لماذا مرّ اغتيال 5 علماء نوويين بالقرب من دمشق بهذه السهولة؟

الكاتب : حسام محمد
التاريخ : ١١ ٢٠١٤ م

المشاهدات : 3242


لماذا مرّ اغتيال 5 علماء نوويين بالقرب من دمشق بهذه السهولة؟

اغتيل بالأمس خمسة من المهندسين العاملين في مجال الطاقة النووية والذرية في مركز البحوث العلمية بدمشق على أيدي مجهولين، وذلك أثناء توجههم إلى مكان عملهم في حي برزة، حيث قضى العلماء الخمسة، إضافة إلى السائق رمياً بالرصاص، من ثم إلقاء جثثهم بالقرب من البانوراما، المطلة على جسر حرنة في ريف دمشق.

 


العلماء الخمسة القتلى هم “المهندس نزار الصمل، المهندس كامل السوادي، المهندس عبادة عيون، المهندس نضال غازي، والمهندس الخامس لم يتم التعرف على اسمه”، علماً أن العلماء الخمسة ينتمون إلى “أهل السنة”، وينحدرون من بلدات ومدن ثائرة ضد نظام الأسد، مثل “مدينة التل، حرستا، تل منين”، فيما اكتفى جيش النظام بإغلاق الطريق من وإلى التل لعدة ساعات فقط.
حكومة النظام سارعت إلى اتهام “جبهة النصرة” على الفور بالوقوف وراء الاغتيال، فيما لم تعلن عن أي تحقيق سيفتح على خلفية الحادثة، من جانب أخر لم يلقَ خبر مقتل “العلماء الخمسة” أي صدى أيضاً لدى الائتلاف السوري لقوى المعارضة، لتبقى الحادثة مجرد خبر عادي، ليس له أي صدى لدى الجانبين على حد سواء.
وفي اتصال خاص لـ “كلنا الشركاء” مع العقيد “خالد الحبوس” رئيس الهيئة العسكرية في المجلس العسكري في دمشق وريفها متهماً الأسد بالوقوف وراء الاغتيال: “اليوم أقدم نظام الأسد على جريمة نكراء طالت علماء سوريين يعملون لديه في مركز الدراسات والبحوث العلمية، لم يكن جرم هؤلاء الاتهام بالإرهاب، ولم يكن جرمهم العمالة للأعداء، ولم يكن جرمهم عصيان الأوامر، ولم يكن ذنبهم إلا أنهم من أبناء الشعب السوري يشعرون بما يتعرض له الشعب من إجرام النظام الدكتاتوري الوحشي”.
من جهة أخرى لم تتبنَّ “عملية الاغتيال” أي جهة عسكري معارضة، علماً بوقوع الاغتيال في مناطق خاضعة لسلطة وسلطان الأسد، وحاشيته من اللجان الشعبية وقوات الدفاع الوطني، هذا فيما طرح عديد من الخبراء أسئلة، حول كيفية اغتيال العلماء، وأين الحراسة المفروضة لهؤلاء الأشخاص، قالت مصادر أخرى أن نظام الأسد على علاقة به، بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، حيث يتهم النظام بالإهمال الأمني تجاه الكادر العلمي، أو هي خطوة أقدم النظام عليها لتصفية العلماء السوريين.
وأضاف “العقيد الحبوس” يتذمرون من الوضع المعاشي المأساوي لأهاليهم، والحصار المفروض على مدنهم، وتوغل الإيرانيين في دمشق وتحكمهم في مفاصلها، وانتشارهم بين أحيائها، فكان عقابهم أن اغتيلوا، بطريقة بشعة وهم ذاهبون إلى عملهم لخدمة النظام نفسه، وطبعاً ولكونهم علماء ومسلمون سنة فإن اغتيالهم هو من أهداف النظام، ضمن خطته للقضاء على الشعب السني ذو الغالبية العظمى في سوريا.
وفي سياق متصل كان مركز الأبحاث في جمرايا القريبة من جبل قاسيون قد تعرض لهجوم إسرائيلي في يناير/ كانون الثاني الماضي، وقتل في نهاية تموز/يوليو العام الماضي ستة أشخاص وجرح 19 آخرون بسقوط قذيفة أطلقها مقاتلون معارضون على حافلة تقل موظفين يعملون في المركز ذاته في حي برزة”، بحسب ما أفادت حينها وكالة الأنباء “سانا” التابعة للأسد.”
 

كلنا شركاء

المصادر: