هذه فرصتكم يا شباب في اقتلاع الطاغوت من البلاد

الكاتب : عبد الله الحريري
التاريخ : ٢٣ ٢٠١٢ م

المشاهدات : 3007


هذه فرصتكم يا شباب في اقتلاع الطاغوت من البلاد

بعد أن كنتم رقماً مهملاً، وكمّاً مُفرعاً من محتواه، وطاقةً تُصرف في سفاسف الأمور، وحوّل النظام الكثير والكثير منكم إلى ميليشيا شبابية حزبية لخدمة الطائفة، وعساكر في مزارع الضباط الأوباش، أو جواسيس في فروع (الخوف) المختلفة، أو أعداد عاطلة عن العمل، أو في ديار المجهر بعد أن أوصد الأبواب في وجوهكم، كل ذلك باسم المقاومة الفارغة، وقاموس العنتريات (المشلّخة).

 


واليوم بفضلٍ من الله ونعمة، وبعد أن نظر إلينا - سبحانه - بعين العطف والرحمة، أصلح الله حالنا، وأصبح شباب اليوم غير شباب الأمس، تحسب لهم الشبيحة ألف حساب!!.
شباب اليوم اكتشف نفسه، ووجد ضالته، وعرف حقيقة النظام، والمكر الذي مارسه عليهم ليل نهار، فخرج من قمقمه، متمرداً على قيوده، واضعاً نصب عينيه إحدى الحسنين: النصر أو الشهادة.
مواهب الشباب تفجرت في شتى الاتجاهات، وفي سائر التخصصات فكان منهم:
- من يُنظّم المظاهرات، ويجمع الطاقات، ويشحن الجماهير لتعلوا حناجرهم بالهتافات، وكان منهم من يصدح بصوته العذب أو الأجشّ -سيان- بأناشيد الحرية، ومواويل العزة والكرامة، من أمثال قاشوش حماة، وساروت حمص، وقواشيش درعا ودمشق، وإدلب، والدير، واللاذقية، والحسكة، وحلب. فقتل منهم الكثير، وذبح آخرون.
- وأطباء متخصصون أو متدربون، وبعضهم بدون تدريب، أنشؤوا عيادات ميدانية، وساهموا في نقل الحقيقة- من أمثال د محمد المحمد- جنباً إلى جنب مع الشباب الإعلاميين.
- وشباب أصبحوا إعلاميين من غير دراسة لفنون الإعلام، من أمثال خالد أبو صلاح، ومصورين مثل الشهيد رامي السيد، ينقلون الحقيقة من تحت القصف والدمار.
- ومجاهدين متطوعين، أو عسكريين من الجيش الحر، وكلهم شباب، أبوا أن يعطوا الدنية في دينهم أو أن يُذّلَ وطنهم. أو أن يبقى مزرعة لآل الجحش.
- وطلاب جامعات، سيروا المظاهرات، في كل الاتجاهات، فسقط منهم الشهيد تلو الشهيد فما وهنوا لما أصابهم ولم يفتروا.
- ومحامين شباب، وقفوا وقفة حق وآووا واعتصموا، ونددوا ووثقوا وحققوا ودافعوا، بعد أن كان دورهم التزوير والدفاع بالباطل.
- وشباب في الخارج يحشد الدعم المادي، والطبي، والإغاثي، والأدبي، ويسير المظاهرات ويعقد المهرجانات، ويتحرك في كل الاتجاهات لمؤازرة أهله وإخوانه ونصرةً لأوطانه.
- وحرائر شابّات تحملن ما يتحمل الشباب من العسف والضيم، فكنّ ردءاً وعوناً ونصيراً لإخوانهن الشباب وسقط منهن قتلى، وكان منهن معتقلات، نسأل الله لهن الستر والحفظ والصون والعفاف.
- لله دركم يا شباب؛ فلقد نصرتم الرسول - صلى الله عليه وسلم - من قبل، وكنتم خير نصير له، ومعظم جيشه شباب، والكثير الكثير من قادته وقادة الفتوح شباب، وكنتم خير خلف -إن شاء الله- لخير سلف، بصنيعكم البطولي في شتى المجالات.
فهذه فرصتكم التي ساقها الله إليكم في التحرر من الظلم والعسف والطغيان والعبودية لغير الله، والانعتاق منها إلى رحابة الإسلام بكل قيمه: في العدل والحرية والمساواة. فلا تعطوا الدنية في دينكم ولا تهنوا لما أصابكم في حمص وإدلب، والمزة، ودرعا، ومضايا، والزبداني؛ {ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون} [آل عمران: 139] إن شاء الله. والصبر الصبر، وإلى مزيد من التعاون والتراحم، والتعاطف، والتلاحم، لعلَّ الله أن يمن علينا بنصره، وهو فاعلٌ ذلك -إن شاء الله- لا محالة: {وكان حقاً علينا نصر المؤمنين} [الروم:47].

المصدر: أرفلون نت

المصادر: