رداً على المقال (الموقف الوطني من الائتلاف الوطني)

الكاتب : وائل مرزا
التاريخ : ٢٢ ٢٠١٢ م

المشاهدات : 2945


رداً على المقال (الموقف الوطني من الائتلاف الوطني)

نشر الأخ مجاهد مقالاً بعنوان (الموقف الوطني من الائتلاف الوطني). وبما أن إحدى فقراته التي نعترض عليها تكررت في أكثر من مقام، فإننا نغتنم هذه الفرصة لتوضيح هذا الموضوع مرةً واحدة وأخيرة.

فمع الاحترام لرأيه وتحليله الخاص في المقال بأسره إلا أنني، ومن باب كوني من الذين عملوا على تشكيل الائتلاف من اللحظة الأولى، أود التأكيد على خطأ المقولة التي ذكرها حين قال: "الأميركيون وحلفاؤهم خططوا لمشروع الائتلاف الوطني ودفعوا إليه وشجعوا عليه، وما يزالون".

 

فالائتلاف صناعة سورية مائة بالمائة، وقد بدأ العمل على تشكيله منذ ثلاثة شهور، حين كانت الإدارة الأمريكية تعمل على دعم مشروع (لجنة المتابعة) المنبثقة عن  لقاء القاهرة على أن يكون الجسم الجديد للمعارضة، وظلت على موقفها إلى ماقبل إعلان الائتلاف بأسبوعين.

وكان حرياً بالأخ مجاهد وبكل من أطلق هذا الرأي السؤالُ عن الموضوع قبل طرحه بشكل يوحي أنه (معلومة) مؤكدة، حيث لاتوجد كلمة احتراز توضح إمكانية كون المعلومة خاطئة.

وهذا انسجاماً مع منهجية (التوثّق) و(السؤال) في ثقافتنا وديننا المطلوبة في كل مجال، وخاصة في مثل هذه القضايا الحساسة.

إضافةً إلى هذا، كان الأمل بالأخ مجاهد والآخرين الانتباه إلى أمر بديهي في التفكير السياسي فيما يتعلق بتصريح وزيرة الخارجية الأمريكية، وأن يسأل هؤلاء أنفسهم: هل الأمر الطبيعي أن يصدر مثل هذا التصريح بهذا الوضوح لو أن أمريكا كانت وراء المشروع وتريد فرضه؟

أم الأمر الطبيعي ألا تشير إلى الأمر من قريبٍ أو بعيد؟

وإن من المثير للتأمل أن نفكر في هذه القضية بدلالات كل كلمة من الآية الكريمة: {يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين}.

نحن نريد أن نتعاون مع كل دولةٍ يمكن أن تساعدنا في إسقاط النظام بكل رموزه وأركانه، وأن تكون علاقات سوريا القادمة إيجابية مع هذه الدول في إطار المصالح المشتركة التي لاتتضارب مع الثوابت الوطنية.

وكل مانرجوه هو أن نرتقي جميعاً إلى مستوى الالتزام بعناصر المنهجية العلمية في التعامل مع كل مايتعلق بهذه الثورة المباركة تجنباً لإضاعة الجهود والأوقات وتشتيت الصفوف، وحرصاً على التعاون والتنسيق وتوزيع الأدوار لتحقيق أهداف الثورة.

والأهم من هذا، أن تكون ثقتنا عالية بالشعب السوري البطل بشكل يليق بما قدمه لتصل الثورة إلى ماوصلت إليه اليوم، وبأنه بلغ مستوىً عالياً من الوعي والقدرة على الفعل والتأثير، بحيث لم يعد ممكناً أن تتلاعب به جهةٌ أياً كانت بعد اليوم بإذن الله.

المصادر: