الشاشات تجرحنا وتقطع أكبادنا عدة مرات (والموضوع واحد)

الكاتب : محمد ممدوح جنيد
التاريخ : ٢٧ ٢٠١٦ م

المشاهدات : 2859


الشاشات تجرحنا وتقطع أكبادنا عدة مرات (والموضوع واحد)

١- مرة عندما يعرضون وفي كثير من الحلقات كيف يعتني الأوربيون بأطفالهم تعليماً ومرحاً ولعباً ويستاؤون جداً ممن يبكي طفلهم أو يلغي ابتسامته وهذا لسنا ضده ولكننا ضد من لم يعد أطفالنا في قائمة الحيوانات فضلا أن يعتبرهم بشراً.
٢- ومرة ثانية يجرحوننا عندما يعرضون صور أطفالنا ونسائنا وشيوخنا وهم أشلاء أو متفحمون أو مشوهون وبدون حرقة وبكل برود حتى صار الأمر طبيعيا وكأنه لم يحدث شيء فهل وظيفة الإعلام عرض الصور؟ أنا أعرف أن الإعلام عندما يهمه أمر ماذا يفعل؟

٣- وأخرى ثالثة عندما تعرض قناة الجزيرة وغيرها حلقة تذكر فيها وبكل حرقة كيف أن الأوربيين أوجدوا أمكنة خاصة للقطط والكلاب وغيرها من آلاف الحيوانات الضائعة من أصحابها وقد أمنوا لها كل ما يلزم من طعام وشراب ودواء وأطباء ومأوى وأموال من أجل سلامتها، ريثما يأتي أصحابها فيتعرفون عليها ويضموها إلى صدورهم ويقبلونها وبكل حرقة ويأخذونها معهم إلى بيوتهم،
صدقوني إن هذا المنظر كان أقسى عليّ من البراميل المتفجرة نفسها لا لأنهم ترفقوا بهذه الحيوانات معاذ الله ففي كل كبد رطبة أجر، وإنما لأنهم اعتبروا أطفالنا ونساءنا وشيوخنا ليس لهم قيمة ولا وزن أمام تلك الحيوانات، إنه الإفلاس الأخلاقي إفلاس القرن الحادي والعشرين بدوله الراعية لحضارته من كل المعايير الأخلاقية والإنسانية، إنه الإفلاس المؤدي إلى السقوط قطعاً، وإن حضارة ودولاً لا تملك هذه المعايير الأخلاقية ليست جديرة بالبقاء ولاشك أن شمسها آفلة سريعاً ومآلها إلى السقوط الذريع وإن غداً لناظره لقريب قال تعالى (أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِم مِّن قَرْنٍ مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ مَا لَمْ نُمَكِّن لَّكُمْ وَأَرْسَلْنَا السَّمَاءَ عَلَيْهِم مِّدْرَارًا وَجَعَلْنَا الْأَنْهَارَ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُم بِذُنُوبِهِمْ وَأَنشَأْنَا مِن بَعْدِهِمْ قَرْنًا آخَرِينَ) الأَنْعَام الآية6.
اللهم فتحك المبين ونصرك العزيز

 

 

صفحة الكاتب على فيسبوك

المصادر: