من أجل ذلك

الكاتب : محمد عمار نحاس
التاريخ : ١٧ ٢٠١٣ م

المشاهدات : 3425


من أجل ذلك

(مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ بَعْدَ ذَلِكَ فِي الأَرْضِ لَمُسْرِفُون)

 


اعتادت أسماعنا وأبصارنا على مدى سنتين ظهور أبواق النظام في كل يوم لنفاجئ منهم بما لم ينزل الله به من سلطان وكأن الله أراد أن يعري أمامنا كل أفاق زنيم وكأن الله أراد أن يذهب عنكم الرجس أهل الشام ويطهركم تطهيرا ويميز الخبيث من الطيب ويكشف كل مدعي على حقيقته فاسقط أقنعة الغش والرياء عن وجوههم وتهاوت ورقة التوت عن سوءاتهم.
لقد تسارع أبواق النظام لاسيما أولئك الذين قضوا عمرهم يلبسون العمائم ويقرؤون على الناس العلم الشرعي ليظهروا كالحمار يحمل أسفارا فجلهم أن لم يكن كلهم قرأ العلم ولم يعقله وحمل الفقه ولم يفهمه فتسارعت عمائمهم لتتهاوى عند نعال سلاطينهم فتختار له ما يشاء من الفتاوى التي تتناسب مع أفعاله وإجرامه ويبدلون الباطل حقاً والحق باطلا يحرفون كلام الله عن موضعه ويجعلون الفقه أبتر يجتزئون ما يوافق هوا سلطانهم ويكتمون ما يخالفه أما قرأ أولئك القوم قوله تعالى (فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَنَسُواْ حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ) ألا يعلم الحسون والبوطي و من مشى على دربهم أن فتواهم قد طالت كل حرة هتك سترها وفضت بكارتها وكل حر استبيح عرضه على الملأ بلا رحمة ولا شفقه وكل أم ثُكلت وكل زوجة رُملت وكل طفل يُتم وكل حجر دُمر في سوريه.

ألم يعلموا أن خطبهم العصماء الرنانة التي تهز أصقاع الكنائس والمساجد الباقية بلا دمار أطلقت يد النظام الممانع بسفك دمائنا وقتل أحرارنا واستباحة أعراضنا ونهب أموالنا ألم يعلموا أن فتواهم أطلقت العنان لأزلام النظام وزبانيته وشبيحته ليعثوا بالأرض فسادا ألم يعلموا أنهم بفتواهم وضلالاتهم نزلوا بمقام هامان والسحرة من فرعون.
يا أيها المفتي وأزلامه يا أيها البوطي وذيوله لقد أفتيتم أن التجارة بكل شيء مباح، بالأعراض بالدماء وبالأرواح، تفتون لفرعونكم أن يتاجر بوطننا وليس عليه جناح, تفتون المتاجرة بقول الله وترتجون بعدها من الله السماح، نراكم تفتون بموت الضمائر وصار الحق عندكم مستباح. يا سماحة المفتي وأمثاله لقد قضيتم على وجه الإرهاب والمؤامرة الكونية التي استهدفت سورية الإباء قضيتم على رموز المؤامرة حمزة الخطيب ومروة وهاجر زهير وأيهم وفؤاد ورضا عدويه وأقرانهم الذين كانوا يهددون أمن الوطن ويخططون شكل الغد الواعد وقد انتزعتم حنجرة إبراهيم قاشوش لأنه قناة إعلام مغرضة تنادي بما يريد الشعب السوري وهاهي خطبكم العصماء في إظهار ملامح قائد الوطن صارت فتوى لقائد الوطن باستباحة أعراض نساء الوطن من قبل رجال حماة الوطن فصرن نسائنا الأحرار سبايا ودمائنا مهدورة, وأموالنا مستباحة.
أيها الأبواق الأفاضل إن مفتيكم كان على إحدى القنوات الفضائية منذ أيام ليست بالبعيدة فلما سأله مستضيفه أين نحن استطاع حسونكم أن يجيب عشرات الإجابات فإن سئلت أين نحن بالزمان والمكان والموقع والموقف ........الخ
بيد أن السؤال هل لديكم أنتم والحسون إجابة واحده لأولئك الذين ذكرت أسماؤهم آنفاً والتي صارت أسماؤهم ناراً على علم ولم يسمع فيها سيدكم وولي نعمتكم وقائد وطنكم.
هل لديكم إجابة لهم عندما يقفون بين يدي الله عز وجل ويسألونكم ماذا اقترفت أيديهم وبأي ذنب زهقت أرواحهم.

المصادر: