَةِ ۚ)(آل عمران:161)
- وعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: (خَرَجْنَا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى خَيْبَرَ، فَفَتَحَ اللهُ عَلَيْنَا فَلَمْ نَغْنَمْ ذَهَبًا وَلَا وَرِقًا، غَنِمْنَا الْمَتَاعَ وَالطَّعَامَ وَالثِّيَابَ، ثُمَّ انْطَلَقْنَا إِلَى الْوَادِي، وَمَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبْدٌ لَهُ، وَهَبَهُ لَهُ رَجُلٌ مِنْ جُذَامٍ يُدْعَى رِفَاعَةَ بْنَ زَيْدٍ مِنْ بَنِي الضُّبَيْبِ، فَلَمَّا نَزَلْنَا الْوَادِيَ، قَامَ عَبْدُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَحُلُّ رَحْلَهُ، فَرُمِيَ بِسَهْمٍ، فَكَانَ فِيهِ حَتْفُهُ، فَقُلْنَا: هَنِيئًا لَهُ الشَّهَادَةُ يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كَلَّا وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، إِنَّ الشِّمْلَةَ لَتَلْتَهِبُ عَلَيْهِ نَارًا أَخَذَهَا مِنَ الْغَنَائِمِ يَوْمَ خَيْبَرَ لَمْ تُصِبْهَا الْمَقَاسِمُ»، قَالَ: فَفَزِعَ النَّاسُ، فَجَاءَ رَجُلٌ بِشِرَاكٍ أَوْ شِرَاكَيْنِ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَصَبْتُ يَوْمَ خَيْبَرَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «شِرَاكٌ مِنْ نَارٍ أَوْ شِرَاكَانِ مِنْ نَارٍ») رواه البخاري ومسلم.
الشملة: كساء أصغر من القطيفة يُتَّشح بها

المصادر: