الإسلاميون: الثورات والانقلاب.

الكاتب : أبو أمجد
التاريخ : ٢٩ ٢٠١٣ م

المشاهدات : 7206


الإسلاميون: الثورات والانقلاب.

ما جاء به محمد -صلى الله عليه وسلم- قوة تغذي الروح جعلت من أتباعه البسطاء أعاصيرا اقتلعت كل أباطيل الظلم والكفر والفجور، وفي هذا الزمن نرى هؤلاء البسطاء يقتلعون عروش الظلمة والمستبدين، ويصدون بأجسادهم حمما ونيرانا يطلقها عليهم عملاء العلمنة والصليبية واليهودية والرافضية على حد سواء، يجتمعون ويتآمرون ويمكرون في نفس الوقت، أحسوا بالسقوط، فبدؤا يستيقظون وتذكروا سقوط عروش آبائهم قبل 1400 سنة. فكيف سيسمحون لهم بأن يسقطونهم اليوم.

 

 

رغم التغريب ... رغم التخريب ... رغم التكذيب ... رغم الترهيب ... رغم التعذيب... رغم التغييب ... رغم ظلم القريب ... رغم التقليب (الانقلاب)
لا يزال الإسلاميون هم الأقوى. لا يزالون هم الأكثر... لا يزالون هم المؤثر والمحرك للساحات والميادين...

لننظر إليهم بتمعن...
أغلبهم ليس من وجاهات الناس بل من بسطاء الناس، ولعلنا نذكر هنا رد أبي سفيان-رضي الله عنه- لملك الروم عندما سأله عن أتباع نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- هل يزدادون أم ينقصون. فرد بأنهم يزدادون ... وسأله عن أتباعه فقال إن أكثر من العبيد وبسطاء وأراذل الناس))
ومع ذلك قضّ هؤلاء البسطاء مضاجع قريشا وكسروا كبريائها، ثم أسقطوا أكبر دولتين في العالم آنذاك....

ولو لاحظنا سنجدهم لم يصلوا إلى هذه العظمة بدون مقابل... لقد عُذبوا عذابا شديدا ونُهبت أموالهم وهجروا من مساكنهم .

قال تعالى: (الم (1) أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون (2) ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين (3) أم حسب الذين يعملون السيئات أن يسبقونا ساء ما يحكمون (4)).

 

إنها عودة إلى دين الله وشرعه ... إنه انقشاع للغربة التي يعيشها المسلمون...
واليوم لا يؤلمنا مواجهة العلمانيين والصليبيين واليهود..... ما يؤلمنا هو مواجهة إخواننا الملبّس عليهم من عامة الناس الذين استساغوا ما ينشره الإعلام الضال المنحرف من أن الإسلاميين إرهابيون وتجار دين وغير ذلك.
شيء مؤلم حقا لكن لنجعل من أنفسنا إيجابيين، فهذا يحثنا على تطوير الإعلام الإسلامي ليصل إلى كل فرد مهما بعد موقعه، وإزالة كل الشبه والاتهامات الكاذبة والتشويه المتعمد وتوعية الناس وإرشادهم إلى من هم أعداؤهم.

ومما يؤلم أيضا  أن مجموعة أو قل أفرادا ينسبون أنفسهم إلى منهج السلف الصالح... ويسمون أنفسهم سلفيين.. والسلف الصالح منهم براء..
ولا أقصد عموم السلفيين حاشا وكلا.. فأنا أفخر بانتمائي إليهم فلا أعتقد أن هناك من هو خير في أمتنا هذه من السلف الصالح من الصحابة والتابعين لهم بإحسان...

لكن دعونا نسأل أولئك.. هل سلفنا الصالح كانوا ممن يناصرون الزنادقة النصارى والعلمانيين على إخوانهم المسلمون، وإن كانوا في نظرهم مخطئين... هل ناصَرَ سلفنا الصالح الحكام الظلمة القتلة ضد شعوبهم.
هل اتفق سلفنا الصالح مع قادة النصارى والزنادقة وأصحاب المراقص وبارات الخمر وبائعات الهوى ضد إخوانهم المسلمين الذين ينادون إلى تحكيم الإسلام، وتمكين الإسلاميين من الحكم،  بسبب أن عندهم بدعة أومعصية.
هل دعم سلفنا الصالح الرافضة والشيعة ضد إخوانهم المسلمين ولو حتى بالكلمة على مر العصور والأزمنة.

يحكي لنا التاريخ رفض السلف الصالح لظلم الحجاج ومحاولة ردعه بل وخرج بعضهم عليه بالسيف، ولنا في سعيد ابن المسيب -رضي الله عنه- خير مثال لذلك. (بالطبع مع الفارق) حيث أن ظلم أمثال بشار الأسد يزيد على ظلم الحجاج بمئات وآلاف السنين الضوئية.

شيء مؤلم ومحزن أن نسمع أحد شيوخ السلفيين الجدد في قناته الفضائية يقوم بازدراء الشيخ الحويني ومحمد حسان ومحمد يعقوب لمجرد تعاطفهم مع الإخوان المسلمين. ويصف الإمام حسن البنا بأنه حرامي.  وهم كما يعلم القاصي والداني علماء ودعاة من أهل السنة، معروف فضلهم وخيرهم.
هل يعد من هذا حاله هذا سلفيا؟
كيف سلم منه البابا تواضروس والنصارى المعادين للإسلام وسلم منه الرافضة، ولم يسلم منه علماء السلف وإخوانه الدعاة من أهل السنة، ولم يسلم منه بقية المسلمين، فهل هذا من الدين ومنهج السلف.
سلم منه بشار الأسد؟ جزار سوريا. وقاتل شعبه. ولم يسلم منه رئيس مصر المنتخب؟ أول رئيس إسلامي يحكم مصر... هل هذا سلفي؟ أم أنه كائن آخر؟!!! أسأل الله لهم الهداية والعودة إلى الحق...

أذهلني موقف رئيس حزب النور السلفي المتضامن مع بابا النصارى وباقي العلمانيين وهم يقومون بعزل رئيس متدين ينتمي إلى جماعة إسلامية سنية.
فكانت سابقة تاريخية أن يقوم نصراني بعزل رئيس مسلم. وسابقة تاريخية أخرى أن يتواطأ شيخ سلفي مسلم مع شيخ نصراني كافر ضد رئيس مسلم متدين حافظ لكتاب الله الكريم...
يا ترى ما دور أمثال هؤلاء بالضبط، هل وظيفتهم إسقاط حكومات إسلامية؟

شيء آخر، وهو كيف تعاموا عن ما يجري في سوريا من مجازر؟ يتم فيها ذبح شعب مسلم بأكمله. كبارا وصغارا بنسائه وأطفاله وبصورة وحشية مفجعة مخيفة من قبل عصابات الرافضة والنصيرية بدعم دول الإلحاد... ولا يزال هؤلاء يصرخون في منابرهم  ضد إخوانهم ويدعون عليهم، ويحذرون منهم.

فهل الكلام بهذه الطريقة وفي هذا الوقت مناسبا؟؟!!.

ولا تزال دولا إسلامية تؤيد الجزار بشار والبعض الآخر يكتفي بالتفرج والمشاهدة ولا يريد التدخل بالشأن الداخلي، ثم بعد هذا كله يأتي هؤلاء الأفراد ومن يسمون أنفسهم سلفيون. وينتقدون المقتول والمظلوم ويؤيدون القاتل الظالم حتى وإن كان مبتدعا نصيريا رافضيا.. فلا ندري أي سنة أوسلفية هذه التي ينتمي إليها هؤلاء. 
مع كل ما يحدث فإن المؤمن لا بد أن تكون ثقته بالله كبيرة وأن يدعو لإخوانه من هؤلاء بالهداية ويحسن ظنه بالله وأنه ناصرٌ دينه، وأن لا يدع اليأس ينال منه، فموته شهادة وحياته نصر ودعوة..

أيضا على المجاهدين أو الائتلاف ألّا يعول أو ينتظر دعما من نصارى أميركا أو أوروبا أو غيرهم من أشباههم.. وعلينا أن نعلم أنهم يريدون القضاء على الإسلام بالقضاء على الإسلاميين في مصر وتونس واليمن وسوريا(بلدان الربيع العربي)... ولهم خطط خبيثة بهذا الشأن انكشف بعض تفاصيلها، مثل انقلاب مصر، وقتل المعارضين لإلصاق التهمة بالإسلاميين في تونس، ورفض الشريعة الإسلامية من أغلب أعضاء مؤتمر الحوار في اليمن، وتركهم لجزار سوريا يقتل شعبه كيفما شاء، بل باعت بريطانيا له أسلحة كيماوية ليستمر في مجازره وقتل المجتمع السني المسلم. ليكون الغالبية من الرافضة والعملاء والعلمانيين...

جزى الله خيرا هذه الثورات، فقد عرفتنا من هم أعداؤنا ومن هم أغبياؤنا ومن هم عملاؤنا ومن هم علماؤنا .. فالحذر الحذر ... وليعلم الجميع بأنه توجد أخطاء في وسائل الإسلاميين.. لكن هذا لا يجعلنا نتركهم لقمة سائغة لأعداء الأمة الإسلامية.
والمفترض أن يؤجل نقدها وعلاجها في وقتها المناسب. لا أن نعين العلمانيين وأعداء الإسلام بحجة أن (الديمقراطية حرام والحزبية ليست من الإسلام) فالكثير من المسلمين يعرف ذلك ولا يؤيد ما يخالف شريعتنا الإسلامية.
لكن، أليس هناك خطر محدق على الكيان الإسلامي بشكل كامل يجب الدفاع عنه... أليس في شريعتنا ما يسمى بفقه الأولويات.... ولكن وا أسفاه يوجد بيننا قوم لا يفقهون.

المصادر: