ثلاثة متطلبات ملحة أمام المعارضة السورية الرباعية الإقليمية أكثر جدية مما أوحته!

الكاتب : روزانا بومنصف
التاريخ : ١ ٢٠١٢ م

المشاهدات : 2839


ثلاثة متطلبات ملحة أمام المعارضة السورية الرباعية الإقليمية أكثر جدية مما أوحته!

ينقل مسؤولون لبنانيون عن معنيين دوليين بالوضع السوري وتطوراته وجود ستاتيكو مرشح للاستمرار في سوريا لبعض الوقت بين نظام يخاف المستقبل ويتلقى دعما إيرانيا كبيرا من دون امتلاكه القدرة على حسم الوضع لمصلحته،
وثوار يمتلكون في المقابل عزيمة كبرى للمتابعة وعدم العودة إلى الوراء، في ظل تقاعس دولي عن المساعدة العملانية من أجل إطاحة النظام في ما قد يبدو ترجمة لقرار ما في غياب التوافق الدولي عن مرحلة ما بعد الرئيس السوري بشار الأسد.

 


والمماطلة المقصودة بذريعة عدم التوافق على المرحلة المقبلة، ثمة من يحاول أن يشغلها بالإعداد لخطة أو لأفكار يعمل عليها الممثل الخاص إلى سوريا الأخضر الابرهيمي وأفرقاء كثر آخرون.
إذ ينقل هؤلاء أن الرباعية الإقليمية التي تضم إلى مصر كل من تركيا وإيران والمملكة السعودية هي مسألة أكثر جدية مما أخذت به حتى الآن لدى المتابعين الإقليميين والخارجيين، وخصوصا أنها بدت لغالبية هؤلاء خطوة يمكن أن تخدم مصر والحكم الجديد فيها من خلال استعادة دور إقليمي ما، كما يمكن أن تخدم إيران من خلال إشراكها في الرباعية على أنها مكون مؤثر في الأحداث السورية، الأمر الذي اعترضت عليه الدول الغربية وحالت دون مشاركة إيران في اجتماعات العمل حول سوريا في جنيف أواخر حزيران الماضي.
وبحسب هؤلاء، فإن الرباعية قائمة ولم تنسحب منها المملكة السعودية وفق ما سرى بعد تغيب ممثل المملكة عن الاجتماع الأخير الذي عقد في القاهرة، وهي تشكل إطارا يتم الإعداد له لمرحلة لاحقة من اجل التأثير، متى حان الوقت، على كل من النظام بالنسبة إلى إيران باعتبارها داعمة له، وعلى المعارضة بالنسبة الى كل من تركيا ومصر والمملكة السعودية.
ويقول هؤلاء أن الشغل الشاغل ينصب على محاولة توفير ثلاثة متطلبات أساسية من المعارضة السورية في المرحلة المقبلة،

أولا على طريق اعداد نفسها وفق ما يلزم، وثانيا في انتظار توافر الظروف التي تسمح ببت المرحلة الانتقالية أو الوصول إليها، وهو أمر قد يستغرق بعض الوقت، ولاشهر ربما، ولكن قطعا ليس لسنوات على غرار ما حصل بالنسبة إلى الحرب في لبنان التي تركت على غاربها لسنوات وفق ما بدأ البعض يتشاءم في هذا الاطار.
إذ يجمع أكثر من طرف معني في هذا الإطار على أن المجتمع الدولي، أيا تكن مصالحه وأهدافه، لا يستطيع أن يحمل على عاتقه سقوط ما يزيد على مئة قتيل يوميا في سوريا على اقل تعديل، باعتبار أن عدد القتلى يزداد أحيانا على نحو محرج ولا يمكن القبول به.
أما المتطلبات التي يعمل على أساسها مع المعارضة فتكمن في الآتي:
احدها أو أبرزها هو محاولة توجيه رسائل واضحة كليا إلى الطائفة العلوية من خلال تقديم الضمانات الكافية لها من اجل المستقبل وليس فقط من أجل الابتعاد عن النظام، إذ أن ثمة ثغرا كبيرة في الأداء المتعلق بمد اليد إلى هذه الطائفة وطمأنتها إلى المستقبل.
والأمر الثاني يتصل بالسعي إلى تكوين موقف واحد ممن يعتبرون مسؤولين في النظام أو لديه عن جرائم الحرب التي ارتكبت أو ترتكب حتى الآن.
إذ أن الكلام على ملاحقة هؤلاء ومحاكمتهم من دون تحديد من المقصود بذلك قد يعني إحالة مئات الألوف إلى المحاكمة، وهو أمر متعذر، أولا، فضلا عن أنه يبقي هؤلاء متمسكين بالنظام باعتبار أن مصيرهم بات مرتبطا بمصيره.
ويتعين تاليا على المعارضة أن تحدد معيارا من أجل ملاحقة مرتكبي الجرائم أو المسؤولين عنها من أجل مساعدة نفسها في المرحلة المقبلة.

وهذان الاعتباران يمسان من جهة مؤسسة الجيش في ظل حرص على إبقائها متماسكة قدر الإمكان، على رغم خضوعها لأوامر النظام راهنا، ومن جهة أخرى كبار الضباط العلويين الذين يرغبون في ضمانات بعدم التعرض لهم أو محاكمتهم لاحقا.
أما الاعتبار الأخير الذي لا يقل أهمية فيتصل بضرورة سعي الجيش السوري والحر والمعارضة السورية ككل إلى تنظيم وضعها على الأرض ولملمة كل الفصائل ما استطاعت إلى ذلك سبيلا، من أجل إقفال الباب أمام محاولة المتطرفين من التنظيمات الموصوفة بالإرهابية النفاذ إلى صفوفها أو محاولة توظيف الثورة السورية من أجل غايات وأهداف لا علاقة لها بسوريا أصلا. وهذا الأمر يكتسب أهمية كبرى، ولعله ما بدأ تنفيذه أو السعي إلى تنفيذه من خلال انتقال قيادة الجيش السوري الحر من تركيا إلى داخل الأراضي السورية من أجل أن تكون قيادته على تماس مع ما يجري على الأرض وتنظيم حركة الثوار قدر المستطاع.
وتقول معلومات متصلة إن المساعي التي تجرى على هذا الصعيد تستهدف بعض الدول العربية الداعمة للثوار، بحيث لا تقع الأسلحة أو المساعدات التي تقدم للثوار في أيد خاطئة تسيء إلى الثوار وتعرض مستقبل سوريا للخطر.
وإذا كان هذا الأمر واضحا بالنسبة إلى عمل الدول المؤثرة على المعارضة، فان ذلك لا يبدو واضحا لجهة الدور الإيجابي الذي يمكن أن تؤديه طهران في تأثيرها على النظام، خصوصا أنها من يمده بالأكسيجين الضروري لاستمراره، وباتت توازي مصيره باستهدافها بالذات.

 

المصدر: النهار

المصادر: