تصدع النصرة

الكاتب : محمد الأمين
التاريخ : ٩ ٢٠١٤ م

المشاهدات : 2952


تصدع النصرة

أول ما أسس الجولاني (وهو ليس من الجولان) النصرة أسسها على أسس علمية وبسياسة متميزة على الكتائب الفوضوية الصغيرة التي كانت قد ملئت البلد. لقد حافظ بشكل مميز على الأمنيات، وكان أعضاء النصرة حليقين يتنقلون على حواجز النظام بسهولة بهويات مزورة.

 


وبدأ يقلد نموذج الطليعة المقاتلة، حيث ضرب النظام على اليد التي توجعه باستهداف المراكز الأمنية في دمشق، وانتشرت النصرة في أنحاء البلاد. ثم أصبحت لها مقرات في المناطق المحررة، وعامل الناس بطريقة ذكية لتجنب أخطاء العراق. ولأنه لا يعتمد على التمويل القطري أو السعودي، اهتم بتحرير حقول الغاز والنفط في الدير لتقوم بتمويل جبهته. وجذب الإسلاميين من شتى الكتائب إلى حركته.
كان دوما يعاني من الغلاة في النصرة، خاصة من الأجانب، حتى جاء إعلان البغدادي وانهارت النصرة، وتمت سرقة معظم سلاحها وأموالها، لكنه استطاع الصمود بسبب دعم فرع الدير له. واضطر للتخفي.
صحيح أن التنظيم استمر لكن الجولاني فقد السيطرة عليه، إذ أصبح أمير كل منطقة مستقلا عنه وله سياسته الخاصة، وأصبح الجولاني قائد روحي فقط. كان ارتباطه بمنهج القاعدة (السلفية الجهادية) وتأثره بمنظريها الأساسيان: المقدسي وأبي قتادة، سما قاتلا لهذا التنظيم، إذ أنه شل حركته تجاه داعش.
وظهر انقسام النصرة جليا. فعندما أصر بعضهم في الرقة على قتال داعش وكادوا يحررون المدينة فعلا، خذلهم باقي النصرة، ولم يرسل لهم أحد المدد فاضطروا للانسحاب. وعندما حوصرت داعش في حلب وريفها الغربي وإدلب، تدخلت النصرة لمنع المجاهدين من إبادتهم وسمحت لهم أن ينتقلوا بسلاحهم لقتال النصرة في الدير. وتكرر هذا في الساحل كذلك.
وحاول الجولاني بكل ما لديه من نفوذ إقناع النصرة في الشمال بمساعدة أهل بلده في الشحيل (الشحيل هي مقر النصرة في الدير) فلم تنصر النصرة زعيمها، ولم تكترث باستغاثة شرعيها العام أبو مارية.
لقد قضي على النصرة في شرق سوريا، ونجحت داعش بما فشل به الأسد. وانقطع مصدر تمويل النصرة، وانفصلت فروعها تنظيميا من الناحية العملية. وليس حالها في الجنوب بأفضل كثيرا، فهي في القلمون كانت تحمي داعش، وفي الغوطة وجنوب دمشق كانت تحميها حتى اضطرت مؤخرا للوقوف على الحياد. أما في حوران فليس من داع لوجود داعش، لأن النصرة هناك مخترقة للعظم من المخابرات الأردنية.
حسبنا الله ونعم الوكيل.

المصادر: