..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

العصف المأكول: إعلام القسام، ومواءمة الخطاب

عبد الغني محمد المصري

١٥ ٢٠١٤ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 3689

العصف المأكول: إعلام القسام، ومواءمة الخطاب
غزة 00.jpg

شـــــارك المادة

لم يقتصر تطور الأداء لكتائب القسام في معركة العصف المأكول عن معركة الفرقان بالجانب القتالي فقط، بل تعداه الى جوانب عدة، ومنها الجانب الإعلامي.
في معركة العصف المأكول ينقسم المتلقي لإعلام القسام إلى خمسة جماهير هي:

 


- الجمهور الحاضن وهم أهل غزة أرض المعركة وساحتها.
- جمهور العدو، ومناصريه من دول وحكام.
- جمهور الضفة.
- الجمهور العربي والمسلم.
- الجمهور العالمي.
يلاحظ في هذه المعركة أن هناك نجاح ملحوظ في الخطاب الموجه لكل من جمهور العدو، وكذلك الجمهور الحاضن.
يلاحظ في الخطاب أنه ركز بشكل كبير على جمهور العدو، ومناصريه من دول وحكام، وقد نجح بذلك بشكل فائق، حيث ظهرت الإرادة، والتخطيط، والمعنويات الشماء، وعدم إتاحة الفرصة للشماتة، ولم يتح له الإعلام فرصة ليرى ما كان يأمله من نتائج صراخ، وخوف ورعب نتيجة القصف والتدمير.
فقد نجح الإعلام القسامي في بث الخوف والرعب والبلبلة في ذلك الجمهور، وتجلى ذلك بقوة عند إعلان القسام عن قصف تل أبيب قبل ساعة من قصفها، فترك جبهة العدو ساعة كاملة حائرة، تائهة، إلى أن تحقق الوعد، وسقطت الصواريخ في ساحة العدو كما وعدت القسام.
وأما بالنسبة لجمهور الضفة والجمهور المسلم والعربي، فقد نجح الخطاب في طمأنة الجمهور على الحالة الجهوزية العالية للمجاهدين.
إلا أنه يعيبه عدم تركيزه على تصوير إجرام الاحتلال بشكل تحريضي للجمهور المساند، حيث إن حالة الطمأنينة التي تبثها الآلة الإعلامية القسامية قد جعلت الجمهور المساند يخمد ويراقب، ولم يحفز لديه الإعلام أنزيمات التحريض التي تؤدي إلى الفعل المحرّك.
ينبغي عدم الاستهانة بالجمهور المساند، فهو مؤثر جدا في القرار الدولي من حيث خوفه على استقرار الأنظمة، وكذلك فإن الحكومات الؤيدة للعدوان أو الصامتة تخاف عندها من ارتفاع منسوب الحقد المتصاعد على العدو، فارتفاع المنسوب يؤدي إلى خروج المظاهرات، مما يشكل عامل ضغط على العدو الصهيوني بأمر دولي إلى عدم إطالة أمد المعركة.
لم يركز الإعلام على الجمهور العالمي كثيرا، لأن بحر المعركة هو المنطقة، ولكن يعوض عدم تركيزه هو المظاهرات التي يجريها المؤيدون في العواصم الغربية حيث يصورون بشاعة الاحتلال وإجرامه.
أخيرا، عملية المواءمة بين تصوير حالة الشموخ، والصمود، وحالة التدمير والآلام، مسألة صعبة، وحساسة، لذا فقد يجدر بالإعلام القسامي، دراسة إحياء الرسائل المحركة للجمهور العربي والمسلم، من حيث إظهار اختلاف موازين القوة، وصعوبة الألم، مع المحافظة على إظهار حالة الجأش وقوة الشكيمة لجمهور العدو. والله أعلم.

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع