إيران...هل تجري الرياح بما لا تشتهي السفن؟!.

الكاتب : نجوى شبلي
التاريخ : ٢٧ ٢٠١٣ م

المشاهدات : 2827


إيران...هل تجري الرياح بما لا تشتهي السفن؟!.

من يستعرض العلاقات الغربية الإيرانية, والأمريكية الإيرانية خاصّة , يرى مدى عمق هذه العلاقات مع ما يطفو على السطح, ويوحي بغير ذلك.
فدور إيران في احتلال أمريكا لكل من العراق وأفغانستان ما يزال ما ثلا, وسكوت أمريكا عن احتلال إيران لجزر دول تبدو حليفة لها, وتدور في فلكها, دليل على ذلك, والشواهد على سكوت الغرب عن إيران واعتداءاتها أكثر من أن تحصى.

 


ولكن هل يمكن للغرب أن يسكت عن امتلاك إيران لسلاح نووي يمكن أن يجعل هذه في مصاف الدول الكبرى, ومنافسا قويّا لها ؟!.
وهل امتلاك إيران لهذا السلاح النووي يهدّد إسرائيل فعلا, مع علمنا بالعلاقات القوية القائمة تحت الطاولة بين الدولتين ؟!.
إنّ ما نسمعه من تهديدات وتلويح باستخدام القوة ضد إيران, لا يمكن أن نعتبره من قبل التهويش فقط.
ولا يعني مسارعة الغرب لضرب العراق بحجّة امتلاكه أسلحة كيماوية بأنّ الأمر سيكون كذلك مع إيران .
الأمر مختلف هنا, ومع حليف هام لهذا الغرب, ولعلّ التفكير بوجود صفقة ما بين الغرب وإيران في سورية لا يلغي أن يعمل هذا الغرب على إضعاف إيران من خلال سكوته عن تدخلها مع حليفها حزب الله في سورية؛ بحيث يكون ذلك ذريعة قويّة لضربها فيما بعد مع إفقادها التعاطف الإقليمي.
إنّ الغرب الذي لايفكّر إلّا في مصالحه فقط؛ سيعمل على إضعاف إيران من خلال غضّ البصر عن تدخلها الصريح والكبير في المشهد السوري, ولو كان الثمن هو مئات الآلاف من السوريين, ولو كان الثمن في هذه الحالة مصداقية أمريكا والغرب في مجال حقوق الإنسان.
وتأتي بعد ذلك الخطوة التي لن تكلّف إيران أو الغرب الكثير, وهي ضرب هذه المفاعلات النووية التي تعمل إيران عليها منذ سنين, وبحيث لا تبقى أيّ قوّة منافسة لقوّة الغرب التي تهدّد العالم, ويعمل الغرب على السيطرة بها عليه.
إنّ دخول إيران في سورية قد تكون نهاية أطماعها في المنطقة, وعندها ستجري الرياح بما لاتشتهي السفن الإيرانية.

المصادر: