كفاح آخر أطباء حلب.. الجراحون يجرون يومياً 10 عمليات ونقل الجرحى أشبه بـ"الانتحار"

الكاتب : الشرق الأوسط
التاريخ : ٢٢ ٢٠١٦ م

المشاهدات : 3847


كفاح آخر أطباء حلب.. الجراحون يجرون يومياً 10 عمليات ونقل الجرحى أشبه بـ

تعمل الكوادر الطبية المتبقية في مناطق المعارضة السورية بحلب لساعات طويلة، سيما بعد استهداف قوات نظام الأسد لمشفى القدس وقتله للكادر الطبي من جهة، وتصاعد الحملة العسكرية على المدينة وريفها من جهة أخرى.

زاهد قاطرجي (29 عاماً) والمعروف في مدينة حلب شمال سورية بـ"حمزة الخطيب" أنهى 240 ساعة من العمل الإغاثي المتواصل في مشفى "القدس" الذي يديره في المنطقة الشرقية الخاضعة لسيطرة المعارضة، ويشعر القطاع الطبي في حلب بالضغوط التي زادها تحول طريق الكاستيلو المعبر الوحيد باتجاه الريف الحلبي وتركيا إلى ما يشبه "طريق الموت"، نتيجة استهدافه طوال ساعات اليوم بطيران ومدافع النظام، ما حدّ تلقائيا من عمليات نقل الجرحى إلى المستشفيات الحدودية.
تحديات غير مسبوقة:
وبحسب الدكتور قاطرجي المتأهل وله طفلة تبلغ من العمر 5 أشهر، فقد صرح لصحيفة "الشرق الأوسط (link is external)"، الثلاثاء، متحدثاً عن تحديات غير مسبوقة يواجهها في الآونة الأخيرة وزملاؤه الأطباء العاملون في المنطقة الخاضعة لسيطرة المعارضة في حلب، والذين لا يتخطى عددهم الـ35، وقال إنهم "باتوا يلجأون لبتر الأطراف المصابة إذا كان احتمال نجاح عملية وصل الشرايين بهذه الأطراف ضعيفاً"، لافتا إلى أنّه "خلاف ذلك نعرّض حياة المريض ومرافقه وسائق سيارة الإسعاف ومساعده وبالتالي ما مجمله 4 أشخاص، للخطر، باعتبارهم مضطرين لسلوك طريق الكاستيلو والذي باتت عملية سلوكه أشبه بالإقدام على الانتحار".
ويحاول 3 أطباء يعملون في المدينة ومنذ أيام العودة إلى داخل حلب عبر الطريق المذكور من دون أن ينجحوا بمهمتهم، حتى إنّهم تعرضوا للاستهداف ما أدّى لاحتراق السيارة التي كانت تقلهم من دون أن يصابوا بأذى، وتعمل في المنطقة الشرقية لحلب 8 مستشفيات تم استهداف القسم الأكبر منها وآخرها مستشفيات الحكيم والبيان وعمر، ما دفع القيمين عليها لنقل غرف العمليات إلى طوابق تم بناؤها تحت الأرض لتأمين حماية المرضى والمصابين والذين يصرون على أطبائهم على مغادرة المشفى بعد ساعات من وصولهم كونهم يعتبرونها نقاطاً معرضة أكثر من غيرها للقصف.
ويشير قاطرجي إلى وجود شاحنتي أجهزة طبية متجهة إلى مشفى "القدس"، الذي تدعمه "منظمة أطباء بلا حدود" منذ عام 2012 غير قادرة على الدخول إلى المدينة عبر الكاستيلو ما يجعل حياة العشرات بخطر، بعدما تم تدمير قسم كبير من هذه الأجهزة في القصف الذي تعرض له المشفى في نهاية أبريل/ نيسان الماضي، وأدّى لمقتل الطبيب وسيم معاذ آخر أطباء الأطفال في حلب. وأضاف قاطرجي: "نحن نخوض يوميا لعبة حظ مع الموت فإما ننجو أو نموت".
أحوال الأطباء:
وبحسب صحيفة "لوموند" الفرنسية التي أعدّت الأسبوع الماضي تقريراً عن أحوال أطباء حلب، هناك نحو أربعين طبيبا ًمستمرون في عملهم في المنطقة التي تسيطر عليها المعارضة، لافتة إلى أن هؤلاء يقومون بـ"دور استثنائي" وأنّهم أشبه بـ"أعمدة المقاومة" هناك.
ووفقًا للطبيب الفرنسي رافائيل بيتي الذي زار حلب 15 مرة منذ عام 2011، ففي المدينة "أطباء سوريون يكتبون صفحة جديدة لهم في تاريخ الطب"، ويقول قاطرجي إن الجراح الواحد يجري نحو 10 عمليات يومياً، "وهو رقم كبير جداً لا يمكن للطبيب تحمله لفترة طويلة، ما يُهدد صمود الكادر الطبي في حلب الذي يعمل لساعات طويلة من دون استراحة"، مؤكدا عدم وجود أي جهاز طبي دولي داخل المدينة يُساند الطواقم السورية المنهكة.
وكانت "أطباء بلا حدود" أعلنت في 3 يونيو/ حزيران الجاري إعادة فتح مستشفى "السلامة" التابع لها والواقع في منطقة أعزاز عند الحدود مع تركيا، للحالات الطارئة والجراحية بعدما كانت قد سحبت كل طواقمها من سورية في عام 2014 على خلفية اختطاف 5 موظفين تابعين لها شمال البلاد.

المصادر: