..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

حمص.. الطريق إلى فهم المجهول

أبو عبد الله عثمان

١٣ ٢٠١٤ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 4047

حمص.. الطريق إلى فهم المجهول
حمص 00.jpg

شـــــارك المادة

من الظلم أن نختصر الحالة التي مرت بها حمص وأسبابها بتحليل سريع أو رؤية من زاوية واحدة، فثمة نقاط كثيرة لا بد من استحضارها لمن يندب نفسه لذلك.. منها التنازع:

والتنازع موجود في الشمال والجنوب لكنه في حمص وما حولها تركز أكثر لسببين.

 

الأول: قلة الموارد وصعوبة تأمينها سواء السلاح أم غيره.
والثاني: انغلاق المنطقة مما يصعب أو يمنع دخول وجوه جديدة تنظر وتبادر وتحلل وتُقارب، وأيضاً يؤدي هذا الانغلاق بمن يخرج من تلك المناطق ألا يفكر بالعودة إليها وخاصة النُّخَب.
ومنها: أهمية المنطقة والتي لا يسهل على مقاتلين أو قادة غير محترفين أو متمرسين مواجهة ما يستخدمه النظام من أساليب قتالية أو دفاعية للحفاظ على تلك المنطقة، وقد رأينا مرات كثيرة وعلى مدار أعوام الأساليب القتالية نفسها تتكرر وعرفها النظام وجهز نفسه لمواجهتها.
ومنها: السلاح الثقيل، ولم تكن المعارك مع النظام تتطلب السلاح الثقيل، لكن عندما لجأ النظام لأسلوب الحرق صار لابد في الهجوم من ذلك السلاح الثقيل، وحمص وريفها لا تملك من السلاح الثقيل كما هو في الشمال وغير الشمال.
ومنها: مشكلة الحصار وقطع طرق الإمداد سواء في المدينة أو الريف، والحالة المأساوية للحاضنة الثورية والتي لا تصل إليها الحملات الإغاثية ولا الفرق الطبية ولا الدعم النفسي، وإن دخل شيء من ذلك فيكون زهيداً بإذن النظام إلى الريف أو المدينة.
ومنها: التصور القاصر للداعمين عن الأوضاع في الريف أو المدينة وعن أحوال القادة وأنماط تفكيرهم وطرق الترابط والتعاون، وذلك بسبب الاعتماد غالباً على قنوات التواصل عن بُعد وصعوبة اللقاء.
ومنها: هجرة كثير من الخبرات وأصحاب التأثير وصعوبة عودتهم أو التفكير بعودتهم إلى الريف أو المدينة بسبب متاعب الطريق وحال الحصار.
ومنها: تمركز الفصائل الكبرى العاملة والقوية في الشمال السوري أو في مناطق مفتوحة حيث طرق الإمداد والقدرة على التحرك، بخلاف وجودها في حمص أو ريف حمص، فأغلب الفصائل يكون تواجدها ضعيفاً سواء في الريف أو المدينة ولا يقوى الفصيل بمفرده على العمل مما يضطره للتعاون مع الكتائب أو الفصائل الأخرى محاولاً التغلب على كثير من السدود والعقبات والتحديات والمؤثرات والتعقيدات والاختراقات، بخلاف الشمال فإن الفصيل غالباً يقدر بمفرده بما لديه من قيادة مركزية وإمكانيات على فتح جبهة كبيرة لا تقل عن جبهات حمص، ولا تعكر على تحركاتهم أجندات أو أمراء منطقة أو مخبرون لما لديهم من قوة وإمكانيات تسمح لهم بالتغلب على ذلك.
ومنها: أن العمل الهجومي يختلف عن الدفاعي، فالدفاعي يفرض على الناس التلاحم، أما الهجومي فلا ينفع أن تدخل الكتائب إلى الجبهات على أساس الفرز التصنيفي حسب الكتيبة أو الولاء، إنما لا بد أن يكون حسب الكفاءات وإعادة ترتيب العناصر المشتركة في المعركة، وهذا لما يفطن له الكثيرون بعد، لكن قد يقوم مقامه ضخامة الكتيبة وحينها تقوم بمفردها بالمعركة حسب الكفاءات التي لديها وفرزها لعناصرها، وهذا ما يساعد في المناطق الشمالية في سوريا.
ومنها: جعل النظام الحصار عقدة يلتف حولها الحماصنة في الداخل والخارج لفترة طويلة مضت، وتوقف التفكير بأية جبهات أخرى في حمص والمناطق القريبة حولها، وبذلك خلت الأجواء للتخوينات والاتهامات وإيجاد أزمة مختلَقة بين الريف والمدينة، والجمود على ذلك بل والشلل في إحراز الإنجازات وصعوبة كسر هذا الجمود.
ومنها: أن النظام في الأغلب يحسن فهم هذه الأمور وهو من يسعى إليها بفرض الحصار والاختراقات، ولذلك هو زاد على ذلك بتفجير قنبلة المصالحات والتسويات مما وسع الخرق ونشر الإحباط وهز النفوس وكان ذلك أشد على الأخوة فيما أظن من القصف والتدمير والتجويع.
إنهم آلاف مؤلفة من المقاتلين الصابرين الصامدين ومئات من الشهداء تحت الحصار والجوع والآلام، ومئات آلاف من الأهالي المنهكين المتعبين في المدينة والريف..
إن من الظلم اختصار هؤلاء كلهم بكلمة أو تحليل أو تصور، ومن الظلم أن لا نعترف جميعاً بالتقصير في نجدة المنطقة الوسطى وفهم حالها والتعمق في دراسة ظروفها والتي هي البوابة الأساسية للقضاء على النظام..

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع