لله ثم للتاريخ (6).. #شهادة_حذيفة_عزام على حوادث #جبهة_النصرة

الكاتب : حذيفة عبد الله عزام
التاريخ : ٢١ ٢٠١٦ م

المشاهدات : 9073


لله ثم للتاريخ (6).. #شهادة_حذيفة_عزام على حوادث #جبهة_النصرة

الجولاني يصرح بتكفير الطيب أردوغان والائتلاف السوري ويتبنى كذب المصلحة:

الحمد لله القائل في كتابه"ﻻ يحب الله الجهر بالسوء من القول إﻻ من ظلم"وصلى الله وسلم على البشير النذير القائل "إتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة"

وبعد:
دخلت النصرة مرحلة جديدة كما ذكرت آنفاً وتفرق الكوادر في المناطق وقطع النظام وداعش أوصال المناطق ولم يبق حول الفاتح أبي محمد الجوﻻني سوى أبي عائشة وأبي محمود حدود وكان الجوﻻني بحاجة لتعويض الكوادر حوله فلمع نجم أبي محمد عطون
وبات من الدائرة المقربة من الجوﻻني ودخل الدائرة المقربة أيضاً أبو يوسف حماة وأبو علي القصير وأبو علي القصير من عتاولة الغلاة وعين أبو عبدالله طعوم شرعيا لحماة وأبو عبدالله طعوم كما ذكرت آنفاً هو الذي عطل التحاكم للشرع أيام مشكلة جبهة حق وألوية اﻷنصار بحجج كان آخرها أننا ﻻ نعترف باللجنة ﻷنها ﻻ تكفر جبهة حق وألوية اﻷنصار.
كان الصدام اﻷول بين الفاتح الجوﻻني والفريق اﻷول الذي كان يحيط به ولم يتبق منه سوى الشيخ أبي مارية والشيخ صالح الحموي حين قررت جميع الفصائل قتال داعش بعد صبر الفصائل على بغيها أكثر من عام واستشار الفاتح الجوﻻني من حوله فكان رأي القحطاني والحموي قتال الدولة وكان رأي الفاتح الجوﻻني عدم قتالها واتجه القحطاني للشرقية واتجه الحموي للبادية وأجمعت داعش أمرها وشركاءها وسيطرت على الشرقية وخسرت النصرة البادية كذلك وهنا شعر الفاتح الجوﻻني بالخطر يتهدد التنظيم فبخسارة الشرقية خسرت واحدا من أهم مصادرها اﻹقتصادية في الشرقية.

واتخذ القرار داخل جبهة النصرة باستنساخ تجربة داعش وهو البحث عن منطقة مركزية تستجمع فيها القوى وتعد نقطة انطﻻق تماماً كما فعلت داعش إثر معاركها مع الفصائل حيث جمعت قواها في الرقة ومنها بدأت الزحف تجاه المناطق وضمنت منطقة غنية لتمويل التنظيم وكذلك فعلت جبهة النصرة حيث نظرت فوجدت منطقة الشريط الحدودي هي اﻷنسب وفيها مصدر دخل من تهريب المازوت كانت كلها تذهب إلى جبهة ثوار سوريا وكما أسلفت مراراً فإن نسبة الفساد داخل جبهة ثوار سوريا كانت هي اﻷعلى بين الفصائل ووجدت جبهة النصرة من هذه النقطة مدخلا لتسويغ إنهاء اﻷلوية التابعة لجبهة ثوار سوريا من تلكم المناطق.

وبذريعة تطهير المنطقة من الفساد والفاسدين بدأت جبهة النصرة خطواتها الثلاث المعهودة في تصفية الفصائل وهي:
شيطنة الخصوم عبر توجيه جميع أنشطتها اﻹعلامية نحو الخصم وتسليط الضوء على كافة أخطائه ومفاسده حتى تهيئ الرأي العام لتقبل أي مصير يمكن أن يحل به ويصبح هذا الخصم حديث الخواص والعوام وحديث المجالس والشوارع وهنا تكون قد هيأت الرأي العام لتقبل أي عقوبة يمكن أن تنزل به وتظهر بمظهر من طهر اﻷرض من أرجاس المفسدين فتكون قد حققت أكثر من غاية بضربة واحدة

بعد أن تستيقن شيطنة الخصم تنتقل إلى الخطوة الثانية وهي التحييد والعزل وهنا تأتي إلى حلفاء الخصم فتبدأ بتحييدهم حتى تجرده من أسباب القوة وعناصر المؤازرة وتضمن سكوت حلفائه أو القسم اﻷكبر منهم وتكون بذلك قد حيدت حلفاءه وعزلته وفور تأكدها من عزلته تأتي الخطوة الثالثة فتنقض على الخصم وهذا مارسته مع الجميع باستثناء الفرقة 13 فبين بيان جبهة النصرة وهجومها وربيبتها جند اﻷقصى ساعات معدودات.
نجحت النصرة في الحصول على الشريط الحدودي بخيراته وأعني سلقين وحارم ودركوش وبعدها انتقلت إلى التوسع نحو اﻷقرب فاﻷقرب والذي يعرف المناطق جيدا يفهم ما أعنيه فبعد سلقين وحارم ودركوش حفسرجة وبروما ثم جبل الزاوية ومن الجبل نزلوا إلى خان السبل ثم زحفوا نحو ريف حماة.

والخلاصة أننا أمام مرحلة جديدة هي السعي ﻹيجاد منطقة مركزية تكون نقطة ارتكاز والعمل على التمدد والتوسع ولو على حساب الفصائل اﻷخرى.
وهذه السياسة جديدة تماما على جبهة النصرة لم تكن معهودة عنها في الحقبة التي سبقت دخول البغدادي والخلاف الذي دب بين الفريقين وهنا يظهر خطاب جديد ونهج جديد نجم عنه سلوك غير معهود لعبت فيه البطانة الجديدة التي أحاطت بالفاتح الجوﻻني دورها ولم يقتصر عليها فحسب بل تعداها إلى شخص أمير جبهة النصرة نفسه وتصرفاته وسأورد ذلك باﻷدلة والبراهين
فقد خرج الفاتح الجوﻻني ببيان صوتي كفر فيه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وسألت يومها شيخنا الشهيد -بإذن الله- أبا عبدالله الحموي عن فائدة مثل هذا النوع من البيانات في هذه المرحلة الحرجة التي تحتاج فيها الثورة لتركيا حاجة الرئة للأكسجين -وإن كانت هذه قناعته الشرعية- فليس من المصلحة إظهار ذلك فأجابني الشيخ رحمه الله بقوله: ﻻ أعلم لكنني سأسأله عن وجهة نظره.

ومرت اﻷيام والتقيت الشيخ الحموي -رحمه الله- فأخبرني بأنه سأل الشيخ الجوﻻني عن وجهة نظره فأجابه: بأنه رأى قلوب شباب اﻷمة متعلقة بهذا الصنم فأراد هدمه.
والشيخ الجوﻻني ﻻ يرى كفر الحكومات والبرلمانات فحسب بل يرى كفر أعيان نواب البرلمانات بمجرد أدائهم القسم.

وكان الشيخ الجوﻻني ينتقد في سني الثورة اﻷولى توسع دولة العراق أعوام2008/2009/2010 في قتل المصلحة فهو ﻻ يرفض قتل المصلحة ويأخذ به للضرورة، ومعنى قتل المصلحة أن من ﻻ يدفع شره إﻻ بالقتل يقتل ومعنى التوسع فيه هو قتل جميع المخالفين لك في مشروعك ومنهجك فالشيخ الجوﻻني يرفض التوسع في قتل المصلحة ويأخذ بفتوى قتل المصلحة.
ومن التغير الذي ظهر جليا على شخصية أمير النصرة بعد دخول البغدادي أنه كان قبل دخول داعش الشام يعمل بالسياسة الشرعية، ومن أمثلة ذلك أن الشيخ الجوﻻني ﻻ يرى نصارى الشام في حالة أمان عرفي وبالتالي فإن أصل الحكم الشرعي يجيز استهدافهم ويمنع من استهدافهم ترتب مفاسد شرعية على ذلك ويرى كذلك جواز استهداف نساء وأطفال النصيرية ويرى عدم فعل ذلك للمفاسد المترتبة على اﻷمر وظل الفاتح يأخذ بهذه السياسة الشرعية حتى دخلت داعش فقبل دخولها ظلت معامل النصارى في الشيخ نجار آمنة في ظل وجود النصرة حتى دخلت داعش وبدأت بمصادرتها وهنا أجاز أخذها لئلا تذهب إلى داعش.
فدخول داعش ومزايداتها على النصرة ولد تغيرا جذريا في المنهج ولغة الخطاب لدى أمير النصرة وهو ما انعكس سلبا على أداء وسلوك عناصر النصرة.
ومن أمثلة الخطاب الجديد أن الفاتح الجوﻻني في كلمته الصوتية في رثاء الشيخ الشهيد -بإذن الله- أبي خالد السوري (ليتك رثيتني ولم أرثك) صرح الجوﻻني بكفر اﻹئتلاف واﻷركان رغم أنه أعلن في لقائه على قناة الجزيرة مع تيسير علوني أنه لا يكفر بالعموم ولعل من أهم ما تجدر الإشارة إليه في هذه الحقبة التوسع في اﻷخذ بكذب المصلحة فقد أعلن الفاتح الجوﻻني في أكثر من بيان ولقاء أنه قاتل حركة حزم وجبهة ثوار سوريا بذريعة اﻹفساد في اﻷرض وأنا أقسم بالذي رفع السماء بلا عمد أن جبهة النصرة وجند اﻷقصى قاتلوهم قتال(ردة) وأقسم بالله العظيم أن الفاتح الجوﻻني نفسه قاتل جبهة ثوار سوريا وحركة حزم قتال ردة وسأطلبه للمباهلة عليها عقب انتهائي من الشهادة وإليك اﻷدلة:
حين كنت أحد الساعين في اﻹصلاح وحقن الدماء مع ثلة من اﻷخيار اﻷغيار كانت تقع اﻹشتباكات أثناء تنقلنا وكان الطرفان المقتتلان يتخاصمان على القبضات فكان عناصر جبهة ثوار سوريا يشتمون أعراض عناصر النصرة والجند فيما يعرف باللهجة السورية (بالتحشيك) وكان عناصر الجبهة والجند يجيبون يا مرتدون وأحسنت الظن يومها وقلت هو جهل من الجند وهي حمية المعركة وفورة الدم ولم آخذ باﻷمر حتى جاءت قضية جبهة حق وألوية اﻷنصار وكان آخر عائق وضعه شرعيهم أبو عبدالله طعوم هو أننا ﻻ نعترف باللجنة الشرعية ﻷنها ﻻ تكفر جبهة حق وألوية اﻷنصار والشيخان أبو موسى وأبو البخاري مازاﻻ أحياء وكذلك الشيخ حسام أبو بكر وكلهم أحياء ولله الحمد وقد ينكر معشر كذب المصلحة كل هذه اﻷحداث وقد يتجرأون على المباهلة تبعا لفتوى كذب المصلحة وهي خطوة -أي المباهلة- قادمة ﻻ محالة ولينزل الله تبارك وتعالى في الكاذب منا سخطه وعذابه ولعناته ونقماته.
ومع وضوح صريح مطالبة اللجنة الشرعية بتكفير جبهة حق وألوية اﻷنصار للاعتراف بها والقبول بها رغم قبولهم بها سلفا، إﻻ أن اﻷمر مر ومرر كما مرر غيره من قبل وخرجت النصرة بما تريد ودون أدنى مساءلة ولم تكن اﻷدلة التي مرت كافية ﻹثبات أن قتال النصرة للفصائل كان قتال (ردة) وليس قتال إفساد في اﻷرض وطويت الصفحة ويأبى الله إﻻ أن يكشف ذلك ويفضح سريرتهم فجاءت قضية مقتل الشيخ مازن قسوم -التي سآتي على ذكرها بالتفصيل- وسأذكر هنا فقط الجانب المتعلق بأنهم قاتلوا الفصائل المذكورة قتال ردة.
ففي اللجنة الشرعية أو المحكمة التي أوكل إليها محاكمة قتلة الشيخ الشهيد -بإذن الله- مازن قسوم والتي كان الدكتور عبدالله المحيسني على رأسها في البداية ثم انسحب واعتذر وظل الشيخ أبو الحارث المصري والشيخ عبدالرزاق مهدي والشيخ القاضي أبو عزام الجزراوي قبل أن ينسحب الشيخان أبو الحارث المصري والشيخ عبدالرزاق مهدي في النهايات أيضا -وسآتي على ذكر ذلك مفصلا في موضعه من الشهادة إن شاء الله-

أخرج مندوب جند اﻷقصى أمام الشيوخ وثيقة ممهورة من دار القضاء يحكم بردة جمال معروف وكل من تعاون معه وآزره وبما أن الشيخ مازن قسوم كانت علاقته طيبة بجمال فهو بناء على فتوى دار القضاء مرتد حلال الدم.
وحين أخرج مندوب الجند كتاب دار القضاء أمام القاضي أبي عزام الجزراوي مسؤول دور القضاء شعر الرجل بالحرج الشديد وأراد أن يبرر أمام الشيوخ فقال:
هذه فتوى أصدرها بعض الشيوخ كي ﻻ يتردد أحد في قتال جبهة ثوار سوريا ومن عاونها وآزرها وظاهرها أثناء قتال جبهة النصرة وجند اﻷقصى لها.
والقاضي أبو عزام الجزراوي لم يزل حيا وكذلك الشيوخ المذكورون وأنا أدعوهم جميعا للشهادة ولن أحرج أيا منهم ولكن إذا استدعى اﻷمر فسأدعوهم للمباهلة.
كل هذه اﻷدلة ومازال الشيخ الجوﻻني وأعيان النصرة يتخذون من كذب المصلحة جنة ويمارسون (التقية) ويخشون الصدع بمنهجهم على رؤوس الأشهاد يقنعون عناصرهم بأمر ويظهرون أمورا حقيقتها فيما يبطنون لئلا يكتشف الناس حقيقة عوار منهجهم قبل تمكنهم وتمام مشروعهم الذي ما انفك يجر على أهل الشام الطوام "والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون"

أقف هنا اليوم على أن أتم شهادتي غدا وعند تمامها سأطلب من أختار منهم للمباهلة ولتنزل بالكاذب منا اللعنات.
أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه.

 

المصادر: