خامنئي: أسدي أكثر من الأسد!!

الكاتب : ياسر سعد الدين
التاريخ : ٣ ٢٠١١ م

المشاهدات : 6044


خامنئي: أسدي أكثر من الأسد!!

للمرة الثانية في أقل من شهر، يطعن المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي في الثورة السورية ويتهمها زيفاً وزرا بأنها من صنيعة أمريكا وإسرائيل، فقد قال خامنئي: "إن الثورة السورية نسخة مزيفة عن الثورات في مصر وتونس واليمن وليبيا"، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن الأحداث التي شهدتها البحرين في ميدان اللؤلؤة حقيقية.

 

 

ففي خطابه الأخير وصف خامنئي الاحتجاجات المستمرة في سوريا بالانحراف، مؤكداً أن إيران لن تدافع عنها. واتهم الولايات المتحدة الأمريكية بصنع هذه النسخة (المزيفة من الثورة السورية) بغية إيجاد خلل في "جبهة الممانعة"- حسب تعبيره-، زاعماً أن فحوى أحداث سوريا تختلف عن مثيلاتها في المنطقة. وأضاف: "أن جوهر الصحوة الإسلامية في بلدان المنطقة معادية لأمريكا والصهيونية إلا أن يد أمريكا في أحداث سوريا مكشوفة بوضوح". وكان خامنئي في مطلع شهر حزيران قد قال: "إن إيران تدعم انتفاضات جميع الشعوب المسلمة باستثناء تلك التي تؤججها (أميركا والصهاينة)"، وأضاف: "في أي مكان يكون فيه التحرك بتحريض من أميركا والصهاينة لن نسانده".
هذه الاتهامات الظالمة والكاذبة والتي يرددها خامنئي لم يجرؤ حتى النظام السوري على ترديدها ولا ذكرها، فلم نسمع لا من بشار ولا من المعلم ولا من غيرهم من يتهم الثوار بهذه التهم الجائرة. الأكاذيب السورية الرسمية توقفت عند وصف التنظيمات المسلحة والجماعات السلفية، وفي الأمر مغازلة ومقاربة للغرب وللولايات المتحدة الأمريكية بشكل خاص بأن العدو مشترك، لا بل إن وليد المعلم ذهب أبعد من ذلك بطلبه مساعدة الأمم المتحدة لسورية في حربها على المتطرفين. وفي خطابه الأخير في جامعة دمشق لم يتطرق بشار الأسد لذكر إسرائيل على الإطلاق، فيما اكتفي وزير خارجيته وليد المعلم في مؤتمره الشهير والذي شطب فيه أوروبا ممن الخارطة بانتقاد دول أوربية في حين لم يتعرض للولايات المتحدة بسوء.
بل إن الإعلام السوري الرسمي احتفى واحتفل بزيارة نائب أمريكي لسورية، فجاء بخبر من موقع وكالة الأنباء السورية: "استقبل السيد الرئيس بشار الأسد صباح اليوم عضو الكونغرس الأميركي النائب دينس كوسينيتش والوفد المرافق له، كما التقى سيادته ظهر اليوم النائب البريطاني عن حزب المحافظين بروكس نيومارك. ووضع الرئيس الأسد النائبين بصورة الأحداث التي تشهدها سورية وخطوات الإصلاح الشامل التي تقوم بها مشدداً على أهمية التمييز بين مطالب الناس المحقة التي تلبيها الدولة عبر المراسيم والقوانين التي أقرت وبين التنظيمات المسلحة التي تستغل هذه المطالب لإثارة الفوضى وزعزعة الاستقرار في البلاد". والخبر يظهر الأسد وكأنه يقدم للنائب الأمريكي تقريراً عن الأحداث سعياً لإرضاء الولايات المتحدة، وبغض النظر عن صحة هذا الاستنتاج من عدمه فإن الأمر يناقض ويخالف ما جاء على لسان خامنئي.
لقد سقطت إيران وحزب الله أخلاقياً ومبدئياً في الاختبار السوري وبشكل فاضح، فالمنطق ضعيف، والكذب فاقع، والمعايير مزدوجة، ومعاناة الشعب السوري وتضحياته لا تستوقف تلك الأطراف ولا تعنيها بشيء.

المصادر: