أين نحن من أطفال السلف؟!

الكاتب : خاطر الشافعي
التاريخ : ١٨ ٢٠١٣ م

المشاهدات : 8209


أين نحن من أطفال السلف؟!

المُتأمِل لسيرة السلف الصالح، ينتابه الشعور بالخجل، على ماهو كائن من تقصير، ولنقرأ بدقة هذه القصة:
(قام أبو يزيد البِسطامي يتهجد من الليل، فرأى طفله الصغير يقوم بجواره، فأشفق عليه لصغر سنِّه ولبردِ الليل، ومشقَّة السهر، فقال له: ارقد يا بني فأمامك ليلٌ طويل.

 

 

 

فقال له الولد: فما بالك أنت قد قمت؟
فقال: يا بني قد طُلب مني أن أقوم له.
فقال الغلام: لقد حفظت فيما أنزل الله في كتابه: (إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى من ثلثي الليل ونصفه وثلثه وطائفة من الذين معك)
فمن هؤلاء الذين قاموا مع النبي -صلى الله عليه وسلم-؟
فقال الأب: إنهم أصحابه.
فقال الغلام: فلا تحرمني من شرف صحبتك في طاعة الله
فقال الأب وقد تملكته الدهشة: يا بني أنت طفل ولم تبلغ الحلم بعد.
فقال الغلام: يا أبت إني أرى أمي وهي توقد النار تبدأ بصغار قطع الحطب لتشعل كبارها.. فأخشى أن يبدأ الله بنا يوم القيامة قبل الرجال إن أهملنا في طاعته.!!!
فانتفض أبوه من خشية الله وقال: قم يا بني فأنت أولى بالله من أبيك!!!.  "من كُتيب دموع المحراب - فهد الحميد".

والنبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: (عليكم بقيام الليل فإنه دأب الصالحين قبلكم وقُربه إلى الله ومنهاة عن الإثم وتكفير للسيئات ومطردة للداء عن البدن) رواه الترمذي وصححه الألباني.

إنَّ في قيام الليل لذة لا يدركها إلا من وفقه الله له، وها هم أطفال السلف يهدون لنا أروع القيم، في وقتٍ قصَّر فيه الكبار، فحملوا وزرهم ووزر من يعولون.

اللَّهم اجعلنا من القائمين الذاكرين، وصلِّ يا رب وسلِّم على الحبيب المصطفى وآله وصحبه ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.


الألوكة

المصادر: