وثيقة الخيانة

الكاتب : مجاهد بن حامد الرفاعي
التاريخ : ٢ ٢٠١٢ م

المشاهدات : 15314


وثيقة الخيانة

''' وثيقة الخيانه '''  هي الوثيقة التي رفعها زعماء الطائفة العلوية في سورية إلى رئيس الحكومة الفرنسية آنذاك ليون بلوم .. وهي محفوظة تحت الرقم 3547 بتاريخ 15 يونيو / حزيران عام 1926 في سجلات وزارة الخارجية الفرنسية ، وفي سجلات الحزب الاشتراكي الفرنسي .. وكان أبرز الموقعين عليها سليمان الوحش والد حافظ الأسد  ، وجد ( بشار الأسد ) .. ويطالب في هذه الوثيقة زعماء الطائفة العلوية في سورية (فرنسا) بعدم الرحيل عن سورية وعدم منحها الاستقلال ..

 

 

وقد تحدث عن هذه الوثيقة أثناء مداولات مجلس الأمن بشأن اللاجئين السوريين.. المندوب الفرنسي في الأمم المتحدة.. وزير خارجية فرنسا ( لوران فابيوس ).. وهو يخاطب المندوب السوري بشار الجعفري  قائلا:

"بما أنك تحدثت عن فترة الاحتلال الفرنسي.. فمن واجبي أن أذكرك بأن جد رئيسكم الأسد طالب فرنسا بعدم الرحيل عن سوريا وعدم منحها الاستقلال  وذلك بموجب وثيقة رسمية وقع عليها ومحفوظة في وزارة الخارجية الفرنسية ، وإن أحببت أعطيك نسخة عنها ".

وتقول هذه الوثيقة التي ارسلت الى رئيس وزراء فرنسا بتلك الايام بمناسبة المفاوضات الجارية بين فرنسا وسورية نتشرّف نحن زعماء ووجهاء الطائفة العلويّة في سورية أن نلفت نظركم ونظر حزبكم (الحزب الاشتراكي) إلى النقاط التالية :

 

  1.  إن الشعب العلوي الذي حافظ على استقلاله سنة فسنة بكثير من الغيرة والتضحيات الكبيرة في النفوس هو شعب يختلف بمعتقداته الدينية وعاداته وتاريخه عن الشعب المسلم. ولم يحدث في يوم من الأيام أن خضع لسلطة مدن الداخل.
  2.  إن الشعب العلوي يرفض أن يُلحَق بسورية المسلمة ، لأن الدين الإسلامي يُعتبر دين الدولة الرسمي ، والشعب العلوي بالنسبة إلى الدين الإسلامي يُعتبر كافراً. لذا نلفت نظركم إلى ما ينتظر العلويين من مصير مخيف وفظيع في حالة إرغامهم على الالتحاق بسورية عندما تتخلّص من مراقبة الانتداب ويصبح بإمكانها أن تطبّق القوانين والأنظمة المستمدّة من دينها.
  3.  إن منح سورية استقلالها وإلغاء الانتداب يؤلّفان مثلاً طيّباً للمبادئ الاشتراكية في سورية إلاّ أن الاستقلال المطلق يعني سيطرة بعض العائلات المسلمة على الشعب العلويّ في كيليكيا وإسكندرون وجبال النصيريّة. إن وجود برلمان وحكومة دستورية لا يظهر الحريّة الفردية. إن هذا الحكم البرلماني عبارة عن مظاهر كاذبة ليس لها أية قيمة ، بل ويخفي في الحقيقة نظاماً مردّه التعصب الديني على الأقليات ، فهل يريد القادة الفرنسيون أن يسلطوا المسلمين على الشعب العلوي ليلقوه في أحضان البؤس؟
  4.  إن روح الحقد والتعصب التي برزت جذورها في صدر المسلمين العرب نحو كل ما هو غير مسلم هي روح يغذيها الدين الإسلامي على الدوام.
  5. فليس هناك أمل في أن تتبدل الوضعية ، لذلك فإن الأقليات في سورية تصبح في حالة إلغاء الانتداب معرّضة لخطر الموت والفناء، بغض النظر عن كون هذا الإلغاء يقضي على حريّة الفكر والمعتقد. إننا نلمس اليوم كيف أن مواطني دمشق المسلمين يُرغمون اليهود القاطنين بين ظهرانيهم على توقيع وثيقة يتعهدون بها بعدم إرسال المواد الغذائية إلى إخوانهم اليهود المنكوبين في فلسطين هي أقوى الأدلة الواضحة الملموسة على عنف القضية الدينية التي عند العرب المسلمين لكل من لا ينتمي إلى الإسلام ، فإن أولئك اليهود الطيّبين الذين جاؤوا إلى العرب والمسلمين لكل مَن لا ينتمي إلى الإسلام بالحضارة والسلام ونثروا فوق أرض فلسطين الذهب والرّفاه (حرفياً) ولم يوقعوا الأذى بأحد ولم يأخذوا شيئاً بالقوّة  ومع ذلك أعلن المسلمون ضدهم الحرب المقدّسة ولم يجدوا ضيراً في أن يذبحوا أطفالهم ونساءهم بالرغم من وجود إنكلترا في فلسطين وفرنسا في سورية ، لذلك فإن مصيراً أسود ينتظر اليهود والأقليات الأخرى في حالة إلغاء الانتداب وتوحيد سورية مسلمة مع فلسطين المسلمة ، هذا التوحيد هو الهدف الأعلى للعربي المسلم.
  6.  إننا نقدّر نبل الشعور الذي يحملكم على الدفاع عن الشعب السوري وعلى الرغبة في تحقيق الاستقلال ، ولكن سورية لا تزال في الوقت الحاضر بعيدة عن الهدف الشريف الذي تسعون به لأنها لا تزال خاضعة لروح الإقطاعية الدينية ، ولا نظن أن الحكومة الفرنسية والحزب الاشتراكي الفرنسي يقبلون أن يضع السوريون استقلالاً يكون معناه عند تطبيقه استعباد الشعب العلوي بتعريض الأقليات لخطر الموت والفناء. أما طلب السوريين بضم الشعب العلوي إلى سورية فمن المستحيل أن تقبلوا به أو توافقوا عليه لأن مبادئكم النبيلة إذا كانت تريد فكرة الحريّة ، فلا يمكنها أن تقبل أن يسعى شعب إلى خنق حريّة شعب آخر لإرغامه على الانضمام إليه.
  7.  قد ترون أن من الممكن تأمين حقوق العلويين والأقليات بنصوص المعاهدة أما نحن فنؤكد لكم أن ليس للمعاهدات أية قيمة أزاء العقلية الإسلامية في سورية. وهكذا استطعنا أن نلمس في المعاهدة التي عقدتها إنكلترا مع العراق التي تمنع العراقيين من ذبح الأشوريين الزيديين.
  8.  إن الشعب العلوي الذي نمثله نحن المجتمعين والموقعين على هذه المذكرة نستصرخ الحكومة الفرنسية والحزب الاشتراكي ويسألها ضماناً لحريّته واستقلاله ضمن نطاق محيطه الصغير ويضع بين أيدي الزعماء الفرنسيين الاشتراكيين وهو واثق من أنه وجد لديهم سنداً قويّاً لشعب مخلص صديق قدّم لفرنسا خدمات عظيمة مهدد بالموت والفناء.

 

الموقعون :
• سليمان الوحش  .. والد ( حافظ الأسد ) وجد ( بشار الأسد ) 
• عزيز آغا الهوّاش
• محمود آغا جديد     
• محمد بك جنيد
• سليمان المرشد ( الذي ادعى الألوهية .. وأعدمه الحكم الوطني  ..  في عهد حكومة صبري العسلي )
المصدر                                                                                                                                                                                                            المجلد الثاني من موسوعة : سورية .. ثورة وطن
 

المصادر: