..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

صناعة الديكتاتور والطاغوت

مهدي الحموي

٤ ٢٠١٣ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 7236

صناعة الديكتاتور والطاغوت
00.jpg

شـــــارك المادة

ارتبط عندنا تقديس القاده وكذا تقديس شيخ الدين وشيخ الطريقة وشيخ العشيرة وقائد تنظيم أو جماعة، ونسب النصر للقائد ونسيان الجنود، ونسج الكرامات على من ذاع سيطه، وبيع الجنة وإعطاء الغفران للمذنبين، والدعوة لبيعة من حسنت تقواه مع عدم أهليته للمنصب الذي يتولاه (العسكري مثلا) وإضفاء صفة القائد التاريخي الأبدي والذي لم يسبق مثله أحد، ونسج الشعر حوله ورفع صوره والثناء المتدفق عليه، مع كلماته وألفاظ سعادته وسموه ومعاليه وجلالته وفخامته و و...


وهكذا فنحن نصنع الديكتاتور بأيدينا. لكن الإعلام يساعد في التصنيع أيضاً فكم نكرة أصبح له حضور بسبب التلفزيون وكذا نرى أن القائد لا يساعد من يخلفه إلا أن يكون من بطانته، وحتى الطرق الصوفية هي وراثية هكذا يقل النشاط الفكري والتجديد في القيادة وتحسين التخطيط والتطور، وهكذا تنحدر الأمة بتبلد حسها بكفاءاتها ثم  موت عقولها لصالح الكبار.
لكن ذلك لا يعني عدم الإحترام لمن هم قيادتنا أبداً.
ولا يعني عدم طاعة العسكري للقائد خلال المعركة، لكن التلميذ عليه اليوم عدم تقبيل الأيادي واتباع من يقول بواقعه أطفئ سراج عقلك واتبعني، وعليه أن لا يكون كالميت بين أيدي المغسل بل المحاور الشجاع بين يدي الأعلم منه، وأن من اشتدت وطأته وجبت طاعته.
وإليكم هذه القصه:
حضر رئيس البوسنة الفقيه المسلم علي عزت بيكوفتش إلى صلاة الجمعة متأخراً وأراد الجلوس في المؤخرة حسب السنة (حيث ينتهي به المجلس) لكن الناس أصرت على عبوره لجانب المنبر وشقوا له الطريق بين الناس،  ولما سنحت الفرصة بوقتها قال: هكذا تصنع الطواغيت، إلا أن شيخاً في السنغال كان يسكن جانب المسجد على طرف البحر فخرجت الحيتان للشاطئ فقال لقد أتت لتسلم علي، ولماذا هذا التقديس لموظف يخدم الشعب وهو الأكثر راتباً وإسمه الرئيس.
وأنا كلما كلمت غبياً قال لي: من هو القائد البديل  لبشار! 
فأقول له: إن الشعب هو القائد  فلا يرى في ذلك جواباً، فلقد غير الطغيان والإستبداد عقولهم، وهذه هي حاسة الذل التي يبحث العبيد لإروائها بتبعيتهم  (كما يقول أحد المفكرين)
ونلحظ من صفة الطواغيت (ماعهدت لكم من إله غيري) فهو الذي يشرع وهو الآمر الناهي وكذلك من صفاته العلو وتقسيم المجتمع واستضعاف مجموعة لحساب أخرى كما ذكر القرآن الكريم.
وسأختم بهذه القصة:
عندما أراد وزير خارجية أمريكا اليهودي هنري كسنجر للعرب أن يسالموا اليهود جمع في اجتماع كبير كلاً من علماء التاريخ المتخصصين في الشرق وكذا السفراء السابقين والحاليين في البلدان المحيطة باسرائيل وكذا علماء الدين ورجال المخابرات المتخصصين في الشرق ليقولوا رأيهم في صنع هذا السلام واستمرت الاجتماعات ثلاثة أيام فخلصوا بوصيتين له:
1 - هؤلاء العرب يطلبون ثمن السلعة بمئة فيبعونها بخمسين، أي أنهم يتنازلون فلا يهمك القول الأول
2- إن هؤلاء العرب كانوا يعيشون بالخيام وكان لهم خيمة عالية لشيخ القبيلة الذي بيده كل شيء فيقبل أويرفض ويعدم أو يعفو وهم لا يزالون كذلك بدون الرجوع للمؤسسات في الدولة.
وهكذا استفردوا أنور السادات والملك حسين وعرفات ووقعوا بالعلن ووقع بعضهم بالخفاء منذ وبعد وحتى قبل  تأسيس الدولة اليهودية مثل الملك عبد العزيز.
وعلينا في هذه الثورة العظيمة أن لا نكون مزارع لإنبات الديكتاتوريات بعد اليوم  

 

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع