بيان رابطة العلماء السوريين حول تفجيرات دمشق

الكاتب : رابطة العلماء السوريين
التاريخ : ٢٦ ٢٠١١ م

المشاهدات : 3486


بيان رابطة العلماء السوريين حول تفجيرات دمشق

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين، وعلى آله الأكرمين، ورضي الله عن صحبه أجمعين، وبعد:
فإن رابطة العلماء السوريين تعزِّي شعبنا السوري الحر الكريم بسقوط الشهداء من أبنائه الأبرار، وتستنكر كل عمل إجرامي إرهابي يستهدف إزهاق الأرواح البريئة، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق.


وفي تحليل هذا الحدث الخطير ذي الأبعاد المكشوفة المفضوحة نقول:
حقاً إن النظام السوري نظام خبيث ماكر، أتقن فنَّ الدهاء والكذب والمراوغة واللعب على الحبال، وحقاً ما قاله - صلى الله عليه وسلم -: ((إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى: إذا لم تستح فاصنع ما شئت)). نصف قرن يمارس هذا النظام خداع شعبه وأمته والعالم كله، ونشهد أن زبانية هذا النظام أتقنوا فن الخداع والتضليل، ويشاء الله - سبحانه - وبحكمته البالغة أن يُعرِّيهم على حقيقتهم، ويكشف زيفهم، ويبطل كيدهم ومكرهم؛ {وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الجِبَالُ} [إبراهيم: 46]، {وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللهُ وَاللهُ خَيْرُ المَاكِرِينَ} [الأنفال: 30].
لقد أضحى العالم كله يعرف أن الإعلام السوري كاذب، وأن المسؤولين السوريين مراوغون... وكانت الطامَّة الكبرى حين عرض وليد المعلم وزير خارجية النظام شريط فيديو مزعوم لإرهابيين في الثورة السورية، يمارسون القتل البشع، ويُمثِّلون بجثث الضحايا، وسرعان ما فضحه الله حين ذكَّره الإعلام اللبناني أن شريط الفيديو هذا لمقاتلين في لبنان أيام أحداث نهر البارد، وفيديو لمصري قتل أسرة في لبنان، فأخزى الله المعلم وأبان كذبه وأذلَّه، واليوم تأتي الطامَّة الثانية حين رتَّب النظام وجهاز أمنه عملية فاشلة مفضوحة غبيَّة استقبل بها لجنة الجامعة العربية التي جاءت لتقصِّي الحقائق، أراد بها تخويفهم وإرهابهم حتى لا يقتربوا من أوكار الظلم، وأقبية التعذيب المُسمَّاة فروع المخابرات، وقد صرَّح وليد المعلم وبغباء عجيب بهذه الجريمة حين قال قبل أيام معدودة في مؤتمره الصحفي: "إنَّ أيَّ عمل إرهابي مسلح أمام المراقبين الدوليين لن يكون إحراجاً لنا! بل سوف يزيد من مصداقيتنا بوجود العصابات المسلحة"! يكاد المريب أن يقول خذوني! أي إرهاص هذا؟ وأي علم مزعوم بالغيب هذا؟ بالتأكيد إنها لجريمة محبوكة ومعد لها مسبقاً ولكنها غبية، زادت من فضح النظام السوري.
وفي يوم التفجير يقول معاون المعلم في نفس السياق: "إن الانفجار يؤكد مقولات الحكومة: إن الاضطرابات في سوريا هي نتيجة أعمال إرهابية"!! وإذن فالمسؤولان السوريان يعلمان أن مقولات الحكومة السورية: هي محل شك وتكذيب، فتأتي هذه العملية الإرهابية المصطنعة من أجل أن يصدق العالم أن سورية ضحية الإرهاب! وأنها ضحية القاعدة!.
ومن حقنا أن نوجه الأسئلة التالية:
ـ كيف اكتشفوا بسرعة عجيبة أن الذين قاموا بالعملية هم عناصر من القاعدة، وأنها مؤامرة أمريكية إسرائيلية، وبتدبير من المجلس الوطني، وذلك قبل إجراء أي تحقيق؟
ـ كيف ألقوا بسرعة عجيبة القبض على أحد منفذي العملية بعد ساعة فقط من التفجير بينما لم يكتشفوا أحداً من العناصر الإرهابية منذ تسعة أشهر؟!
ـ لماذا قاموا بعملية التشويش على بعض القنوات الفضائية المعروفة بمتابعة أحداث الثورة السورية؟
ـ لماذا قاموا بتزوير موقع الكتروني ونسبوه للإخوان المسلمين بقصد تزوير الحقيقة وحتى ينسبوا إليهم عملية التفجير؟!
ـ بماذا نفسر عدم ظهور أي أثر للتفجير على المباني المحيطة بمنطقة التفجير؟
ـ التفجير كان بالدور الأول فلماذا كان الدور الأخير يشتعل؟
وأسئلة أخرى تطرحها رابطة العلماء السوريين أمام نظر الصحافة والإعلام، وأمام الجامعة العربية والمنظمات الدولية، ليدركوا أي نظام مجرم قاتل ابتُلي به شعبنا السوري البطل؟ وإن حادثة التفجير المفبركة هذه ما افتعلها النظام إلا للتغطية على المجازر الوحشية التي ارتكبها في جبل الزاوية وإدلب وسائر المناطق السورية، حيث سقط شهداء أبرار كثيرون - رحمهم الله تعالى ورحم الله كل الشهداء على أرضنا الحبيبة-.
اللهم عليك بالظالمين فإنهم لا يعجزونك. اللهم أذَّلهم، وافضح خيانتهم، واخضد شوكتهم، فأنت القوي العزيز المنتقم الجبار.


رابطة العلماء السوريين
التاريخ: 30-1-1433هـ الموافق: 25-12-2011م
 

المصادر: