صرخةُ مكلومٍ ومفجوعٍ

الكاتب : سعد العثمان
التاريخ : ٢٦ ٢٠١٢ م

المشاهدات : 10203


صرخةُ مكلومٍ ومفجوعٍ

يسطِّر أبطال الجيش الحرِّ البطولة تلو الأخرى، والنِّظام يحثُّ الخطى نحو تحويل الثَّورة إلى مواجهات عسكريَّة خالصة، يعتمد النِّظام الأسلوب الرُّوسيَّ في معالجة التَّمرُّد المسلَّح، والذي يقوم على محاصرة كلِّ منطقة على حدة، وتدميرها وتشريد أهلها، حيث يستفيد من خلال هذه الأعمال ما يلي:


- يدمِّر البيوت، ويعبث بأرزاق النَّاس في تلك المنطقة.
- حصر المواجهة بين قوَّتين، تميل فيها الكفَّة للأفضل تسليحاً.
- يرفع النِّظام معنويات جنده، حيث يتوازى اختراق الحيِّ المدمَّر، مع حملة إعلاميَّة كبيرة، لرفع معنويات مؤيديه.
- تكرار نفس السِّيناريو في كلِّ مكان يقتحمه جند النِّظام، من درعا، إلى الرَّستن، إلى حماة، إلى بابا عمرو، حصارٌ، فتدميرٌ للبيوت، فنفاد للذَّخيرة، فانسحاب الجيش الحرِّ، فالتَّنكيل بالأهالي، وإعدامات جماعيَّة، واغتصاب للحرائر.
هذا السِّيناريو يؤدِّي مع تكراره إلى نفور النَّاس من مواجهات الجيش الحرِّ، لأنَّ النِّهاية بالنِّسبة لهم، نفاذ الذَّخيرة، ثمَّ دخول مجرمي حرب النِّظام.
ما الحل؟!.
بداية، الثُّوار على الأرض هم أدرى بواقعهم، ولكن! لا بأس من رؤية مقترحات مختلف النَّاس، لعلَّه يكون في إحداها وجهة نظر قد تكون جيِّدة.
النِّظام تموِّله موارد دولة، ودول مساندة، والثُّوار لا مورد مستمر لهم، سوى القليل من أهل الخير، والنِّظام يمتلك الأسلحة الثَّقيلة، والمتوسطة، بينما الثُّوار، لا يملكون سوى الأسلحة الفرديَّة، وبعض الأسلحة المتوسطة - إن وجدت -.
ما الذي يحسم الصِّراع؟.
ما يحسم الصِّراع، هو كسر إرادة العدوِّ، فالسِّلاح بلا إرادة عبارة عن خردة متراكمة، ما هو السبيل لكسر الإرادة، مع الاستفادة من الإمكانيَّات البسيطة المتوفِّرة؟.
السُّبل إلى ذلك:
1- استخدام إستراتيجيَّة، كان يستخدمها الثُّوار قبل بابا عمرو، دون أن يعتمدوها أسلوباً مستمرَّاً للصِّراع. الإستراتيجية هي: "ألا نسيِّطر على منطقة، سيطرة كاملة، ولا ندع مجالاً للنِّظام للسَّيطرة على أي منطقة سيطرة كاملة".
فليقم النِّظام، بوضع الحواجز داخل المدن والبلدات، لكنَّه لن ينعم بالهدوء ليلة واحدة، حيث ستقوم مجاميع الجيش الحرِّ، بضرب الحواجز باستمرار. استمرار ضرب الحواجز ونسفها سيرهق الجيش، ويحطِّم معنوياته، ويجعلها في الحضيض، ممَّا يؤدِّي إلى المزيد من الانشقاقات.
2- تقسيم أهداف الثُّوار إلى نوعين من الأهداف:
- أهداف نوعيَّة: وهي وضع قائمة بأهداف مهمَّة يجب استئصالها، مثل: ضباط المخابرات الجويَّة، وقادة الوحدات المختلفة، ولا بدَّ من تخصيص سرايا، عملها فقط ينحصر في التَّخطيط والتَّنفيذ للأهداف النَّوعيَّة.
- أهداف كميَّة: وهي تفجير باصات الشَّبيحة، وتفجير حواجز الجيش، حيث لا بدَّ من تخصيص مجموعات متخصِّصة لهذا النَّوع من الهجومات.
3- لا بدَّ من استمرار المظاهرات، والعمل على اتِّساع رقعتها، ودوامها، حيث إنَّ أهميَّة المظاهرات، لا يقلُّ بأيِّ حال من الأحوال عن العمل المسلح، حيث تؤدِّي المظاهرات ما يلي:
- إنَّ المناداة بأعلى صوت، وبجموع كبيرة، بإسقاط النِّظام، يُذهب أيَّ خوفٍ قد يتراكم نتيجة أفعال النِّظام الإجراميَّة.
- إنَّ المناداة بأعلى صوت، وبجموع كبيرة، بإسقاط النِّظام، يدخل الخوف باستمرار في صفوف أتباع النِّظام، حيث يرون أنَّ الجموع لم تتأثر بالإجرام، وأنَّها ماضية في سبيلها.
- يستطيع النِّظام محاصرة مجموعة مسلحة والقضاء عليها، فترتفع معنوياته، بينما لا يستطيع النِّظام خنق الأصوات التي ترهبه ليل نهار. النِّظام يشعر بضعف حقيقيٍّ أمام إرادة الجموع وهي تهتف بإسقاطه، بينما يشبع غروره عندما يرى آلته تطحن أحياء بأكملها.
- استمرار المظاهرات يبقي الثَّورة مشتعلة، حيث يشارك فيها الطِّفل، والشَّيخ، والمرأة، والرَّجل، بينما حصر الثَّورة بالعمل المسلح، يحصرها في الشَّباب القادر على حمل السِّلاح، وبالتَّالي إمكانيَّة حصار الثَّورة.
أبطال أرض الشَّام الحرَّة:
هذه محاولة ومشاركة، أظنُّكم قد أدركتم أكثر منها بكثير، ولكنَّها محاولة إسهام برأيٍّ قد يفيد، بعد تمحيصه وتطويره، من أصحاب الخبرة، والعمل على الأرض.
وفي النِّهاية لا بدَّ من الوحدة لكافَّة المجاميع المسلحة داخل كلِّ بلدة، أو حيٍّ، أو مدينة، والتَّخطيط يكون من قبل مجلس قيادة للمجاميع، فالوحدة هي بداية الطَّريق، وهي السَّبيل الأسلم لاستغلال كلِّ الطَّاقات وتوظيفها خير توظيف.

المصدر: موقع المسلم 

المصادر: