صبراً حماة!

الكاتب : أبو عبيدة الحموي
التاريخ : ٢٢ ٢٠١٢ م

المشاهدات : 2684


صبراً حماة!

يمّم فؤادكَ شطرَ هاتيكَ الحمى *** مستلهماً شوقَ المحبِّ إلى حَما
قد أذّن الداعي لوصلكَ فلتُقِمْ *** فرْضَ الوصالِ ولبِّ فيها مُحرِما
فإذا وطئتَ ترابها فارفقْ به *** فثرى حماةَ روتْهُ أنهارُ الدّما
غدر الطغاةُ بأهلها في ليلةٍ *** أضحى الزمانُ لأجلها متألما
واسأل مياهُ النهر فيما عاصرتْ *** هل شاهدتْ يوماً أشدَّ وأعظما
فلعلها تُفضي إليك بقصّةٍ *** كيف استحالتْ بعد مقتلهم دما
واسمع أنيناً لم يزلْ متردّداً *** في رجع أصواتِ الصّدى متظلّما
كم من صغيرٍ لم تجد صرخاتُه *** قلباً عطوفاً عند منْ قد أجرَما
كم من فتاةٍ بالحياء تسترتْ *** لكنّما الباغي استباحَ مُحرَّما
كم من عجوزٍ تمتمتْ بتوسلٍ *** كيما تلاقي رأفةً وترحُّما
كم من شهيدٍ قد طوتهُ يدُ الرّدى *** لكنه بالذكر فاقَ الأنجُما
واسأل نواعيراً تخضّب لونها *** بدماء من لله روحاً قدّما
مرت سنونٌ والجراحُ تعاقبتْ *** جيلاً فجيلاً لا يطيقُ تبسّما
ألمٌ يجاهد نفسه كي لا يُرى *** في وجه حمويٍّ.. وحزنٌ خيّما
إن كان حافظُ قد أبادَ مدينةً *** أو كان رفعتُ بالسرايا هدّما
فاليوم قد نبتتْ براعمُ جُرحنا *** شجراً بها الزّقومُ مراً علقما
جاء الحسابُ فيا طغاةُ تأهّبوا *** الشعبُ ثار على الهوانِ وأقسما
سينالُ كلّ الظالمين جزاءهم *** ما عاد شعبي للأسى مُستسلما
وسيهنأ الشهداءُ فوقَ هنائهم *** ويكونُ مجداً للشعوب وبلسما
صبراً حماةُ فإن نصراً قد دنا *** لربوع شامٍ يرتوي منه الظما
فالشام فخرٌ للفضائلِ كلها *** أوصى الرسولُ بأهلها وتوسّما

المصادر: