معركة الجهاد العالمي..أبوبكر البغدادى ضد الظواهرى

الكاتب : التقرير
التاريخ : ٢٨ ٢٠١٤ م

المشاهدات : 3163


معركة الجهاد العالمي..أبوبكر البغدادى ضد الظواهرى

منذ صعود الدولة الإسلامية هذا العام وادعائها الخلافة، كان هناك معركة قيادة وولاء داخل حركة الجهاد العالمي، بين الخليفة أبي بكر البغدادي، وأمير القاعدة أيمن الظواهري؛ إذ يحصل البغدادي على مكاسب ضرورية، في وقت يلعب به الظواهري لعبته الطويلة.

 

عندما أعلن البغدادي استقلاله عن الظواهري بالعمل في سوريا، وثم إعلان نفسه خليفة، لم يكن هناك مفر من أن كليهما سيكون في منافسة لكسب ولاء المجموعات الجهادية على امتداد الوطن الإسلامي، إلا أن الذي يزداد وضوحًا هو أن البغدادي هو الذي يهاجم في هذه المعركة بإرساله مبعوثين سريين للحصول على الدعم وبيعات الولاء من المجموعات الرئيسة المستهدفة.

النجاح الكبير للبغدادي كان بتاريخ العاشر من نوفمبر الجاري، عندما أعلنت مجموعة أنصار بيت المقدس ولاءها للبغدادي. المجموعة ولدت مع الثورة المصرية ونفذت عددًا من الهجمات ضد أهداف مصرية وإسرائيلية في شبه جزيرة سيناء، كما أنها عملت في مدن نهر النيل، بما في ذلك القاهرة.

يقال إن البغدادي أرسل محمد حيدر زمار لإقناع أنصار بيت المقدس بالانضمام للخلافة. الزمار شخصية أسطورية في الدوائر الجهادية. يرجع أصله إلى حلب، قبل أن ينتقل إلى ألمانيا في 1982، حيث أدار وكالة سياحية لدعم الإرهابيين، وفي 1996 سافر إلى أفغانستان ليلتقي بأسامة بن لادن بناء على طلبه. وسافر زمار أكثر من مرة إلى أفغانستان قبل هجمات 9/11، وساعد خلية هامبورج الشهيرة للسفر إلى أفغانستان لترى بن لادن، والتي ضمت محمد عطا وزياد سمير ومروان الشيحي، الطيارين الذين نفذوا العمليات، ورمزي بن الشيبة، المنسق الرئيس للخطة.

زمار رحل إلى سوريا من المغرب بعد التاسع من سبتبمر في ظروف لا تزال غير واضحة، وحكم عليه بالإعدام من قبل حكومة الأسد، واحتجز في سجن حلب المركزي، وكما ورد في شهر آذار، فقد تم تبادل الزمار في صفقة تبادل سجناء مقابل ضباط في الجيش السوري من قبل الثوار.

بحسب تقرير دير شبيجل “مستعمرات الخليفة” الذي نشرته في 18 تشرين الثاني، فإن “الزمار انضم للدولة الإسلامية في الرقة، وأرسله البغدادي ليجند بيت المقدس للخلافة”. شهادات الزمار كمحمي من بن لادن، مع علاقات بخلية هامبورج ساعدته بلا شك في مطالبه. اكتساب الجهاديين المصريين، يسبق الظواهري بخطوة بأخذ زملائه المصريين منه. تسلم الزمار جائزة كبيرة.

حصل البغدادي على ولاء المدينة الليبية درنة في الصحراء العربية، وهي معقل جهادي قوي أصبح أرض تجنيد كبيرة للجهاديين لسنوات. أرسل البغدادي مساعدًا عراقيًا كبيرًا “أبو نبيل الأنباري”، لتأمين إعلان درنة كمحافظة للخلافة على ضفاف البحر الأبيض المتوسط.

مجموعة جزائرية تسمى “جنود الخلافة” انضمت للدولة الإسلامية في أيلول، وأعدمت الرهينة الفرنسي هيرف جورديل في جبال القبائل لتثبت ولائها. يقود هذه المجموعة الزعيم السابق للقاعدة في المغرب الإسلامي “خالد أبو سليمان”. عناصر كبيرة في قاعدة المغرب انضمت له.

الجائزة الكبيرة في الجزائر هي مختار بلمختار، الذي قام بالهجمات في منشأة إن أمناس للغاز الطبيعي، والتي أدت لمقتل 40 أجنبيًا في كانون الثاني 2013. مختار بلمختار لا زال يحافظ على علاقته، ولم ينهها مع الظواهري، ولكن بلا شك فالبغدادي يبحث عن ولائه.

في باكستان، خلية من طالبان تسمى جند الله أعلنت ولائها للدولة الإسلامية، كما ظهرت أفكار الدولة في كراتشي وكشمير. أكثر المجموعات الباكستانية تطرفًا وطائفية ومضادة للشيعة، اسمها جيش جهانجي، يقال إنها على تواصل مع الدولة الإسلامية عن طريق خلاياها في السعودية العربية، مما قد يكون انقلابًا كبيرًا في باكستان لصالح البغدادي في الساحة الخلفية للظواهري.

لم يعلق الظواهري بعد علنًا على البغدادي وادعائه الخلافة، لكنه أعلن المنضم الجديد للقاعدة في شبه القارة الهندية. كان للظواهري تاريخ طويل وسيئ مع سابقي البغدادي في العراق، خصوصًا مع أبي مصعب الزرقاوي، الأردني الذي أوجد ما يسمى الآن بالدولة الإسلامية. كان الظواهري حذرًا في محاولاته الحفاظ على نزاعاته واختلافاته خاصة قدر المستطاع. يتوقع الظواهري أن البغدادي لن يصمد طويلًا، خصوصًا مع هجمات التحالف الذي تقوده أمريكا ضده، فليس هناك داع إذا للعجلة والخلاف مع رجل احتمالية حياته أساسًا ضئيلة.

لا يزال الظواهري يحوز على ولاء معظم القاعدة، خصوصًا القاعدة في الجزيرة العربية وجبهة النصرة في سوريا، ولا تجب الاستهانة بالرجل الكبير المطارد لعقود، مع أنه متراجع أمام صورة فوز البغدادي. البغدادي يبدو فائزًا، وهو أمر جيد دائمًا في منافسة.

بالطبع، إحدى الطرق للفوز بمسابقة ولاء المجاهدين هي أن تكون مهندسًا لهجمة في بلاد الصليبيين نفسها. لا شيء قد يثبت البغدادي أو الظواهري كخليفة حقيقي للشيخ أسامة بن لادن إلا هجمة فريدة في أمريكا.

 

 

ترجمة: التقرير - صحيفة المونيتور

المصادر: