..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

نداء عاجل ومهم للجيش الحر

رابطة العلماء السوريين

١٤ ٢٠١٢ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 4666

نداء عاجل ومهم للجيش الحر
600x600-fit الجيش الحر.jpg

شـــــارك المادة

بسم الله الرحمن الرحيم
قال الله تعالى: ( إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم ) صدق الله العظيم

 


يا أبطال جيشنا السوري الحر...
سدد الله رميتكم، وقوى عزائمكم، وألف بين قلوبكم، ونصركم على عدوكم، وبلغكم أمانيكم ..
إنا والله لنعلم أن ما تقومون به من عمل بطولي أمام هذه العصابة المجرمة لا يمكن أن يدانيه أي عمل مهما عظم.
وأنتم اليوم تسهمون في كتابة التاريخ لسورية الحبيبة، وتسطرون بدمائكم صحائف العز والفخر لوطنكم الغالي، ولكن كما أحسنتم الغاية النبيلة فعليكم أن تحسنوا الوسيلة.
وإن ما عند الله من النصر والظفر والتوفيق لا ينال بمعصيته، وإن من أعظم أسباب النصر هو الاعتصام بحبل الله وطاعته... والله تعالى يقول: (يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيرا لعللكم تفلحون * وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين)
وقد ساءنا وساء كل مسلم غيور ما رأيناه و قرأناه عن بعض هذه التصرفات الفردية التي لا تعبر عن السواد الأعظم من جيشنا الحر الأبي، من ترك للصلاة ومجاهرة بالإفطار في رمضان، وتعد على بعض الأملاك الخاصة، وتسرع في الأحكام على بعض الناس، وما شابه ذلك من تصرفات.
وإنا نريد أن نتذكر دائماً مع إخواننا في الجيش السوري الحر أن شعبنا السوري ما انتفض على حاكمه إلا لما ناله من ظلم وعسف وإذلال وتعد وانتهاك للحرمات، ولذلك لا نريد أن يستشعر الناس الذين انتفضوا أنهم خرجوا من ظلم إلى ظلم ، ومن عدوان إلى آخر، ومن فسق وتطاول على المقدسات إلى ما يقابله من بعض التصرفات ...
ولا ينبغي لنا أن ننسى تعاليم رسول الله  -صلى الله عليه وسلم- ، عندما كان يرسل جيشاً لقتال العدو ويقول لهم: «انطلقوا باسمِ اللهِ، لا تقتلوا شيخاً فانياً، ولا طِفلاً صغيراً، ولا امْرأة، ولا تَغُلُّوا، وضمُّوا غَنائمَكم، وأَصلِحُوا وأحْسِنُوا، إن اللَّهَ يُحِبُّ المحْسِنينَ». [أبو داود].
ويقول لهم:« لا تقتلوا أصحاب الصوامع». [الخراج لأبي يوسف].
فَلاَ ينبغي في الحروب أن يقتل الشيخ في مسجده، ولا الرَّاهِبُ فِي صَوْمَعَتِهِ، وَلاَ أَهْل الْكَنَائِسِ الَّذِينَ لاَ يُخَالِطُونَ النَّاسَ، وَلاَ سَائِحٌ فِي الْجِبَال لاَ يُخَالِطُ النَّاسَ .
ولما وجد رسول الله  -صلى الله عليه وسلم-  في بعض مغازيه التي غزاها امرأة مقتولة أعلن إنكاره ذلك الفعل ونهى عن قتل النساء والصبيان [البخاري ومسلم]، مؤكداً وصاياه ومحذراً من الوقوع في مثل هذا الفعل.
كما لا يقتل الفلاحون والمزارعون الذين لا يمارسون القتال والحرب، فقد قال ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: « اتَّقُوا اللَّهَ فِي الْفَلاَّحِينَ الَّذِينَ لاَ يَنْصِبُونَ لَكُمُ الْحَرْبَ»، وكذلك كل مدني لا يشارك في الحرب، ولا يحمل السلاح.
وقد نص فقهاء المسلمين على أن من قتل امرأة أو صبياً أو عاجزاً أو راهباً أو غيرهم ممن ليسوا أهلاً للقتال فإنه ارتكب محرماً يعاقب عليه.
وقد جرى على هذه الأخلاق والقيم صحابة رسول الله  -صلى الله عليه وسلم-  وخلفاؤه، فهذا أبو بكر الصديق الخليفة الأول لرسول الله  -صلى الله عليه وسلم-  يوصي قواد الجيوش الإسلامية فيقول لأحدهم: إني موصيك بعشر فاحفظهن:
1ـ إنك ستلقى أقواماً زعموا أنهم قد فرغوا أنفسهم لله في الصوامع، فذرهم وما فرغوا له أنفسهم.
2ـ لا تقتلن امرأة.
3ـ ولا صبياً.
4ـ ولا كبيراً هرماً.
5ـ ولا تقطعن شجراً مثمراً.
6ـ ولا نخلاً ولا تحرقها.
7ـ ولا تخربن عامراً.
8ـ ولا تعقرن شاة، ولا بقرة إلا لمأكلة.
9ـ ولا تجبن.
10ـ ولا تغلل.
هذه الوصية الرائعة التي تؤكد سمو الجانب الإنساني والأخلاقي في الحروب التي خاضتها الجيوش الإسلامية في زمن الخلفاء الراشدين، وهي امتداد لتلك الوصايا والمبادئ التي أرساها نبي الإسلام رسول الله  -صلى الله عليه وسلم- .
وقد كتب محمد بن القاسم الثقفي القائد المسلم في زمن الوليد بن عبد الملك لجنده الفاتحين لحوض السند من الديبل حتى البنجاب: « لا تقتلوا أحداً غير المسلح المحارب، ومن كان بيده السلاح وهو هارب فخذوه أسيراً، ومن أراد الأمان وأعلن الطاعة فاتركوه، ولا تدخلوا البيوت الآمنة» .
أما صلاح الدين الأيوبي فقد ضرب أروع الأمثلة بحسن معاملة الأسرى، وكان يخص البارزين منهم بحسن المعيشة، ويعطيهم الثياب، وحينما أحضر الناس قتلاهم بعد معركة حطين أكرم المتقدمين منهم، وألبس مقدمي عسكر فرنسيس فروة خاصة، وأمر لكل واحد من الباقين بفروة خرجية لأن البرد كان شديداً. 
فلذلك نهيب بكل قادة الكتائب أن يرسخوا في أذهان عناصرهم ومجموعاتهم من جيشنا الحر هذه القيم، ويؤكدوا لهم بأن ثورتنا هي ثورة عزة وكرامة وحقوق، وأن من يخرج عن مبادئ الثورة هو عدو لها، أو راكب لمتن الثورة من أجل مصالحه الخاصة التي تتعارض مع قيم ومبادئ ثورة الشعب الذي ضحى بالغالي والنفيس من أجل حريته وكرامته ..
قال تعالى: ( الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور)..
كما نؤكد على ضرورة التوحد والتعاون بين الكتائب  المقاتلة لا سيما في المدينة الواحدة، والحذر من الدسائس التي يسعى النظام لزرعها بين أفراد الجيش الحر لتفتيت قوته، وتشويه سمعته، وإجهاض ثورته...
وفي الختام: الرحمة لشهدائنا..... والشفاء العاجل لأسرانا ....... والحرية والنصر القريب العاجل لشعبنا.
( ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز)

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع