يوم جديد..في سورية

الكاتب : فتاة القرآن
التاريخ : ١٧ ٢٠١٣ م

المشاهدات : 3069


يوم جديد..في سورية

بسم الله الرحمن الرحيم
فتحت عيني هذا الصباح بتثاقل شديد وتركز نظري على سقف الغرفة لدقائق كثيرة ... أنهض أم لا , لا رغبة لي بالنهوض أريد أن أغيب .. أغيب ولا أسمع أصوات قصف ولا طيارات ولا اسمع أو أرى فقدان أخت أو أم أو أخ أو أب..

 

 

لا أريد أن أرى دموع الأطفال ولا أسمع بكاء وأنات الثكالى واليتامى لا أريد أن أرى مدينتي أو حيي, أو بيتي الذي تساوى مع الأرض بعد أن تناوبت فيه ذكريات الأيام تحمل الزهور والأشواك في طياتها بالرغم من ذلك هي ماضيي أنا ذكرياتي..
حياتي التي كسرها ومحا منها الكثير من الفصول تلك الفئة الكافرة من بشار وأعوانه ومن والاه.
لعنة الله على الكافرين, على أعداء الدين, على أعداءنا وأعداء الله أجمعين, لعنة الله على المنافقين الذين أعانوه ولوثوا أيديهم بالدماء لأجل أن يكونوا هم وهم فقط سالمين, ولا انتصار لديهم للدين فليذهب الإسلام والمسلمين.
أغمضت عيني على أمل أن أنسى كل تلك الأمور.. لكن تذكرت قول رب العرش: (لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا) فشعرت بأني في مكان مغطى بالزهور ويملأ أرضه عشب أخضر أكاد أشتم عبيقه ورائحة ترابه, ثم تذكرت قول الله جل في علاه: (إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) فترحمت على شهداءنا وحسدتهم حسد غبطة فهم عند أرحم الراحمين في جنان الخلد مغفورة ذنوبهم ومنعمين مع الصديقين في جنة قطوفها دانية فازوا فوزا عظيما يقارن بكل ما يمكن أن أتخيله في الأرض من خيرات.
ومر في مخيلتي قول ذقت وأذوق كل يوم طعم حلاوته لمجرد تخيله على أمل أن أكون ممن يحصل عليه.. هو قول رسول الله الصادق الأمين صلى الله عليه وسلم: (إن في الجنة خيما من لؤلؤة مجوفة عرضها ستون ميلا في كل زاوية منها أهل ما يرون الآخرين يطوف عليهن المؤمن).
بعد تلك الذكريات شعرت بأن كل ما يجري أمور بسيطة فان ثوابها لعظيم وشعرت بسعادة وتفاؤل يغمر كياني وبأن ما كسر سنعاود ترميمه وما محي سنعيد كتابته من جديد بعزة وشرف إن شاء الله فنهضت من فراشي مستعينة بالله أقول بسم الله وهو نعم الوكيل والنصير لأدخل لموقعكم لرغبة أن أنشر هذا الشعور الذي قضيت فيه بضع دقائق ما بين الكآبة والتفاؤل لأختصر الوقت على غيري ليشعر مباشرة بحلاوة وخير ما نمر به على أمل كبير من رب العرش العظيم أن نكون من الفائزين الفوز العظيم .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

المصادر: