مشروع إيراني لإقصاء العلويين.. وحزب الله سيكون أول ضحايا الحرب بين الحلفاء

الكاتب : حسام يوسف
التاريخ : ٢٤ ٢٠١٥ م

المشاهدات : 3582


مشروع إيراني لإقصاء العلويين.. وحزب الله سيكون أول ضحايا الحرب بين الحلفاء

يبدو أن حقيقة الدعم الإيراني المستميت لنظام الأسد وأهدافه بدأت تتضح بشكل أكبر لتصدم معظم إن لم نقل كافة المراقبين للوضع السوري، وتكشف عن مشروع إيراني خفي قد لا يكون بدأ مع الثورة السورية وإنما استغلها ليسرع من وتيرة إنجازه مع إيجادها ذريعة لإدخال عشرات الآلاف من المقاتلين الشيعة إلى سورية.

إقصاء العلويين من الحكم وتقوية النفوذ الشيعي المسلح:

بتعمق بسيط بشكل الدعم الذي تقدمه إيران للأسد منذ بداية الثورة يتضح أن هذا الدعم ركز على تقوية الوجود الشيعي المسلح الذي كان معدوماً قبل الثورة، من خلال إقحام حزب الله في سوريا وإتباعه بآلاف المقاتلين الشيعة من “إيران وباكستان وأفغانستان والعراق” لخوض أكثر المعارك أهمية في المناطق الاستراتيجية، كما حدث في القلمون والقصير والأحياء الجنوبية من دمشق، والتي ظهر فيما بعد أن إشراك هذه العناصر في تلك المناطق هدف إلى تهميش العلويين وتقليص نفوذهم بدلاً من دعمهم، الأمر الذي أكده تمركز المقاتلين الشيعة في المناطق المذكورة وعدم السماح لقوات النظام بالدخول إليها، وما ترافق مع ذلك من اتباع سياسة التهجير الطائفي.

إلى جانب ذلك، فإن ما يزيد الشكوك حول المشروع الإيراني مؤخراً، هو نشاط الحرس الثوري في سوريا وخاصة في دمشق والمنطقة الجنوبية والشرقية من سوريا لتشكيل قوة عسكرية “شيعية” كميليشيا “حمو” التي شكلت مؤخراً في سوريا، بالإضافة إلى دعمها الميلشيات الشيعية في نبل والزهراء ومدها بأسلحة قد تفوق بتطورها ما تملكه قوات النظام، وسط تجاهل إيراني واضح لقوات النظام وميليشيا الدفاع الوطني واللتين يشكل العلويون فيهما نسبة تتجاوز الـ95 في المئة، ما يشير إلى ميل إيران لتشكيل قوة شيعية في سوريا على شاكلة حزب الله في لبنان أو الحوثيين في اليمن، أو كالمليشيات الشيعية في العراق، تمهيدا لتهميش العلويين وربما إقصاؤهم من الحكم في مرحلة قادمة.

  مقارنة بين انتشار القوات الشيعية وقوات النظام “2011-2015″

معارك الجنوب أولى خطوات الإقصاء:

أولى خطوات الإقصاء الإيرانية العلنية لبشار الأسد كانت إعلانها قيادة المعركة في الجبهة الجنوبية ضد الثوار بشكل واضح وصريح، وتجيير كافة وسائل الاعلام الموالية للتطبيل والتزمير لتلك المعركة، بالإضافة إلى الظهور العلني لقاسم سليماني فيها لقيادة المعارك وفق المصالح الإيرانية وليس لصالح حماية الأسد، وهو ما يعتبر مؤشراً إضافياً على المشروع الإيراني وإقصائه للعلويين أو تهميشهم، خاصة وأن المعركة وفقاً لمحللين عسكريين واستراتيجيين تهدف لربط المنطقة الجنوبية في سوريا بجنوب لبنان الخاضعة لسيطرة حزب الله، وبالتالي ضمان سيطرة إيران على هذه المنطقة بشكل كامل، لاسيما وأن المعارك حالياً تدور بالأرياف الغربية من درعا والقنيطرة المحاذية للحدود اللبنانية.

خريطة تقدم الثوار بدرعا والمعارك التي شنتها إيران في المنطقة الجنوبية

 

الصحوة.. وصراع الحلفاء بدأ في القلمون وقد لا ينتهي في درعا:

بوادر صحوة النظام حيال ما يحيكه الإيرانيون قد تكون سبقت فتح المعركة في الجبهة الجنوبية، وهو ما يفسر أسباب وقوع العديد من الاشتباكات بين عناصر ميليشيا حزب الله اللبناني وقوات النظام في القلمون ويبرود والمناطق الجنوبية من دمشق منتصف العام الماضي، إلا أن ما تشهده معارك الجبهة الجنوبية اليوم من استهداف مدفعية النظام في الفرقة التاسعة مجموعتين تابعتين لحزب الله في مرتين منفصلتين أثناء محاولتهم التسلل إلى مناطق في ريف درعا خلال أربعة أيام، ينذر بأن صحوة النظام قد بدأت بالتحول إلى صراع مع الحليف الإيراني، وأن حزب الله أول ضحاياه، والمؤكد أكثر أن هذا الصراع وإن بدأ خفياً في القلمون إلا أنه لن ينتهي في الجنوب وربما يتحول إلى أكثر علانية في مناطق أخرى من سوريا، ما يشير إلى إسالة المزيد من الدماء في اقتتال الحلفاء.

 


الهيئة السورية للإعلام

المصادر: