علمتنا بدر أننا نحب الفوز السهل {وتَوَدّون أنّ غير ذات الشوكة تكون لكم} وأن الله يختار لنا ما يراه خيراً لنا ولدينه وأمته. رضينا ربنا ولك الحمد.

علمتنا بدر أنه ليس لفصيل أو قائد أن يفرض على جنده وقومه معركةً هم لها كارهون، فإن رسول الله عليه صلاة الله وسلامه استشارهم ثلاثاً ولم يذهب إلى المعركة حتى وافقوه راضين مطمئنين.

علمتنا بدر أن من حق الجند على قائدهم أن يسمع رأيهم ويلتزم بصوابه ولا يُلقي بهم في عين الخطر. قال الصحابي: ليس هذا بمنزل، فوافقه رسول الله صلى الله عليه وسلم وبدّل المنزل.

علمتنا بدر أن قوة الأرض وحدها لا تكفي، لا بد معها من قوة السماء. قال الراوي: ثم أصابنا من الليل طَشّ من مطر، فانطلقنا تحت الشجر والحَجَف (الحجفة=الترس) نستظل تحتها من المطر وبات رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو ربه.

علمتنا بدر أن الناصر هو الله: {ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة} {فلم تقتلوهم ولكن الله قتلهم وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى} فإذا طلبتم النصر -يا أيها الناس- فاطلبوه من الله لا من سواه.

علمتنا بدر أن الإيمان وحده لا يحقق النصر وأن الإعداد وحده لا يحقق النصر، وأن اجتماعهما معاً يحقق النصر بأمر الله. الإيمان بلا عمل تواكل مذموم.

علمتنا بدر أن النصر يأتي من حيث لا نحتسب. خرج النبي والمسلمون للعير فنالوا النفير، خرجوا من أجل مال يزول فظفروا بأعظم انتصار في تاريخ الإسلام.

 الزلزال السوري