الشهيد مصطفى محمد راتب حشمة

الكاتب :
التاريخ : ٧ ٢٠١٢ م

المشاهدات : 3290


الشهيد مصطفى محمد راتب حشمة

تحت زهر الحرية وفي ثنايا الثورة لابد من وجود ملائكة صغار بدأت الثورة بهم و بشجاعتهم اللامتناهية، شهيدنا رحل للجنة مرفرفاً بجناحيه كالطائر الأبيض الجميل
تخنقني العبرة حين أتحدث عن ملاك كمصطفى عن طفل عرّف العالم بقدره قبل بلوغ سنه
عن قلب كسحابة بيضاء مازالت تحوم في الأفق وتمطر علينا طهرها وحبها بين الحين والآخر، عن جسد بدل أن يكبر وينمو تلاشى وتقطع وتناثر في الأرجاء.

 


أي ألم ستعتصره الكلمات مني هنا ..!
 مصطفى أتعلم يا حبيبي أن اسمك معناه اصطفاء الله لك!!
أتعلم أنك مسمًّى قبل أن تُخلق باسم يدل على اختيار الله لك.
لا تخف فاسمك جميل جدا كجمال روحك البريئة، هو اسم من أسماء سيد الخلق نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- نعم ابتسم لتسحرنا بذاك الثغر الملائكي
عمرك 10 سنوات لست صغيرا يا ملائكي وما المهم في عدد سنينك التي قضيتها في دنيا بالية زائلة أنت كبير عند الله وكبير في نظرنا كبير كحمزة الخطيب كبير كهاجر الخطيب كبير ككل طفل غادرنا إلى الجنان وترك أثرا بقي عمقه في الأعماق ينزف ويكبر.
لا لا تخف نحن لا نبكي على فراقك فهذه دموع الفرحة، والدتك تزفها لك يوميا مرارا وتكرارا، ووالدك يهديك كل وقته بذكراك التي أحب عليه من نفسه، وجدتك (تيته) تهديك دعواتها الطيبة كل ليلة مع دمعات الفرح العميقة نعم أخبروني أنك قلت لها قبل طيرانك للجنة بساعات: (تيته أنا بدي أموت اليوم ... لمين فيني أشفع؟ قوليلي لكم اسم ؟)
ياحبيبي ألم أقل لك بأن الله اختارك من بين كل الأطفال لتكون بقربه لتكون عصفورا في الجنة.
أتحب العصافير، رآئع وها قد أصبحت واحدا منهم بل أجمل منهم
كل همك من ستشفع له لا تخف حبيبي ستشفع بإذن الله لعدد كبير من أحبابك وأصدقائك
فلا تهتم.
أخبرني أصحيح أنك طرت للجنة لحظة لعبك مع رفاقك في ساحة طريق الثورة في مدينة الوعر يوم 14/11/2012 ! ؟ قص لي ما جرى.
كنت تلعب مع رفاقك كرة القدم دائما وقت العصر هذا وقتكم المحدد، وأتى شبيحة النظام واشعلوا انفجارا هائلاً ولحظتها أنت طرت في السماء مع أربعه من رفاقك.
أأعجبك طيرانك للجنة يا صغيري!
نعم كان (بياخد العقل) جميل أنت تستحق ذلك يا ملاكي
حسنا الآن العب ما شئت في الجنة ولا تخف لن يؤذيك أحد من هؤلاء الوحوش البشرية
هنا يا صغيري قد شيعوك مع رفاقك قد زفوك فرحين بك أنك في الجنة.
لماذا جسدك صغير هكذا وكأنه ناقص لا ترتعب، حبيبي، عندما طرت للجنة طارت أجزاء من جسدك ولكن لا تقلق ولا تهتم بها فالله سيرزقك جسدا أجمل وأقوى.
أما جسدك هذا فقد حفظناه في حفرة في التراب أسميناها قبر الشبل البطل (مصطفى راتب حشمة)
اللهم ارزق قلب والديك الصبر على فراقك، وارزقهم شفاعتك لهم يوم القيامة.
حسنا هذا هو مصطفى أي براءة أي طهر أي جمال يملكه قلبه؟
وأي فجيعة وأي مصيبة وأي حزن قد سكن قلب والديه؟
اللهم افرح قلبهما بنصر قريب.

 

 

قصص شهداء الثورة السورية

المصادر: