محمد سعيد رمضان البوطي

الكاتب : عمار النوري
التاريخ : ٢٣ ٢٠١٣ م

المشاهدات : 4463


محمد سعيد رمضان البوطي

أظنكم جميعا سمعتم بالجريمة النكراء التي ارتكبها النظام المجرم في مسجد الإيمان بدمشق وذهب ضحيتها العشرات، رحم الله المسلمين منهم وغفر لهم. وممن ذهب ضحية هذه الجريمة أحد أبواق النظام المجرم – ولا تجوز عليه إلا الرحمة الآن – فقد ذهب لبارئه وهو يحاسبه.

 

 

لم أكن أبدا من محبي البوطي في حياته ولم أكن أستسيغه، فقد تسنى لي مقابلته وجها لوجه والجلووس معه منذ سنوات خلت، فلم أرتح له – الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف - ولكن لا أنكر أعماله ولا أنكر أن له أتباعا ومريدين، فقد كان لكلامه وكتبه أثرا طيبا لدى الكثيرين ممن أعرف، وتصل بعضهم رسالتي هذه فأرجو أن يتسع صدرهم لما أقول ولا يهاجمونني بسليط ألسنتهم، إذ لا أبتغي فيما أكتب إلا وجهه تعالى مبينا الحق فيما أراه وكيفما أراه، والله هو هادي السبيل.
أتوقف في مقتله مستبشرا أن يكون قد تاب مما قاله في حق الثورة والثوار، ووصفه المشين للمجاهدين في سبيل الله ووقوفه الأعمى مع بشار المجرم وأبيه من قبله ووصفه إياهم ووشبيحتهم بأمثال الصحابة – أعوذ بالله من هذا الكذب والافتراء – بل وصلت ضلالته أن بشر المجرم بالجنة – ولا أقول هنا إلا أن أذكر بأن يحشر المرء مع من يحب.
الشاهد، أنه وبعد أن تمادى فيه طغيانه وتذيله بأذناب الطاغية المجرم، يبدو أنه أفاق – وهي أمنية أتمناها – أفاق من غفوته فأراد التوبة جهارا فاستبق النظام الأمر وقتله.
أرجو أن يكون ظني مصيبا في ذلك. طبعا سارع المجرم المنافق باتهام الجيش الحر بالجريمة، ولكن لا أظن ساذجا يصدق هذا الكذب البواح إذ تعودنا من بشار وزبانيته الكذب والنفاق...
فهذه الجريمة ليست من شيم الثوار الأبطال بل هي من صميم أخلاق وأطباع المجرم وأبيه وعائلته كلها، ولم يكن يضيرهم ما كان يقوله البوطي عنهم إذ لم يصدقه أحد أن المجرم شبيه الصحابة، وأن أطفال الرضع إرهابيين، بل قد تكون تصريحاته هذه سببا في ابتعاد بعض مريدينه عنه ونفاذ زيت شمعته، هذا فضلا أن مكان الحادث في منطقة أمنية لا يدخلها أحد دون تفتيشه تفتيشا دقيقا فما بالك بسيارة مفخخة...
على من يضحك هؤلاء المجرمون؟؟؟
قال -صلى الله عليه وسلم- وهو الصادق المصدوق: إن أحدكم يجمع في بطن أمه أربعين يوماً نطفة، ثم يكون علقة مثل ذلك ثم يكون مضغة مثل ذلك، ثم يرسل إليه الملك فينفخ فيه الروح، ويؤمر بأربع كلمات، بكتب رزقه وٍأجله وعمله وشقي أم سعيد، فوالله الذي لا إله غيره إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع، فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها، وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها.
حديث ترتعد منه الفرائص فلا يعلم أحدنا على أي جنب يموت، علّها تصل آذان صمّت عن سماع الحق والصدع به.
أوجه كلامي خاصة لعلماء "راتبين" وأمثالهم، أفيقوا فلا مجال للحياد والنأي بالنفس في مثل هذه المواقف، فإما أن يكون الإنسان مع الحق أو الباطل....
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه، وأحسن اللهم خاتمتنا وتوفنا وأنت راض عنا... آمين آمين آمين.

 

 

 

 

المصادر: