قوى ضائعة للجيش الحر قد تصنع الانتصار

الكاتب : مهدي الحموي
التاريخ : ٢٤ ٢٠١٣ م

المشاهدات : 7800


قوى ضائعة للجيش الحر قد تصنع الانتصار

لا شك أن النصر بيد الله وهو منّة منه  (ونريد أن نمن على اللذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة..) يهبه إلى من التزموا بتقواه وأوامره, ولكن أليس من هذا الالتزام أن نطبق أوامر الله في:        ـ وأعدّوا لهم ما استطعتم .. ـ وتعاونوا على البر والتقوى ..  ـ واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا ...
أي أن الالتزام بمنهج الله يشمل تطبيق أوامر الله  المادية بالإعداد والتعاون والوحدة .

 


فكيف يتم تحقيق الأمور الثلاثة السابقة؟
نظرة على الميزان العسكري:
يملك النظام 4700 دبابة و800 طائرة ومئات من صواريخ سكود.. و400ألف عسكري تقوده غرفة عمليات تنقل الجند والعتاد, ويديرها قيادة تفهم الوضع العسكري والخريطة السورية على الأرض, ولهذا الجيش وفرة بالتموين لكن معنوياته أصبحت بالحضيض وهذا سر هائل سيودي به للإنكسار رغم التظاهر بالعافية في الخطابات ووسائل الإعلام.
ونحن قد قمنا بحرب عصابات المدن والأرياف, وقد بدأت من المجموعات الصغيرة  ثم الكبيرة ثم لمناطق محرره في العديد من المدن السورية من الرقة حتى ريف دمشق (حيا الله جيشنا الحر), ورغم آلامنا  الشديدة على الخسائر وخاصة البشرية, ورغم أن معظم قواتنا من المدنيين اللذين تسلحوا فقد أوجدنا تنظيماً من أكثر من 100 ألف مقاتل شجاع يمتاز بـ المعنويات العالية ومصمم على الانتصار.
رفع الأداء للجيش الحر:
إن قوات الجيش الحر لا تحقق التكتيك المطلوب المرجو منها لرفع مقدار الناتج العملي لمجموع هذا الكم والنوع من المقاتلين بسبب:
1ـ عدم وجود غرفة عمليات مشتركه:كيف يمكن أن يهاجم  النظام منطقة فيها كتائب معينة لنا ثم نخسر المنطقة بينما في المناطق المجاورة لها كتائب نائمة لنا من الجيش الحر؟ وكأنها لا علاقة لها بالموضوع.
وكيف تهاجم كتيبة من الجيش الحر قوات النظام بينما كتيبة أخرى من الجيش الحر نفسه لا تعلم ولم تبلّغ للاستنفار على الأقل.
ولماذا لا تتنقّل قواتنا من مدينة لأخرى إلا فردياً وكيفياً؟! ودون حساب: كم المطلوب منها ولا ما هو نوع تسليحها, وليس هناك من يأمر بتحريك هذه القوات, من جهة عسكرية عليا واعية ومخوله ؟
أين العدد الكبير للعمليات المشتركة الكبيرة التي تهز الأرض وتتناسب مع عدد الكتائب من شباب مؤمنين شجعان؟
إنها موجودة بيد أنها محدودة, لكننا نستطيع مضاعفة الناتج فيما لو كان لقواتنا قيادة عليا واحده في كل قرية ومدينة وعلى مستوى كل البلاد بمنظومة واحدة, إن أبسط لاعب شطرنج لا يمكن أن يهمل معطياته من الجند فكيف يهملها شعب يقتل وينتهك يومياً.
إن من أسرار قوة إسرائيل سرعة التعبئة ثم أن قواتها محمولة بالطائرات بالكامل تقريبا وبذا تحقق تحريك القوات للاستفادة القصوى منها على الجبهات .
أنا أعلم أن الكثير من عناصر الكتائب الحموية تقاتل بكل مكان (لصعوبة عملها بحماه راجع مقالي اعذروا مدينة حماه وانتظروها)
ولكن هل هذا بأوامر وتنظيم قيادة أم هو كيفي! إنها المشكلة الكبرى ولو حلت لتضاعفت نتائج عملنا إلى عدة أضعاف.
والصراحة أني أعلم  أن حدوث ذلك يجب أن يكون بديهياً  لكنه لم يحدث بالشكل المطلوب وإن كان متفاوتاً في كل منطقة.
2 ـ خلل توزع السلاح : يوجد خلل في توزيع السلاح وخاصة المأخوذ منها من مخازن السلطة (من يأخذها من الكتائب يأخذها لكتيبته فقط)  ثم لماذا تكون أسلحة معينه بوفرة بمكان ما بينما المكان الآخر يحتاج جداً هذه النوعية من السلاح؟
ومثال ذلك حاجتنا  لوجود مدافع بعيدة المدى تضرب القوات قبل وصولها بمسافة كبيرة  في مناطق الأرياف, وكذا مضادات الطائرات لتكْمن بأعدادها المحدودة قرب المطارات لتضرب طائرات النظام خلال الإقلاع والهبوط فنحمي المناطق أو معظم مناطق سوريه بدل الحاجة للآلاف من المضادات بكل هذه المناطق (ولا أنكر لزومها بكل مكان للحماية لكني أبحث في الأولوية) ..
وبسبب عدم سماح الغرب لنا بدخول السلاح (وليس إعطائه أو بيعه) فقد توجب علينا القيام بعمليات هدفها السلاح فقط حتى نحقق الغلبة وهذه قمة الرجولة من جيشنا الحر, وعلى كتائب الأمن رصد ذلك.
3 ـ ضعف الاستطلاع والأمن: كذلك يجب أن يكون هناك أجهزة أمن عسكري في كل سوريه مرتبطة بمركز واحد ترصد حركة قوات النظام وعددها وتوجّهها لإبلاغ المناطق أو المدن الأخرى قبل وصولها, ويساعد في ذلك تتبع المعلومات عن طريق السائقين أحيانا وكذا بالرصد من عناصر تتناوب على مهماتها وكذا الأماكن المرتفعة وباستعمال المناظير بعيدة المدى النهارية منها والليلية.
وكذا جمع المعلومات الأمنية عن عناصر السلطة من المخبرين والشبيحة.. (وكذا الأمن السياسي بتتبع أخبار وبيانات السلطة).
وتجهيز قوائم واحده لكل سوريه من المطلوبين للثورة, فقد يقع عنصر بأيدي المجموعة ولا تعرف أنه مجرم وقد يغادر عبر الحدود أو يمر على الحواجز التي نتسلمها ولا نعرفه.
وتفيد هذه حالياَ كما ستفيد هذه القوائم في حال سقوط النظام لاعتقال عناصره الهاربة لأماكن مؤيدة للنظام أو المناطق الأخرى.
كما أن من مهماتها رصد ما قد يسرق من الأموال والذهب  والتحف من أملاك الدولة.
4 ـ الفشل في إقناع جنود الجيش النظامي بترك النظام:
إن الجنود البسطاء هم مرتكز الجيش الأسدي مهما كثر أو اشتد ولاء الضباط الطائفيين, وإن وجود خطة ناجحة في استجرارهم في حال السلم والحرب سيؤدي إلى انهيار الجيش, وهؤلاء الجنود هم أبناؤنا وقلوبهم معنا لكنهم محكومون باسم قوانين الجيش.
ولكن كيف الإقناع والطريق لهم, ولعل بالترغيب والترهيب.. علماً أن ذلك يحصل أحياناً لكنه محدود وخلال المعارك وهذا تحدياً كبيراً علينا حلّه.
كما ومطلوب من الجيش الحر استيعاب الضباط المنشقين المتواجدين في تركيا والأردن ولبنان ضمن تشكيلاته الآن أو في مرحلة معينة من الثورة كالإعداد للحسم العسكري مثلاً. 
5 ـ الخلل المالي: أنا أعلم أنه ينقص في كل مكان لكن العدل مطلوب (وليس المساواة), وأنا أسال هل يوجد قمع توزيع مالي واحد مشترك للجيش الحر, ألا تحتاج مناطق أكثر من أخرى حسب قوة المعارك فيها كداريا وحمص..
وأدعوا الجيش الحر لإعطاء كوبونات شرف للداعمين الماليين. 
6 ـ هام جداً: عدم الاستفادة من خزان الثورة الأخير والكبير؟
إن هناك قوة هائلة من المقاتلين الموالين للنظام ربما ستتدفق علينا وتربكنا من قوات إيرانية (باسم اتفاقية الدفاع المشترك) وجماعة بيعة ولاية الفقيه من عملاء إيران من العرب كحزب الله وغيرهم في العراق, وهنا لا بد من إعلان النفير العام بالنفس والأموال من قبل علماء السعودية, والإتحاد العالمي لعلماء المسلمين, وكذا الأزهر في مصر, والجماعة الإسلامية في باكستان, وحزب ما شومي في اندنوسيا, والتنظيم العالمي للإخوان المسلمين, والسلفيين في كل مكان ومختلف الجماعات..
وعلى  الإسلاميين السوريين وضع مشروع  مسبق مرسوم بذلك بالتعاون مع كل قوى الثورة.
ولا بد من إجراء حوارات تمهيديه لذلك منذ الآن, وتحديد الحاجة بالتعاون مع الجيش الحر ثم توجيه النداء. (بدعوة من عمل سابقاً بالجيوش ثم جيل الشباب المدرب ثم المراد تدريبهم..)
إن لأعداء الشعب السوري دولة إيران فمن الدولة التي تلبي حاجتنا مقابلهم!!! إنه:لا حياة لمن تنادي,لذا علينا بالشعوب.
ملاحظات مختصرة واجب ذكرها:
ـ  دعم المحاكم الشرعية ضد المسيئين للناس والثورة من داخل أو خارج الصف.
ـ الحرص على صدقهم الإعلامي في تنفيذ العمليات لنكون المصدر المقنع للناس والداعمين والإعلام العالمي.
ـ استمرار التدريب على السلاح والحفاظ على اللياقة البدنية.
نصركم الله يا جيشنا الحر فقد أبهرتم الناس بشجاعتكم.   

المصادر: