..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

بين باسل وداعش.. ما أشبه اليوم بالبارحة!

عماد الدين خيتي

٢٦ ٢٠١٤ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 5815

بين باسل وداعش.. ما أشبه اليوم بالبارحة!
الدين خيتي000.jpg

شـــــارك المادة

في عام ١٩٩٤م مات باسل الأسد بحادث سيارة على طريق المطار، وكان موته وهو في أوج قوته ومجده؛ لذا كان وقع الخبر مفاجئًا شديدًا. . فقامت الدنيا ولم تقعد، وصار موته حديث الشارع والإعلام، وانتشرت التعازي والأتراح..  وعُلقت الصور وقُرئ القرآن حتى في عقر دار الاستخبارات التي كانت وكرًا للكفر والإجرام!

 


في هذا الجو العاطفي المحموم المفتعل اختلطت مشاعر البعض، وضاعت بوصلتهم، فحزن على فقدان (فارس العروبة)، وندب (المأسوف على شبابه)، وهطلت دموعه غزيرة على (أمل المستقبل)..
ونسي أو تناسى مئات الآلاف الذين تسببت عائلته بقتلهم وتعذيبهم وتشريدهم، وتدمير البلاد دينيًا، واجتماعيًا، واقتصاديًا، وجعلها نهبة لأبناء الطائفة.. وقد كان (الباسل) يُعدُّ لتولي عرشها، والتربّع على كل تلك الآلام والجرائم.. 
وبلغت قمة المأساة أنّ من أكثر الحزانى والمتوجعين مَن كان في عائلته وأبنائه شهداء ومفقودون ومشردون على يد آل الأسد!
واليوم ... ما إن بدأت ضربات التحالف على داعش (وهي ضربات رفضها العقلاء وحذروا منها ومن آثارها) حتى بدأت مواقف البعض تتغير وتضطرب، والصورة تهتز، فظهر الحزن والتألم على داعش، وتعالى النداء بالأخوة الإسلامية، ووجوب رص الصفوف معهم، ومحاربة الدنيا لأجلهم، والشك والطعن فيمن خالفهم..  إن لم يكن تكفيرهم أو تخوينهم، تحت تأثير العاطفة والأخبار غير الدقيقة.
ونسي هؤلاء أو تناسوا جرائم داعش في حق الثورة السورية، فكم كفّروا، وقتلوا، وعذبوا، وتحالفوا مع النظام - ظاهرًا وباطنًا-  ضد المسلمين حتى وهم في أشد حالات الحصار والضعف والحاجة، بمواقف يتنزه عنها العدو الشريف..
بل تناسوا أن هؤلاء الغلاة المارقين كانوا السبب المباشر في هذا الحلف... وأنهم بغلوّهم وحمقهم واختراقهم أوجدوا المبررات لضرب الثورة السنّية في سوريا والعراق باسم مكافحة الإرهاب.

فكان إجرامهم مضاعفًا بالمباشرة والتسبّب!!
ثم يأتي من يدعونا لنحزن على مَن قتلنا، ونرأف بمن عادانا، ونكفّ عمن غدر بنا، ونفتح بيوتنا لمن احتل أرضنا، ونؤاخي من كفّرنا قبل التحالف وبعده.
فمهلاً أيها المتعجلون:
إننا لم نرضَ الحلف، ولم نُستشر فيه، وحذّرنا منه.. لكننا لن نرضى بهذا التنظيم المارق، كما أننا لن نرضى بالنظام المجرم، بل هما سواء..
والله المستعان، ولا حول ولا قوة لنا إلا به.

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع