سوريا- المعَذِبون و المُعَذَبون … و الحل السلمي السياسي

الكاتب : حمزة عماد الدين موسى
التاريخ : ٩ ٢٠١٢ م

المشاهدات : 3379


سوريا- المعَذِبون و المُعَذَبون … و الحل السلمي السياسي

على الحدود السورية و في الطريق منها و إليها قابلت الكثير من النازحين السوريين … لكل لهم قصة عن الرعب بالداخل خصوصا الأيام الأولى للثورة لا تخلو أجساد معظمهم من آثار تعذيب عنيفة لأسابيع أو لأشهر في فروع النظام الأسدي الأمنية …

أغلبيتهم أظهروا أن النظام و جلاديه يعذبونهم لأجل الإرهاب و الترهيب و البعض من الجلادين لأجل المتعة و لكنهم يتشاركون جميعا في "التشفي" بهؤلاء الضحايا…

 

 

بعض الجلادين, تستفزه صلادة و صلابة الضحية , فهو لا يعذب لأجل المعلومات, و بعض الأحيان تتوقف الضحية عن إصدار أنات الألم , فيتمادى الجلاد في التعذيب حتى تدغدغ مسامعه المريضة آنات ألم الضحية المُعذبة… في محاولة لكسر الضحية وتحطيمه نفسيا ...

بعض الجلادين , تستفزه أنات و صرخات الضحايا المعذبين , فيتفنن في التعذيب ويتمادى و لا يتوقف إلا عندما يشعر بالنشوة "المريضة" و يكتفي فيذهب ليستريح و يعود ليتشفي لاحقا  كما شهد بعض الضحايا ..


الجلادين في الفروع الأمنية للنظام المجرم لا ينفكون يبتدعون طرقا أخرى في التعذيب خصوصا بعد أن أخذوا الأوامر بتصفية بعض المعتقلين أو تسليمهم للجيش النظامي الذي تحول إلى ميليشيا طائفيه لتصفيتهم …...


المعذَبٌون الضحايا، تحولوا إلى عسكر مقاومين في الجيش السوري الحر، و بدأت آثار التعذيب القديمة في الفروع الأمنية تمتزج و تخطلط بإصابات أحدث في ساحات المعارك بين رصاص و شظايا ..

التعذيب لم يعد حكرا على الفروع الأمنية بل امتد منذ أكثر من سنة للجيش النظامي الذي تحول إلى مليشيا تستهدف المدنين … التعذيب على أيدي هؤلاء العسكر يجرى وفق سياق أمنى و غالبا ينتهي بذبح او قتل الضحية و يتجاوز التعذيب الجسدي و الإنهاك النفسي إلى الانتهاك الجنسي , و لم يعد يفرق بين المدنين … بل تعامل بعشوائية شديدة ليستثنى الطائفة الوحيدة التي تدعم النظام ..

عشوائية التعذيب قبل الذبح، لا تهدف إلا إلى إرهاب المدنين خصوصا عندما أعلن النظام الطاغي الشعب عدواً ليبدأ قصفه و حصاره و اغتصابه و تعذيبه و استخدام كل الآلات الحربية ضده…

المعذَبٌون الضحايا الآن في قدم المساواة مع جلاديهم المجرمين القتلة معظمهم انضموا للجيش السوري الحر … و لكل منهم قصة عن تجربته في الفروع الأمنية أو في التظاهرات, أول يحمل إرثا لقتيل مُعذب مغدور على أيدي النظام الطاغية … فهل سيقبل هؤلاء الحل السياسي الذي يؤمن الطغاة من القصاص ..

من يشف صدور هؤلاء إذا تم تفعيل الحل "السياسي" ؟؟

خصوصا مع القول السائد المرافق دائما لهذه الحلول تبعا لمن يقترحها " تأمين النظام و تنحى " بشار الأسد و الإبقاء على الجيش العسكري.

من للحساب و من للعقاب ؟؟؟؟

أم هل سيترك هؤلاء الثكلى و اليتامى و الضحايا المغدورين … بدون قصاص لحقوقهم , يكتمون غيظهم و يجرعون مرارا العجز عن أخذ حقوقهم؟؟؟ عندما يتم تفعيل الحل السياسي.

الهدف الرئيسي للحل السياسي , هو تأمين النظام و الإبقاء على الكثير من المجرمين " العملاء " بدون أن يحترقوا بعد أن لاغت أيديهم و أسلحتهم في أجساد و أرواح و نفوس الملايين من المغدورين من الشعب .. فالإطاحة بالعدل الإلهي "القصاص", لا يهدف فقط إلى تدمير الثورة , بل " اختراقها " لاحقا و الانقلاب عليها و الاستعداد لتأمين الكثير من المجرمين القتلة بدون خوف من أن يتم محاسبتهم و عقابهم و القصاص منهم على ما اقترفوه….

 

دعاة الحل السياسي سابقا سواء روسيا، إيران أو أمريكا أو الأمم المتحدة "المجتمع الدولي"، أو لاحقا عندما مرروا الحل للمرسي لتتحمل مصر مسؤولية تمريره للداخل السوري وتسويقه عن طريق المعارضة الخارجية يعرفون جيدا إن الإبقاء على عملاء غير خائفين من القصاص و مأمونون من العقاب أفضل سبيل للإبقاء على ما يمكن إبقاءه من النظام الطائفي… و هم لن يسمحوا بالقصاص أو بأخذ الحقوقي, إلا بالتضحية ببعض الرؤوس للإبقاء على البعض الآخر…

الحل السلمي يسهل تمريره إذا كان النظام الطاغي لم يتجاوز استهداف المدنين في التظاهرات السلمية أمنيا, لم يحرك ضدهم قواته العسكرية ليواجه المظاهرات بالقوة العسكرية, و التي لم يستخدمها ضد العدو الذي يدعى  ممانعته  "كالعاهر المتمنعة كذبا" وهو فعل ما لم يفعله هذا العدو في أعداءه لأكثر من 50 سنه في سنة و نصف فقط…

الحل السياسي، قد يكون إذا لم تكن هناك حرب حقيقية لاتزال تجري ويكون ضحاياها المئات يوميا من النساء والأطفال والمدنين بقصف عنيف جوي ومدفعي … مورس فيه كل أنواع القمع و التعذيب و الإرهاب , النفسي والجسدي والجنسي….

الحل السياسي الآن هو لإنقاذ النظام و الدول التي ترتبط مصالحها بالنظام "إيران وإسرائيل، و أمريكا " و التي لم تجد البديل بعد لهذا النظام ليؤمن حدود الربيبة إسرائيل , لذا يصمت العالم بخزي و مماطلة مستمرة لأكثر من ثمانية عشر شهرا…..

 

الحل الذي اقترحه مرسي: هو صدى اللعبة السياسية الدولية التي انخرط مرسى فيها…. والتي يبررها البعض من المبربراتيه بالقول : إن مرسى يعبر عن " المؤسسة العسكرية المصرية".. والرئاسة المصرية, لكأنما استلم مرسى الوظيفة كامتداد لنظام مبارك لا كنتيجة لثورة…

أيا كانت الإجابة "لماذا تورط مرسى في تصفية الثورة السورية"  فنحن نبرأ مرسى من" العمى " و " البلاهة  السياسية", و"الحمق السياسي"… و لكن كل الإجابات التي تتسرب تجعل من مرسى غير ذا سيادة حقيقية لا ليقيم الوضع فقط .. بل لاتخاذ قرار حقيقي لصالح الثورة السورية…


هل يتحول مرسى إلى أردوغان آخر الذي صرح أمس بأنه سيصلي قريبا في الجامع الأموي بدمشق فرد الكثير من السوريين "ماذا فعلت سيادتك لتستحق هذا الشرف غير الكلام"

وينخرط في إطار العجز ضد الاستجابة لصرخات المفجوعين والجزعين وأنات المعذبين والمقهورين  وشهقات احتضار الأطفال و النساء و الشيوخ ليصبح و يثبت أنه سقط في اختبار الخروج بمصر لإطارها الثوري لتكسب احترامها العالمي ليصبح طرطورا مطرطرا للعبة السياسية الدولية التي تقول "إسرائيل فوق الجميع".. وينشغل جيل المبربراتية" لا المبرراتية" بالتبرير لكل همسة و دخلة حمام لسيادة الرئيس فضلا عن تورطه بالمماطلة والتصفية للثورة السورية؟؟

متى ستوقف عن ما يؤمر أن يفعل و يطلب منه أن يقول ليبدأ في أن يقول ما يريد و ما يجب أن يفعل بدلا من أن يتبربر المطبلاتية بأفعاله ليبرروا ذبح الشعب السوري؟؟

يبدو أيها الرئيس المستجد أنك لم تقرأ المصحف منذ توليت الرئاسة لذا نذكرك بالوضع في سوريا مره أخرى وقول الله تعالى:  "قاتلوهم يعذِّبْهم الله بأيديكم ويُخْزهمْ وينصُرْكمْ عليهم ويَشْفِ صدورَ قوم مؤمنين. ويُذهبْ غيظَ قلوبهم ويتوب الله على من يشاء والله عليمٌ حكيم " (التوبة: 14 - 15)

المصادر: