من الإرهابي ..يا أمريكا ؟!.

الكاتب : نجوى شبلي
التاريخ : ٧ ٢٠١٢ م

المشاهدات : 3827


من الإرهابي ..يا أمريكا ؟!.

تستعد أمريكا اليوم لإضافة بعض الكتائب المقاتلة على أرض سورية إلى قائمة الإرهاب.
ولن يطول تساؤلنا كثيرا, فالكل يعرف أن عمر النظام بدأ ينفد, وأن إيجاد عدو بديل يجعل الشعب السوري في حالة فوضى دائمة, وهم دائم بوجود عدو آخر ضرورة ملحة لأمريكا ,ولتضمن أمن إسرائيل, وربما ما يحدث الآن في مصر دليل على ذلك.


ولعل السبب الآخر الذي يدفع أمريكا لإضافة هذه الكتائب إلى قائمة الإرهاب؛ هو نجاح هذه الكتائب في تحقيق الكثير من الانتصارات على جيش النظام السوري الذي تحرص أمريكا أشد الحرص على الإبقاء على تركيبته كما هي بعد سقوط النظام المجرم في دمشق؛ بعد أن فشلت في الإبقاء على النظام نفسه مما يجعل سورية المستقبل في حال من الضعف لا تستطيع الدفاع فيه عن نفسها في وجه إسرائيل, وقد رأينا كيف استطاعت الكتائب المجاهدة تحقيق هذه الانتصارات بعد أن منع العالم السلاح عن الشعب السوري الذي يقتل, ولا يستطيع الدفاع عن نفسه, وكل ذلك بقرار أمريكي, ولا ننسى هرولة كلينتون إلى بعض الدول التي أظهرت استعدادها لمد الثوار بالسلاح .
ونقول هنا لأمريكا: من هو الإرهابي ؟!
أليست هي الدول التي تنقض على الدول الأخرى لسلب خيراتها وإذلال شعوبها، وقتل أبنائها, والدوس على مقدساتها ؟!.
وهل لنا أن ننسى ما فعله الجنود الأمريكان في أفغانستان من استباحة لحرمات المسلمين؟!.
وهل يمكن أن ننسى ما فعلوه في العراق, ولعل سجن أبو غريب يشهد بذلك؟!
أليست الدولة التي زرعت في منطقتنا, وهجرت شعبا من أرضه, وتعمل الآن على تهجير من بقي منهم, ولا تتوانى بين الفترة والأخرى من الاعتداء عليهم وقصفهم بكل وسائل الموت, أليست هذه الدولة أجدر بأن توضع على رأس قائمة الإرهاب؟!
أليس الإرهاب هو النظام الذي يمثل الأقلية، ويحكم الأكثرية بالحديد والنار، حتى أصبحت هذه الدولة تسمى مملكة الصمت مع رضى كامل من هذا العالم الذي يدعي الديمقراطية, ورضى أمريكي بالدرجة الأولى تمثل في إرسال وزيرة خارجيتها بعد وفاة المقبور حافظ الأسد؛ لتبايع ابنه على حكم سورية؟!
أليس صمت هذا المجتمع الدولي على المجازر التي يقوم بها النظام ضد هذا الشعب مما لم يشهده التاريخ , ثم منعه الضحية من الدفاع عن نفسها, أليس هذا هو الإرهاب نفسه؟!
أليس الإرهاب في هذه الميليشيات الشيعية القادمة من العراق وإيران ولبنان؟ والتي نفست عن كل أحقادها الطائفية في حق أبناء وطنها أولا, وعلى الهوية وعلى الاسم، ثمّ جاءت لتستكمل مشوار حقدها على أرض سورية, أليست هذه الأجدر بأن توضع في قائمة الإرهاب؟!
القائمة التي وضعتها الشعوب الإسلامية للإرهابيين الحقيقيين تطول وتطول.
إن تأخير نهاية اسرائيل والتي هي مكتوبة في توراتهم قبل قرآننا؛ لن تكون بوضع أمريكا لقوائم الإرهاب, ومن ثم العمل على تطبيق ما جاء فيها من خلال قصف هؤلاء بطائراتها التي منعتها من التحليق فوق سماء سورية وحماية اللاجئين السوريين المستضعفين.
إننا وبغض النظر عن كون هؤلاء متطرفين في بعض أفكارهم أم لا, إننا نقول لأمريكا إنك وبالسياسة التي تنهجينها ستكونين العدو رقم واحد لأكثر من مليار سني في هذا العالم, ولا يفرح إخواننا الشيعة, فسيأتي دورهم لاحقا بعدما تنتهي أمريكا من السنة, وسنقول لأمريكا: إنك ستخلقين من المتطرفين أضعاف أضعاف ما تجدينه الآن.
ونقول لشعبنا: إن هؤلاء الذين دافعوا عنا ,وبذلوا أرواحهم في سبيل حريتنا لن يكون من الوفاء لهم أن نسلمهم لعدونا وعدوهم, وإن كنا نرى عندهم بعض الأفكار المتطرفة؛ فعلينا تصحيحها, وإن كان ديننا يأمرنا بأن نتعامل مع أتباع الديانات الأخرى التعامل الأمثل مما لا نراه عندهم. وأن يكون نقاشنا مع من يخالفنا الرأي والمعتقد بالذي هو أحسن؛ فأبناء المسلمين الذين حوّلهم القهر والظلم, وجعلهم يحملون بعض الأفكار التي فيها غلو في الدين, إن هؤلاء أولى بالرفق معهم, والعمل على تصحيح مسارهم .

المصادر: