من قتل الــ20 جندياً أسديّاً من ثكنة هنانو؟

الكاتب : مهدي الحموي
التاريخ : ١٢ ٢٠١٢ م

المشاهدات : 3841


من قتل الــ20 جندياً أسديّاً من ثكنة هنانو؟

عندما كان الإمام  أحمد بن حنبل في السجن سأله السجان: أنا أقف سجاناً عليك فهل أكون من مساعدي الظلمة؟ فقال الإمام: لا بل أنت من الظلمة أنفسهم.
وسألوا صدام حسين في إحدى محاكمته هل قتلت الصدر؟ (يعنون والد مقتدى الصدر) فقال لهم مستهتراً يهو صدر يهو فخذ؟
بعد هاتين القصتين أقول:

 


من يستطيع أن يدافع عنهم وهم جزء لا يتجزأ من قتلة النظام ثم نسأل:
من هم هؤلاء الخونة من جنود النظام كي ندافع عنهم؟
لقد قصفوا حلب بالمدفعية والدبابات عن بعد ولفترة طويلة من الزمن, وقتلوا المئات من الأبرياء ومن الجيش الحر بالذات, وكان من القتلى خمسة من عناصر الجيش الحر وفي المعارك الأخيرة نفسها, ولقد كان عناصر جيش بشار يحتفظون بـ350 أسير في الثكنة نفسها بيد هؤلاء المجرمين, (وكان ضمن هؤلاء الأسرى عدد ممن رفضوا الأوامر بإطلاق النار), فلماذا لم يتوقف هؤلاء عن مناصرة النظام وينشقوا مثل الـ15 جندي الذين انشقوا منهم؟.
وقد قاوم الخونة من عناصر الثكنة  الجيش الحر مدة يومين, وتمت محاكمتهم وأعفي عن ما يقارب 15 ممن ثبتت براءتهم من العقوبة لبراءتهم.
نعم محاكمتهم تمت بدون كراسي وبدون قفص حديدي, ولكن بالحق, وكان العيب الأكبر أن القضاة  لم يكونوا من البعثيين, و للأسف فهم لا يرتشون ولا يأخذون الرواتب, ولكن ألا يكفي وجود قضاة سابقين أو محامين يفهمون القضاء؟وهل هناك لبس في وجوب إعدام هؤلاء المجرمين من أي قاض في عادل في الدنيا؟
إن من ينتقدوننا هم القتلة, سواء كانوا في نظام سورية الذين قتل حتى  الآن أكثر من 30 ألف شهيد.
أم من الغرب! الذين يساوون بيننا وبين النظام في موضوع جرائم الحرب
(أذكر قصة ضابط  فرنسي وكان يعمل سجاناً في سجن جزائري أيام الاحتلال وقد سمعته يحكي على قناة الجزيرة كيف ذبحوا سجيناً وعلقوه بالشجرة لتشم الحيوانات رائحة دمه فتأتي للضحية لتأكل فيصطادونها)
أم ينتقدنا الروس؟

وهم قتلة الشيشان ومحتلّي أفغانستان سابقا ومؤيدي بشار الجزار.
إلى متى علينا أن نرد على القتل بالقبل, وعلى الصاروخ بالوردة!  نحن في ثورة وللثورة ضروراتها العسكرية ومن ضروراتها ردع من يناصر النظام.
إن على الجنود أن ينضموا للجيش الحر, ويكفيهم سنة ونصف من القتل للشعب باسم الأوامر العسكرية التي يخافون من ردّها, ويكفينا أننا كنا في دفاع عسكري فترة طويلة أمامهم وخاصة دفاعاً عن المتظاهرين, ولكل هؤلاء أقول أن عليهم أن يهربوا لخارج سورية, وليس من الضروري أن ينضمّوا للجيش الحر, ولا يوجد من يجبرهم على ذلك, ولو فعلوها لسقط الجيش بأكمله لأنهم قاعدته.
إن من فنون الحرب إخافة الأعداء, نعم: (ترهبون به عدو الله  وعدوكم), وكذلك قتلهم لأن: كل من يقتلني هو عدوّي, ومن يطلق الرصاص والقذائف العشوائية على الشعب ويقتل صديقي أو أخي أو جاري فهو عدوّي.
ولكن هل قتلهم الجيش الحر؟
إنهم لو فعلوها فلهم ذلك, ولكن هل هم فعلوها فعلاً؟
نعم قد تكون إحدى الكتائب تصرفت فردياً لأن الجيش الحر أنكر ذلك.
ولكن ألا يمكن قتل هؤلاء العشرين دون تصوير؟  كي لا نثير الناس علينا؟ و لكن أيضاً هل يردع القصاص بالسر وبدون إعلان!
{وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَاْ أُولِيْ الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} (179) سورة البقرة
إنها حياة الناس الباقين.(لعلكم تتقون) أي تتقون شر الأعداء, وصدق الله وكذب المبطلون والمرجفون.
أيها السياسيون: أنتم لم يحترق قلبكم كما احترقت قلوب الشرفاء الذين يقدمون روحهم للناس من شدّة محبتهم لهم, إنهم يرون القتلى بالرصاص والحرق والقصف من شعبهم الذي أقسموا أن يحموه منذ أن التحقوا بالجيش وهذا وقتهم.
يجب أن نراعي الحق والدقة ونتلافى انتقاد منظمات حقوق الانسان, لكن رضاهم ليس هو الذي سيحقق لنا النصر. ومن الجيد أنهم لم يعرضوا عملية الإعدام.
إن المحكمة والعدل والقصاص، حكموا بقتل هؤلاء المجرمين فقتلوا. وإلى مزابل التاريخ ذهبوا, وعلى من أوجعه قلبه عليهم أن يلحق بهم, ويبشرهم أن الرئيس قادم ليؤنسهم ويعيش معهم.

المصادر: