الرقة.. لؤلؤة بادية الشام

الكاتب : أسرة التحرير
التاريخ : ٢٩ ٢٠١٧ م

المشاهدات : 5892


الرقة.. لؤلؤة بادية الشام

الاسم والمنشأ:

أنشئت الرقة عام 244 أو 242 قبل الميلاد وسميت في البداية كالينيكوس، نسبة إلى سلوقس الأول، مؤسس المدينة، الذي كان يعرف أيضاً بهذا الاسم (ويقول البعض أن الاسم يعود إلى الفيلسوف اليوناني كالينيكوس الذي يعتقد أنّه توفي في الرقة). في العصر البيزنطي، كانت المدينة مركزاً اقتصادياً وعسكرياً. في 639 فتحتها الجيوش العربية الإسلامية وتحولت تسميتها إلى الرقة وتعني في اللغة الصخرة المسطّحة.
تاريخ الرقة:
في عام 772 بدأ الخليفة العباسي المنصور ببناء عاصمة صيفية للدولة العباسية بالقرب من الرقة، سميت الرافقة. بنيت المدينة الجديدة بشكل حدوة فرس على الطراز المعماري لبغداد، وسرعان ما اندمجت مع الرقة. بين عامي 796 و808 استعمل الخليفة العباسي هارون الرشيد الرقة عاصمة له أيضاً، وأصبحت المدينة مركزاً علمياً وثقافياً هاماً. في الرقة عاش وتعلم الفلكي العربي الشهير البتاني (858-9299). في عام 1258 دمر المغول الرقة كما فعلوا ببغداد.
مدن الرقة:
من أشهر مدن الرقة:
مدينة الطبقة:
مدينة جديدة أنشئت بعد بناء سد الفرات وتقع على الضفة اليمنى لنهر الفرات مجاورة للسد المسمى باسمها على النهر المذكور، تبعد 55 كم عن مدينة الرقة باتجاه الغرب وعن مدينة حلب 150كم باتجاه الشرق. ارتبطت تسميتها بثورة الثامن من آذار، وهي تقوم مقام قرية بسيطة تدعى الطبقة، وتقع في المكان المشرف على بناء السد ومحطة التوليد وبحيرة الأسد وقلعة جعبر، وتضم القواعد والمنشآت الإنتاجية اللازمة لاستثمار السد ومشاريع استصلاح الأراضي، ويبلغ عدد سكانها حوالي 84.000 نسمة. وتمتاز بموقعها السياحي الجميل وشوارعها المنتظمة وحدائقها الملتفة وبالمساحات الخضراء التي تغطي امتدادها، وقسمت إلى ثلاثة أحياء أساسية يحتوي كل حي على المرافق الاجتماعية اللازمة والمدارس والمستوصفات والأسواق التجارية والنوادي الصيفية والشتوية وقصر الثقافة وما يضمه من مسرح وقاعات ومكتبة، إنها المدينة الوحيدة في القطر التي تعود ملكيتها للدولة.
آثار الرقة:
يوجد في محافظة الرقة العديد من الآثار الهامة ومنها :
باب بغداد: هو من أهم الآثار التي ما زالت قائمة في سورية، ويقع في الزاوية الجنوبية الشرقية على السور الخارجي وعرض الواجهة 7.57م بارتفاع 5.20م محاذياً لبرج متصل بالسور.
قصر البنات: يقع في الجهة الشرقية الجنوبية من الرافقة وضمن أسوارها، لم يبق منه إلا الأطلال الضخمة، يعود إلى القرن الثاني عشر، يتألف هذا القصر من باحة مركزية تطل عليها أواوين أربعة ويفتح في الجنوب مدخل رئيسي يقابله في أقصى الشمال صالة خلفها حجرة وإلى جانبيها حجرتان، وتطل الصالة على باحة ورواقين، ويمتد القصر شرقاً وغرباً تحت الشوارع القائمة ولم تكتمل عمليات الكشف لهذا السبب. لقد أصبح القصر واضح المعالم بعد أن أعيدت الجدران والفتحات والأروقة إلى وضعها الأصلي.
قصور الرقة: على بعد ثلاثة كيلو مترات وفي الشمال من باب بغداد تم الكشف عن آثار ثلاثة قصور، اطلق على أحد هذه القصور اسم قصر المعتصم 219ـ228هـ/833 ـ 842 م، وهو قصر كبير المساحة يبلغ طوله /168/ متراً وعرضه /74/ متراً، وفي  الجهة الشمالية يقع مدخله الرئيسي المؤلف من ثلاثة أبواب مدعمة بأبراج نصف دائرية، ويتقدم القصر حديقة كبيرة تقع في القسم الشمالي من القصر.
أسوار الرافقة: شيدت أسوار الرافقة بالآجر بشكل مضاعف فهي مؤلفة من السور الداخلي وحوله السور الخارجي وبينهما الفصيل، ويحيط بالسور الخارجي الخندق عند الضلع الجنوبي الذي كان محاذياً للنهر. يبلغ طول السور 5كم ويحصر مساحة من الأرض تقارب 1,5مليون م2 وهو مدعم بالأبراج على امتداده، ويبلغ محيط كل برج 15- 16م. ولقد أعيد إنشاء باقي الأبراج في عام 1975من قبل مديرية الآثار.
متحف الرقة: في عام 1981 تم افتتاح متحف الرقة الأثري والشعبي في بناء السرايا القديم، وكان معداً للهدم فقامت المديرية العامة للآثار والمتاحف بإيقاف هدمه وترميمه وإعداده ليكون متحفاً يضم آثار محافظة الرقة التي تم الكشف عنها بجهود مجموعات من المنقبين العالميين والمحليين.
قصر هرقلة: قصر هرقلة أو قصر هرقله هو قصر من قصور الرقة في سورية، ويقع على بعد 6 كيلو متر من مدينة الرقة الواقعة على نهر الفرات، أنشئ القصر تخليدا لذكرى الانتصار الكبير على الروم وفتح وتحرير مدينة هرقلة. يقع هذا القصر في الجهة الغربية من مدينة الرقة وعلى بعد 7كم ولقد أنشأه هارون الرشيد بعد أن فتح مدينة هرقلة منتصراً على نقفور. وبناء هذا القصر غريب متميز، وقد لا يكون قصراً بل آبدة تذكارية. أضلاعه الثلاثة أواوين تنفتح نحو الخارج قبالة أربع بوابات كبيرة تتوضع على سور دائري.
قلعة جعبر: تقع في منطقة الجزيرة السورية على الضفة اليسرى لنهر الفرات على بعد خمسين كيلو متراً من الرقة. وتقوم القلعة على هضبة مشرفة على بحيرة الأسد 1974. وهي قلعة ذات سورين يضمان عدداً من الأبراج تزيد عن خمسة وثلاثين برجاً، بعضها مضلع والبعض نصف دائري. وأكثرها مهدم أو زائل. وفي وسط القلعة مسجد بقي منه مئذنة. وتضم أيضاً عدداً من المباني لم يبق إلا أثرها.(3)تنسب القلعة إلى جعبر سابق القشيري، أخذها منه السلطان السلجوقي ملكشاه بن ألب أرسلان 379هـ/ 986م. ويقال أن القلعة كانت مسبوقة بقلعة أنشأها دوسر غلام النعمان بن المنذر ملك الحيرة قبل الإسلام.
الرصافة: لؤلؤة بادية الشام، في هذا الزمن الذي تضيع فيه الكلمات والمعاني, تذكّرنا الكاتبة بأسماء عزيزة راسخة في قلوبنا منتزعة من صميم تراثنا.
تقع الرصافة على بعد ثلاثين كيلومتراً من مدينة الرقة في شمال سورية على الفرات، وقد كان لها تاريخ عريق عبر العصور, فسُمّيت بعهد الآشوريين في القرن التاسع قبل الميلاد: (RASAPPA) ثم تنازع عليها اليونان والفرس, وأضحت لها قلاع منيعة تحميها من غزوات الساسانيين قبل أن تصبح من المدن التابعة لمملكة (تدمر)،  احتلها العرب الغساسنة لأهمية موقعها.  في عهد الأمويين أضحت الرصافة منتجعًا صيفيًا انتقل إليه الأمير (هشام بن عبد الملك من قصر الحير) وأسهم في عمرانها وازدهارها بتشييد قصرين اكتُشف أحدهما في إثر التنقيب عن آثارها, فعُرفت آنذاك باسم: (رصافة  هشام).
الرقة في الثورة السورية:
دخلت الرقة الحراك الثوري السلمي ضد نظام الأسد منذ بداية الثورة، وفي الرابع من آذار (مارس) 2013 وبعد عامين من بداية الثورة تمكن مقاتلو «الجيش السوري الحر» من السيطرة على مدينة الرقة لتكون أول عاصمة محافظة في سورية تخرج عن سلطة نظام الأسد.
واعتقل مقاتلو المعارضة المحافظ وسيطروا على مقر الاستخبارات العسكرية في المدينة أحد أسوأ مراكز الاعتقال في محافظة الرقة، كما تم تدمير تمثال حافظ الأسد وسط المدينة.
وفي آب (أغسطس) 2013 سيطر تنظيم الدولة على مدينة الرقة عقب معارك عنيفة ضد الثوار. وفي الرابع عشر من كانون الثاني (يناير) 2014 سيطر التنظيم على المدينة بشكل شبه كامل.
وفي الرابع والعشرين من آب بات التنظيم يسيطر بشكل كامل على محافظة الرقة بعد انتزاع مطار الطبقة من قوات النظام. وجعلها عاصمة لدولته.
ولا تزال المدينة تحت سيطرة التنظيم حتى الآن، إلا أنها تعاني من حصار خانق ومعارك عنيفة وقصف متواصل من قبل طيران التحالف الدولي والمليشيات الكردية التي تقاتل على الأرض. 

 

 

المصادر:
ويكيبيديا الموسوعة الحرة
معجم البلدان
صحيفة الحياة

 

المصادر: