كتاب ( الجيش والسياسة في سورية )

الكاتب : بشير زين العابدين
التاريخ : ١٢ ٢٠١٦ م

المشاهدات : 8931


كتاب ( الجيش والسياسة في سورية )

يحــاول هــذا البحــث أن يتتبــع جــذور أزمــة العلاقــة بــين مؤســسات الحكــم المــدني والقوات المسلحة السورية خلال الفترة ١٩١٨−٢٠٠٠, وذلك من خـلال الاعـتماد عـلى وثــائق الخارجيــة البريطانيــة والإدارة الأمريكيــة في وزارة خــارجيتهما ومفوضيتهمـــا في دمــشق, وكــذلك الاســتفادة مــن مــذكرات الــسياسيين والعــسكريين الــسوريين الــذين عاصروا مراحـل مختلفـة خـلال هـذه الفـترة; حيـث يحـاول الفـصل الأول تحديـد مكـامن الضعف في بنية الكيان الجمهوري لـدى تأسيـسه, ويتتبـع الفـصل الثـاني جـذور المؤسـسة العسكرية لدى تأسيسها في مرحلة الانتـداب الفرنـسي, ويقـوم الفـصل الثالـث بتوضـيح الخلل الذي انتاب العلاقة بين الحكم المدني والمؤسسة العسكرية عقـب الاسـتقلال, ومـن ثم تعمد الفصول التالية إلى تقصي أسباب الـصراع بـين المـدنيين والعـسكريين ومـا ترتـب على ذلك من نتائج سلبية على بنية الكيان الجمهوري, ويتناول الفـصلان الثـامن والتاسـع مرحلة حكم البعث التي بـدأت عـام ١٩٦٣ واتـسمت باسـتحداث متغـيرات كبـيرة عـلى الصعيد الإيديولوجي, والعودة إلى النمط الفرنسي في التعامل مع الجيش.
ولا بد من التنبيه إلى أن مادة الكتاب غير موجهة لصالح فئة دون غيرها, ولا تـسعى لمهاجمة تيار أو فكر بعينـه, ولكنهـا محاولـة جريئـة للبحـث في عنـاصر أساسـية مـن تركيبـة المجتمع السوري درج الكتاب والباحثون على تجاهلها, وإيثـار الـسلامة عـلى الخـوض في متاهاتها, ولذلك فإنه قد يكون من السهل إساءة فهم مادة الكتاب أو بعض مباحثه.

يقوم البحـث بتنـاول مـسائل الإقليميـة والعـشائرية والطائفيـة كعنـاصر أساسـية في تشكيل بنية المؤسسة العسكرية منذ نـشوئها, واعتبارهـا سـبباً رئيـساً في تـوتر العلاقـة بـين الحكــم المــدني والعــسكري, وبالتــالي تفويــت فــرص كثــيرة لتحقيــق الأمــن والاســتقرار والازدهار. حيث كان من أبرز مكامن الخلل في تطور الكيان الجمهوري هو تفوق الوعي الطائفي لدى الأقليات بخصوصيتها واتخاذها ًحججا للمطالبة بامتيـازات لهـا عـن سـائر أفراد المجتمع, مما يتنافى مع مفهوم المواطنة. وفي مقابلة هذا الوعي كانت الثقافة الرسـمية طوال القرن المنصرم تسعى إلى الحد من مناقشة الفروق بـين الأقليـات ممـا أدى إلى تجهيـل أغلبية المواطنين بهذه القضايا, ونتج عن ذلـك بالـضرورة حـدوث اخـتلال كبـير في تمثيـل الأقليات وفي الدور الذي يتوجب عليها أن تمارسه في الحياة العامة.
وبالنظر إلى التجارب المجاورة للقطر السوري اليوم فإن الدافع الأساسي لهذا العمـل البحثي هو محاولة الوصول إلى أجوبة مقنعة لأسئلة طال طرحها, ولتفـادي وقـوع شروخ يمكن أن تتسبب في تمزيق النسيج الاجتماعي, إلى درجة يمكن أن تعـرض المـواطن لخطـر كبير إذا ما استأثرت أقلية بالسلطة دون غيرها.... 

يشار إلى أن الكتاب صدر قبل انطلاق الثورة السورية 

اضغط هنا لتحميل وتصفح الكتاب

المصادر: