الخطأ في المجال والأدوات

الكاتب : عباس شريفة
التاريخ : ٤ ٢٠١٥ م

المشاهدات : 5264


الخطأ في المجال والأدوات

عندما نتكلم عن التفكر كفريضة غائبة في حياة المسلمين علينا أن نحدد أن غيابها يكون بإجراء الوظيفة في غير محلها أو بغير أدواتها.
الفكر المنفصل عن ثوابت الوحي مقتلة لصاحبه
(إنه فكر وقدر فقتل كيف قدر)
والفكر المهتدي بالوحي نجاة لصاحبه في الأخرة ورشد له في الدنيا (ويتفكرون في خلق السموات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك)
فبناء اليقين على ما جاء به الوحي ضرورة لينطلق العقل إلى التفكير في الخلق ليكتشف نواميس الكون، وليزداد معرفة بالمكون؛ فيحقق المكسب الإيماني والنفع الحضاري.
هنا لا بد أن نحدد المسائل التي لا يمكن أن نصل إليها بالعقل مثل قضية الوجود والغاية منه وما بعد الموت والذات الإلهية وكثير من القضايا الغيبية، فإن إدراك هذه المسائل من شأن الخبر إلصاق الذي يأتي به الوحي.
وقعت الأمة بالمأزق الخطير لما ضيعت المنهج التجريبي لابن حيان والرازي وابن الهيثم الذي هو أساس النهضة الحضارية، واستعاضت عنه بالمنهج الفلسفي الإغريقي الذي يبحث فيما وراء المادة.
والذي يقول عنه شيخ الإسلام ابن تيمية (لا يحتاجه الذكي ولا ينتفع به الغبي) وكان لأصحاب هذا المنهج الوزر الأكبر في إغراق الأمة في الجدل من أمثال الفارابي الرازي بها في حمأة التخلف المادي وجعلها عالة على الحضارة الغربية التي أحسنت الاستفادة من المنهج التجريبي لدى المسلمين.

 

 

صفحة الكاتب على فيسبوك

المصادر: