المقتلة الثانية: معصية الله والرسول صلى الله عليه وسلم

الكاتب : منير محمد الغضبان
التاريخ : ٦ ٢٠١٢ م

المشاهدات : 3566


المقتلة الثانية: معصية الله والرسول صلى الله عليه وسلم

أما المقتلة الثانية التي تقود إلى النار فهي معصية الله والرسول
أيها المجاهدون العظام . يا قادة المجاهدين لكم من عوامل النصر ثلاثة.
الثبات: وهذا ما تقدمونه للعالم كله  (( يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا ))
ذكر الله كثيرا: فلا نراكم يا سادة الأمة وقادتها إلا وأنتم تكبرون مع كل نصر ومع كل محنة. وتعلنون للبشرية أن لا ناصر لكم إلا الله.

 

 

ولن تركعوا إلا لله. وتجيبون نداء ربكم في الاستعداد للموت. لبيك يا الله وتعلنون كلمة التوحيد: لا إله إلا الله محمد رسول الله
الصبر: على كل معاناة النظام وتدميره وجرائمه وتعلمون أن العالم كله قد تخلى عنكم وهو يتلهى بكم. وأنتم صامدون صابرون تعلنون للدنيا أن لا تراجع عن إسقاط نظام الكفر ولو خسرتم أقصى غاية الجود أولادكم وأهلكم وأبناءكم ونساءكم.
فإذا ضحيتم بالروح فماذا يغلو عن الروح؟
والجود بالنفس أغلى غاية الجود.
هذه عناصر النصر الثلاثة قد استكملتموها بحمد الله.
(( يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون ))
(( وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول لعلكم تفلحون ))
وهناك ثلاثة أخر من عوامل النصر:
(( ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين ))
(( ولا تكونوا كالذين خرجوا من ديارهم بطراً ورئاء الناس ))
إذن امتلكتم ثلاثة عناصر من عناصر النصر . الثبات , ذكر الله كثيرا , الصبر
ولا تزالوا بحاجة إلى ثلاثة أخرى:
طاعة الله والرسول , وعدم التنازع , والخروج الخالص لله
وإذا امتلكتم هذه العناصر الثلاثة فسترون نصر الله قريب . وتفرحون بنصر الله
المقتلة الثانية : معصية الله والرسول
وهذه المقدمة تقودنا إلى:
فالله تعالى امتحن جنده حزب الله وقائدهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ونزلت المحنة بالجيش كله لخطيئة عشرات من الأفراد في الجيش المصطفى مع الرسول المصطفى .
(( وعصيتم من بعد ما أراكم ما تحبون منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة ثم صرفكم عنهم ليبتليكم ولقد عفا عنكم والله ذو فضل على المؤمنين )) سورة   آل عمران / الآية 151 ,

لقد كانت أوامر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- للرماة بالثبات على الجبل لا تحتمل التأويل والاجتهاد وتذكير قائدهم عبد الله بن جبير. بها حجة على المتذرعين منهم بالجهل (( من حديث البراء رضي الله عنه قال: جعل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على الرماة يوم أحد وكانوا خمسين رجلاً – عبد الله بن جبير.
قال: ووضعهم موضعاً وقال لهم ((إن رأيتمونا تتخطفنا الطير فلا تبرحوا حتى أرسل إليكم, وإن رأيتمونا ظهرنا على عدونا وأوطأناهم فلا تبرحوا حتى أرسل إليكم))
قال: فهزموهم, لقد فات النصر على المسلمين ووقعت المحنة. وقتل سبعون صحابياً استشهدوا في سبيل الله. لمعصية قليل من الرماة اجتهدوا وقالوا: (قال فأنا والله رأيت النساء يشتددن على الجبل وقد بدت سوقهن وخلاخلهن رافعات ثيابهن.
فقال أصحاب عبدالله بن جبير: الغنيمة, أي قوم الغنيمة. ظهر أصحابكم فماذا تنظرون؟
قال عبد الله بن جبير: أنسيتم ما قال لكم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- .
قالوا: إنا والله لنأتين الناس فلنصيبن من الغنيمة. فلما أتوهم صرفت وجوههم فأقبلوا منهزمين. فذلك الذي يدعوهم الرسول في أخراهم فلم يبق مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- غير اثني عشر رجلاً , فأصابوا منا سبعين رجلاً)                   
وهذه المحنة القاسية, وهؤلاء الشهداء السبعون هم بعد عفو الله عن المؤمنين وإلا لكانت هزيمة لا تنتهي إلا باحتلال المدينة (ولقد عفا عنكم والله ذو فضل على المؤمنين)
حتى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو قائد الجيش . وهو سيد البشر. والجيل الذين معه هم خيرة الخلق وصفوته فقد نزلت بهم المحنة.
ومن حديث أنس -رضي الله عنه- قال: إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كسرت رباعيته يوم أحد, وشج في رأسه. فجعل يسلت الدم عنه وهو يقول: ( كيف يفلح قوم شجوا نبيهم وكسروا رباعيته وهو يدعوهم إلى الله عز وجل . فأنزل الله عز وجل: (( ليس لك من الأمر شي )) صحيح البخاري.

إنها المقتلة الثانية: معصية الله تعالى ورسوله.

والتي تؤخر النصر أو تقضي عليه أو تدخل المقاتل النار وهو يضحي بحياته, ويحسب نفسه أنه من الشهداء المجاهدين,  وتحوله من الجنة إلى النار ((وليعلم الذين نافقوا وقيل لهم تعالوا قاتلوا في سبيل الله أو ادفعوا قالوا لو نعلم قتالاً لاتبعناكم هم للكفر يومئذ أقرب منهم للإيمان. يقولون بأفواههم ما ليس في قلوبهم والله أعلم بما يكتمون ) سورة آل عمران /الآية – 196 – 197
وإلى اللقاء يا سادة الأمة في حديثنا عن المقتلة الثالثة

 

المصدر: رابطة العلماء السوريين

المصادر: