لماذا تقف روسيا إلى جانب الأسد؟

الكاتب : أخبار الثورة السورية
التاريخ : ١٧ ٢٠١٢ م

المشاهدات : 3200


لماذا تقف روسيا إلى جانب الأسد؟

بينما حذرت الأمم المتحدة أن سوريا بدأت بالانزلاق باتجاه الحرب الأهلية، تستمر روسيا في دعم الرئيس السوري بشار الأسد رغم الإدانات الدولية المتصاعدة لنظامه. يناقش قسطنطين فون أيغيرت المعلق في راديو "كوميرسانت اف ام" في موسكو سبب دعم الكرملين للحكومة السورية.


يفترض محللو السياسة الخارجية أن مبيعات الأسلحة الروسية لسوريا تقف في خلفية الدعم الروسي للنظام السوري (حيث يجري تداول تقارير حول مشتريات أسلحة سورية من روسيا بقيمة 3.5 مليار دولار) بالإضافة إلى القاعدة البحرية الروسية في ميناء طرطوس.
لكن هذا ليس الدافع الوحيد للدعم الروسي، فالموضوع مرتبط بالسياسة الروسية الداخلية أيضاً، والمواضيع التي تشغل الطبقة السياسة  في روسيا.
بالوقوف إلى جانب النظام السوري فإن روسيا تقول للعالم: إن لا الولايات المتحدة ولا أوروبا ولا الأمم المتحدة تملك حق تقرير من يحكم دولة ذات سيادة.
إذا نظرنا إلى الأزمة السورية من هذه الزاوية يمكن فهم الكثير من المواقف الروسية التي لم يكن مغزاها واضحاً.
"السيادة" شيء مقدس:
منذ سقوط الزعيم اليوغوسلافي سلوبودان ميلوشيفيتش عام 2000 وخاصة بعد "الثورة البرتقالية" في أوكرانيا عام 2004 القيادة الروسية مشغولة بفكرة أن الولايات المتحدة وأوروبا "يهندسون" تغيير الحكومات، وهو شيء لا يعتبرونه مقبولاً.
ويبدو أن الرئيس فلاديمير بوتين وطاقمه مقتنعون أن شيئاً كهذا يمكن أن يحدث في روسيا.
لم تقبل الطبقة السياسية في روسيا فكرة "مسؤولية الحماية" التي تهدف إلى فرض قيود على قدرة الأنظمة التعسفية على قمع شعوبها.
"السيادة" تعني في نظر القيادة الروسية صلاحيات غير محدودة للحكومات لأن تفعل ما تشاء داخل حدودها.
منذ العملية العسكرية التي نفذتها قوات حلف شمال الأطلسي (الناتو) في يوغوسلافيا السابقة عام 1999 فقدت موسكو الثقة "الخطاب الإنساني" للحكومات الغربية وترى أنه تمويه للنوايا الحقيقية لتغيير الأنظمة.
وأحيت الأزمة الليبية تلك المخاوف عام 2011. ويرى الكثير من السياسيين الروس وبينهم بوتين قرار الرئيس ديميتري مدفيديف آنذاك الامتناع عن التصويت على قرار فرض الحظر الجوي فوق ليبيا كارثيا.
ويرى بوتين أن تلك الخطوة فتحت الطريق أمام التدخل لصالح أحد طرفي حرب أهلية انتهت بإزاحة العقيد معمر القذافي عن السلطة.
يبدو أن رئيس روسيا "القديم-الجديد" قرر عدم السماح بتكرار ذلك.
ولكن هل تدرك موسكو أن "تحالف راغبين" آخر قد يتشكل لإزاحة الرئيس بشار الأسد بوسائل عسكرية، كما حدث في ليبيا؟
أظن أنها تدرك ذلك، وقد سمعت أحد كبار الدبلوماسيين الروس يقول: "لا نستطيع أن نمنعهم (القوى الغربية وحلفاءها من العرب) من المحاولة، لكننا لن نمنحهم تفويضاً أممياً".
هذا يعني أيضا أن روسيا ستجعل تلك المهمة صعبة بقدر الإمكان.

 

المصدر: أخبار الثورة السورية

المصادر: