الضوء الأخضر الإبراهيمي

الكاتب : حسان الحموي
التاريخ : ٢٥ ٢٠١٢ م

المشاهدات : 2965


الضوء الأخضر الإبراهيمي

 بعض المراقبين استغربوا استباق زيارة الإبراهيمي للأسد بجرعة عنف غير مسبوقة منذ بداية الثورة حيث تم تنفيذ ثلاث مجازر:
الأولى والأعظم كانت في حلفايا لمدنيين ينتظرون رغيف الحياة، وكان ضحيتها المئات من الشهداء والمصابين،
والثانية في السفيرة في حلب وكانت نتيجتها العشرات،
أما الثالثة فكانت في ريف دمشق.

 

وكل تلك المجازر أصبحت معتادة عند الرأي العام السوري والعالمي؛ لكن الجديد هو في استخدام العصابة الأسدية لغازات الأعصاب السامة في منطقتي الخالدية والبياضة في حمص والتي كانت عربون تفاوض مع الإبراهيمي ؛ بغية إيصال رسالة مفادها أنه مازال لدينا فائض قوة لم نستخدمه بعد؛ ومازال زمام المبادرة بيدنا، على الرغم من خسارتنا لبعض المواقع العسكرية، "لكننا على الأرض الأقوى".

أيضا الهدف من استخدام غاز ايكوثيوفات الصوديوم وهذا الغاز علاجه غير متوفر في المشافي الميدانية حاليا، حيث من المفترض حقن المصاب بمادة اﻷتروبين وريديا حتى يعكس التأثير السمي وعودة الحدقات الى طبيعتها... مع تغطيس جسم المصاب بماء دافئ مع مراقبة الوظائف الحيوية)) حسب ما أفادة بعض الخبراء – والذي تم استخدامه في منطقة محدودة هو تمهيد للمرحلة القادمة من العمل العسكري الميداني في التعامل مع المناطق المدنية المتمردة والتي خرجت أو ستخرج مستقبلا من وصاية العصابة الأسدية.
إضافة إلى كونها بالون اختبار للرأي العام العالمي؛ وقياس ردة الفعل على مثل هذه التصرفات المستهجنة لدى المجتمعات المتحضرة.
الأمر الآخر هو رفع معنويات الموالين للعصابة الأسدية والتي أصبحت عقبة أمام ثبات الشبيحة والأفواج والكتائب المنهارة عند سماعها أول طلقة رصاص تنطلق تجاهها.
وبالتالي فإن القلق الذي ساقه الضوء الأخضر الإبراهيمي كان موجها للعصابة بأن الغرب سوف يتعامى عن أي سلاح يشكل نقطة تحول في سبيل الضغط على المعارضة للقبول بأحد المقترحات التي حملها في جعبته سواء في حكومة الإنقاذ المختلطة؛ أو الأسماء التي طُلب من الأسد ترشيحها من طرفه للتفاوض مع الائتلاف الوطني في جنيف 2، أو من حيث بقاء الأسد مع صلاحيات منقوصة لنهاية فترة ولايته الحالية في 2014 دون ترشيح، لكن المؤكد أن الإبراهيمي سمع من الأسد الكثير من مقولات الممانعة وعبارات الصمود في وجه الهجمة الشرسة التي يواجهها، والهموم الكثيرة التي يعاني منها الأسد في مواجهة العصابات المسلحة.
إن حرص الحكومة السورية على إنجاح أي جهود تصب في مصلحة الشعب السوري وتحفظ سيادة الوطن واستقلاله كانت من خلال استغلال الضوء الأخضر الإبراهيمي لاستخدام السلاح الكيماوي ضد الشعب المحاصر في حمص منذ سبعة أشهر.
والذي نفاه وزير خارجية الأسد سيرغي لافروف عندما قال أنه " لا يعتقد أن سوريا ستستخدم أسلحة كيميائية.
وفي حال حصل ذلك، فسيشكل ذلك انتحارا سياسيا للحكومة ، وأنه يتحقق من الشائعات أو المعلومات من خلال التوجه إلى الحكومة، وفي كل مرة يتلقى تأكيدا حازما أنهم لن يفعلوا ذلك أيا تكن الظروف".
أن الطريق التي سلكها الضوء الأخضر الإبراهيمي للوصول إلى جحر الأسد عبر مطار بيروت لهو أكبر دليل على القلق الذي يساوره تجاه بقاء حليفه في سدة الحكم.
وكما قال رئيس الائتلاف الوطني السوري "إن السكوت عن المجازر التي ترتكب بحق شعبنا هو ابتزاز وضغط على الشعب وثورته وقيادته"، وأضاف مجزرة حلفايا ليست مجرد مجزرة بل رسالة يشترك فيها كل داعمي النظام وخلاصتها إما أن تموتوا وإما أن تقبلوا عبودية ما سنفرضه عليكم ...


وأقول بكل قوة إننا نختار الحرية مهما طال الطريق".
إن الضوء الأخضر الإبراهيمي ربما لن يقف عند استخدام السلاح الكيماوي من قبل العصابة الأسدية؛ بل ربما يستعين الأسد ببعض السلاح النووي من الدول الداعمة له، لأنه لم يبقى لدى العصابة الأسدية سلاح جديد تجربه في سبيلها للقضاء على هذه الثورة المجيدة.
وللحديث بقية....

المصادر: