العلويون والهولوكست الوهمي

الكاتب : محمد حسن عدلان
التاريخ : ٢١ ٢٠١٢ م

المشاهدات : 3111


العلويون والهولوكست الوهمي

يزعم الصهاينة أن اليهود قد تعرضوا لـ (هولوكست: محرقة نسبة لما يزعم من محرقة هتلر لليهود) وأنهم عانوا من اضطهاد سابق
. واليهود يسخرون هذا الهولوكست المزعوم لقمع الفلسطينيين ولخدمة السيطرة الصهيونية على العالم،
اليهود يعرفون أن العرب لم يرتكبوا الهولوكست (إن كان قد وقع أصلا) لذلك ألصقوا بهم تهما أخرى،
إنهم يزعمون أن العرب سيرمونهم في البحر، ويستغلون تهديدات خلبية من بعض العرب الذين تعرضوا للتنكيل أبشع استغلال.

 


لأنه كلام يخدم في نتيجته الصهاينة، لذلك يتكالب اليهود والمغفلين في كل العالم لردع هؤلاء العرب (المتوحشين) ويشرعون فيهم قتلا وقصفا وتهجيرا.
وفي سوريا فالنظام يتبع أسلوب الصهاينة بعينه، هذا ما استشفيته مما قاله لي وما يهمس به زميلي العلوي الغيور على أبناء طائفته: يردد أن أتباع النظام مقالة مفادها أن العلويين قد تعرضوا لهولوكست وظلم تاريخي.
وهو يحاول بهذا الزعم المغرض تجييش طائفتنا العلوية لحماية قصوره وفساده واستبداده، فماذا جنى العلويون من هذا النظام سوى توسيع الهوة بينهم وبين المجتمع، هل جنوا سوى انتشار الجهل بعد أن دفع هذا النظام شبابنا للانخراط في الجيش والتضحية بأرواحهم لحمايته، وتحولت نظرة شبابنا من احترام العلم والعقل إلى مجرد احترام للقوة والسلاح.
يغرر بأبنائهم لأن يفدوه بالروح والدم، بينما بيت الأسد لم يخدشوا بخدش واحد، وحفلة زواج أحدهم بالمليارات ولا تتم إلا في مدريد (شاهدنا بنت رفعت وابن عمها) كل هذا على حسابهم، فنحن الذين نموت ونتحسر وهم متوارين وراء القصور في ملذاتهم.
ثم إنه لو حدث ما يدعيه النظام من ظلم فمن كلفه وهو الظالم أن يكو ن محاميا سيء السمعة عنا.
ثم إنه هل من ظلمنا هؤلاء البسطاء من سكان حمص وبانياس واللاذقية والرستن وغيرها؟.
هل هم الفلاحون المساكين في البيضا وتلبيسة والقصير والحولة؟
إنهم مجرد بسطاء يريدون الحرية وإزالة الظلم والفساد واستبداد القصور ورعب المخابرات، يريدون أن يكونوا كبقية البشر في القرن الواحد والعشرين حيث لا يوجد حاكم للأبد في هذا العالم، وإنما التداول بدون قهر ورعب.
لنعترف: لقد بدؤوها سلمية ولما واجهناهم بالرصاص سكتوا وسكتوا ثم رد بعضهم وبعد فترة بالمثل ، أليسوا بشرا؟
ولو وضعنا أنفسنا مكانهم بنظرة حق لأدركنا أنهم محقون.
بالعكس، إن هؤلاء وكل السوريين كانوا مظلومين وإيانا من ويلات الزمن ومن الاحتلال والأقطاع، فلماذا نأتي إلى عيوننا ونقلعها.
النظام يقلد ادعاءات الصهاينة بأن العرب سيرمونهم في البحر، ويستغل ـ كالصهاينةـ كلام بعض الجهلة ممن يهددوننا تنفيسا عن غضبهم بأن السوريون سيرمون العلويين إلى الجبال ـ وهو تهديد خلبي وليس بحقيقي.
بل إن معظمه يصدر عن صفحات تديرها المخابرات، وإن اتخذت اسما مزورا موال للثورة تمويها مثل (صفحة ائتلاف شباب الثورة...) خدمة لأهداف النظام في التجييش الطائفي وإقحامنا في الدفاع عن قصوره.
والحقيقة هي أن الشعب السوري بشعاراته وتصرفاته أبعد ما يكون عن الطائفية.

يفزعوننا بفزاعة الإخوان ‘ وهذا كذب فالسوريين قد نبذوهم في الثمانينات، وليست لهم شعبية، ولكن إذا تطرفنا سندفع الآخرين للتطرف، فلندعم دولة علمانية عندما يشارك الجميع بالحراك.
فلنكن واعين، ولا ندفع الطرف الآخر للتطرف، لأننا شعب واحد ولا مفر لنا من العيش معا، فالأنظمة زائلة والشعوب هي التي تبقى، وما يفعله المتهورون منا هو انتحار لنا على المدى البعيد، سنعيش مع بقية الشعب السوري وليس مع الشعب الإيراني ولا الروسي ولا الصيني، وهذه حقيقة فإن بقي النظام اليوم فليس بباق غدا، ولا إمكان للانعزال بدولة قزم في هذا العصر، خاصة أنه لا توجد لدينا ثروات أو بترول أو منافذ، ولا حتى إمكانية للكهرباء والماء بدون التعاون مع من عشنا معهم, وتقاسمنا وإياهم الحياة بحلوها ومرها في هذا الوطن الحبيب.

المصادر: