قناص في «الجيش الحر»: أقتل روحا كي أنقذ عشرات الأرواح

الكاتب : الشرق الأوسط
التاريخ : ٢ ٢٠١٣ م

المشاهدات : 7159


قناص في «الجيش الحر»: أقتل روحا كي أنقذ عشرات الأرواح

لم يكن يخيل للطالب الجامعي المعارض خطّاب العبد الله أنه سيغادر جامعته في مدينة اللاذقية ليصبح «قناصا» في صفوف «الجيش السوري الحر» المتواجد في جبال المدينة، قبل توجهه إلى الريف الساحلي.

 

 

 

كان خطّاب ابن العشرين عاما، ينشط في العمل الإغاثي لكن ارتفاع وتيرة القمع النظامي دفعه إلى اتخاذ هذا الخيار، وفق ما يقوله لـ«الشرق الأوسط»، نافيا بشكل قاطع استهدافه أي مدني أثناء عمله كقناص في كتيبة «أبو القعقاع»، التي ينتشر عناصرها في ريف اللاذقية. ويقول إن «كافة الأهداف التي يصوب نحوها عسكرية الطابع».

يتحدث العبد الله عن بدايته العمل كقناص، قائلا: «وجدت صعوبة كبيرة في بادئ الأمر في قتل الأشخاص واستهدافهم عبر (القناصة)، لكن بعد عدة مرات اعتدت على الأمر وأصبحت أكثر صلابة وتمرسا في تحقيق أهدافي».
ويدافع عن مهمته المتمثلة بقنص عناصر القوات النظامية الذين يقودون حافلات الإمداد التي تصل من القرى الموالية، بالقول: «أنا لا أقتل لمجرد القتل، بل أقوم بواجبي تجاه قضيتي في تحرير الشعب السوري من هذا النظام الاستبدادي»، لافتا إلى أن «كل جندي أقتله هو مشروع قاتل لعشرات الأطفال والنساء الأبرياء، أنا أقتل روحا كي أنقذ عشرات الأرواح».

وعن سبب اختياره ليكون قناصا، يجيب: «قادتي العسكريون وجدوا عندي قدرة استثنائية على ممارسة القنص، ما دفعهم لإخضاعي إلى دورات مكثفة لأصبح بعدها من أهم القناصين في جبال اللاذقية».

يكتسب العبد الله شهرة كبيرة في صفوف مقاتلي المعارضة الذين يواجهون القوات النظامية في ريف الساحل، بحسب ما يؤكد الناشط عمر الجبلاوي لـ«الشرق الأوسط»، موضحا أن «صغر سنه لم يحل من دون إثبات جدارته، فهو قناص ماهر لا يخطئ أهدافه أبدا».
ويشدد الجبلاوي وهو ناشط ميداني في ريف اللاذقية، على أهمية سلاح القنص بالنسبة للمعارضة، متحدثا عن «ضرورة استخدامه خلال الاقتحامات فهو سلاح خفيف وله فعالية كبيرة».

ورغم تخصيص المعارضة السورية كتائب بأكملها لتحترف مهمة القنص مثل كتيبة (فتح الإسلام) المتمركزة في قرية زويك بريف اللاذقية، فإن الجبلاوي يشكو من ندرة القناصات الحديثة لدى مقاتلي المعارضة، مشيرا إلى أن «معظم القناصات التي بحوزتهم لا تحتوي على كواتم ما يعرض موقع مستخدمها للكشف فورا من قبل القوات النظامية».
وكانت القوات النظامية السورية استخدمت سلاح «القنص» ضد المظاهرات السلمية التي كانت تخرج في بداية الأزمة، لكن تحول الحراك الشعبي إلى صراع مسلح دفع النظام إلى نشر قناصيه على أسطح الأبنية التي تقع في مواقع قريبة من المناطق التي تخضع لسيطرة المعارضة.

المصادر: