شعاع الضوء في نهاية النفق

الكاتب : غزوان طاهر قرنفل
التاريخ : ١٢ ٢٠١٢ م

المشاهدات : 2737


شعاع الضوء في نهاية النفق

ما تقرر ليل الأحد بين أطراف المعارضة السورية المجتمعة في الدوحة من اتفاق تمخض عن ولادة الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية لايمثل فقط خطوة صحيحة وضرورية في الاتجاه الصحيح ... بل ويعتبر أولى الخطوات الحقيقية سياسيا التي تدق أول المسامير في نعش سلطة العصابة القابعة في دمشق.


والحقيقة أن وحدة المعارضة السورية لم تكن فقط حاجة وطنية وثورية سورية بل هي أيضا ضرورة دولية من شأنها أن ترسل رسائل التطمين للمحيطين العربي والدولي بأن ليس ثمة فراغا يمكن أن ينشأ في المكان يمكن أن يشجع أصحاب الأجندات المتطرفة على التطلع لملئه، وأن البديل عن النظام المتهاوي صار جاهزا وقادرا على تحمل أعباء المرحلة الانتقالية لما تمثله قوى المعارضة المؤتلفة من تنوع واعتدال يمكنه من لم شمل الشعب السوري والانتقال به إلى ضفة الحرية والكرامة وبناء دولة المواطنة .
وفي السياق عينه تأتي الآن ضرورة وحدة السلاح وانضواء القوى المسلحة في إطار موحد يلم شتات كتائب الجيش السوري الحر ضمن بناء عسكري تراتبي أكثر تماسكا وتنظيما ..
ولعل خطوة إنشاء الجبهات الخمس التي أعلن عنها الأسبوع الماضي تمثل البداية الصحيحة والصحية على هذا الطريق ...
ذلك أنه إذا كان مفهوما ومقبولا بل ومطلوبا تعدد القوى السياسية وأدواتها فإنه ليس من المعقول أو المقبول بأي شكل كان تعدد البنى المسلحة وتشرذمها بما ينعكس ضعفا في أدائها وتضعضعا في قدراتها وأهدافها ما يضعف أثرها وتأثيرها على الأرض فضلا عن ما يخلفه ذلك من انفلات أمني لا يحصد سوءاته إلا المواطنين المنكوبين أصلا .
ومن هذا المنطلق فإن أولى مهام الائتلاف الوطني اليوم (وما على كاهله ليس بقليل) بدء المساعي الدؤوبة والحثيثة بالتعاون الراسخ مع قيادة الجيش السوري الحر لتحقيق هذه الغاية التي سيكون لها أكبر الأثر على مسار الثورة السورية التي دخلت ومنذ الساعات الأخيرة من ليل الأحد الماضي مرحلة الحسم النهائي .
بوركت الأيادي التي امتدت وتوحدت .. وبورك كل جهد مخلص بذل بكد لتذليل الصعوبات وجسر الهوة بين قوى المعارضة السورية ...
وبوركت السواعد التي حملت السلاح كرها لتدافع عن شرفنا وكرامتنا جميعا، وبعزيمة لا تلين تحقق النصر تلو النصر على طاغية الشام وأزلامه..
وبوركت أرواح الشهداء التي ما بخلوا بها نصرة لعزتنا فتسامت نجوما تتلألأ في فضاء الحرية .
المهمة كبيرة وجليلة .. والعبء ثقيل .. لكن هامات السوريين التي تصاغرت بالأمس أمام قضيتهم الكبرى وغلَبت روح المسؤولية على الأنانيات البشرية فتحت فجوة لشعاع الضوء في نهاية النفق المظلم .

المصادر: