بشار يستدعي الدول السنية لحرب طائفية

الكاتب : مركز التأصيل للدراسات والبحوث
التاريخ : ٣ ٢٠١٣ م

المشاهدات : 6452


بشار يستدعي الدول السنية لحرب طائفية

ملمح يتكرر دائما من الطرف الشيعي ونحاول فقط الطرف السني أن يتجنب الحديث عنه وإبعاده عن المشهد وهو أنهم دوما يرسلون الرسائل تلو الرسائل بأن ما يحدث في سوريا حرب طائفية من الشيعة على السنة يتدخل فيها الطرف الشيعي بكل قوته وبأسه في مقابل عدم إعلان رسمي سني لهذه الحرب التي يجيش لها الشيعة كل جيوشهم في المنطقة.

 

 

ففي اللحظة التي يعاني فيها النظام السوري –ولا يمكنه إنكار ذلك- ويفقد الكثير من مناطقه في حرب شرسة يدمر بها شعبه ويستعين عليهم بكافة المرتزقة من الشيعة وغيرهم, فإذا به في اللحظة التي يجب على كل سياسي فيها أن يقلل من الخصوم أو يحيدهم فإذا به يوسع الدائرة عليه بإقحامه لذكر اسم دولة مجاورة له بحجم المملكة واعتبار أن بلاده في حالة حرب معها وكذلك نعته للدول الخليجية بنعوت بعيدة تماما عن اللياقة واللباقة التي دوما يتحلى بها السياسيون حتى وإن كانت مواقفهم الحقيقية معاكسة لما يصرحون به.

والمعروف في تصريحات الدبلوماسيين أنها تتحلى بالموضوعية والدقة وتتحرى عدم إثارة المشكلات السياسية وغالبا ما تصدر من غير رئيس الدولة حتى يمكن لرئيس الدولة بعد ذلك إعادة الأمور إلى نصابها, ولكن في هذه المرة كانت بفجاجة سياسية وصدرت من رئيس النظام ذاته ولم تكن مكتوبة بل كانت تصريحات في جمع دبلوماسي وأعلنتها القنوات الفضائية!!

ففي تصريحات نقلتها وكالة دي برس أدلى بها رئيس النظام السوري بشار الأسد في خلال لقاء مع وفد من قيادات حزبية وسياسية من دول عربية على هامش مؤتمر الأحزاب العربية الذي عُقد في سوريا وتحدث بها أحد القادة الحزبيين في المغرب العربي لـ«الأخبار» اللبنانية, قال الريس السوري: "إن نظامه يعتبر نفسه في حالة حرب مفتوحة مع السعودية، وأن العلاقة القائمة بينهما قائمة على الحرب فعلًا، بسبب -ما وصفه- بمواصلة الدعم السعودي لجماعات المعارضة السورية".

وفي تصريحه الآخر الذي وصف بالفجاجة السياسية والبعيد تماما عن الخطاب الدبلوماسي وصف الأسد أنظمة الخليج العربي بـ "الأنظمة المتخلفة ", وقال " إن وجودها في جامعة الدول العربية سيفضي إلى تدمير الجامعة وإلغاء دورها السياسي بالمنطقة برمته".

وبالطبع أراد الأسد أن يستثير التعاطف العالمي معه بادعائه أنه يخوض حربا ضد العدو الذي يستثير الرأي العام العالمي وهو "الإرهاب", فقال في تصريحاته "إن استمرار دعم السعودية ودول أخرى للمجموعات الإرهابية سوف يؤخر حل الأزمة".
وقال: "إن الدولة السورية تتقدم على أكثر من جبهة في مواجهة الإرهاب والحرب عليها".
وثمن الأسد موقف روسيا التي تدعمه بكافة وسائل الدعم للبقاء والاستمرار جاثما على صدر شعبه فقال: "نقدر الدعم الذي تلقته سوريا من حلفائها، ولبعض الحلفاء دور محوري، مثل روسيا التي تقف إلى جانبنا لان مصالحها مهددة أيضا, وأنا سمعت مباشرة من القيادة الروسية أن وقوفهم إلى جانب سوريا هو للدفاع عن موسكو لا عن دمشق فقط".

إن ما يفعله الأسد من التصعيد بإقحامه وإدخاله للدول السنية المحيطة في خضم هذه الحرب لهو استعداء لها لإدخالها بشكل رسمي في الحرب التي يراد لها من الجانب الشيعي أن تكون طائفية بامتياز لتتسع دائرتها ولإجبار الطرف السني على الاعتراف بطائفيتها, ويبدو أيضا أنهم قد استعدوا لها جيدا واختاروا توقيتها ومكانها, ولم يبق سوى تحريك الطرف السني للاعتراف بذلك.

المصادر: